فضائل الحج

   الحج في لسان العرب هو القصد ، والحج عند المسلمين هو قصد البيت الحرام وأداء شعائر دينية محددة ، وهوركن من أركان الإسلام الخمسة الموضحة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عمر حيث قال :  (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) (1)

      وقد فرض الحج  في السنة التاسعة للهجرة ، وهو فرض على كل مسلم ومسلمة مرة واحدة في العمر إذا استوفى شروطا خاصة من أهمها :  الدخول في الإسلام ؛ فلا يجوز لغير المسلم القيام بمناسك الحج . والعقل ؛ حيث لا حج لفاقد العقل ،  والبلوغ إذ لا تكليف على الصبي ،  والاستطاعة . قال تعالى في كتابه العزيز : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )(2)

   وقال جل شأنه :  ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ (3)

  وقال تعالى ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) (4)

    و عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا أيها الناس … قد فرض الله عليكم الحج فحجوا .) فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ) (5)

ــــــــــــــــــــ

(1) - متفق عليه

(2) سورة آل عمران الآية 97

(3) - سورة الحج الآية 27

(4) - سورة البقرة الاية 197

(5) - صحيح مسلم 1337

وجاء في حديث شريف آخر  ؛ ( الحج مرة فمن زاد فهو تطوع )(1)

     وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة في السنة الحادية عشر للهجرة ، بعد سنتين من فرض الحج ، وقال لأصحابه : (يا أيها الناس خذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا )(2)

فضائل الحج المبرور :

1 - يكفرالذنوب كافة ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من حج لله ، فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه .) (3)

    وعن  عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك سيئة . وأما وقوفك بعرفة ؛ فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : هؤلاء عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج ، أو مثل أيام الدنيا ، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك . وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك . و أما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة ، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك .)(4)

ــــــــــــــــــــــــ

(1) - مسند أحمد ؛ 4/224

(2) - الألباني : صحيح الجامع ؛ الرقم: 7882

(3) - متفق عليه

(4) الألباني : صحيح الجامع الرقم: 1360

2- دخول الجنة ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .)(1)

3- ينفي الفقر ؛ عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ⁾⁽²⁾

4- الحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد ؛ ُسئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله . قيل : ثم ماذا ؟ قال جهاد في سبيل الله . قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور .)(3)

   وعن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، فقال : ( جهادكن الحج )(4)

   5- اجتماع المسلمين من كل حدب وصوب ليتدارسوا أمورهم  فيكون في هذا الاجتماع من الخير ما هو كفيل  بجمع كلمتهم ، وردع عدوهم ، وإصلاح ذات بينهم ، وتعاونهم على البر والتقوى .

6- الحجاج والعمار ضيوف الله ؛ عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الحجاج والعمار وفد الله ؛ دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم .)(5) 

     عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة كلهم حق على الله عونه ؛ الغازي في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد التعفف .)(6)

ـــــــــــــــــــــ

(1) - متفق عليه .

(2) ^- الألباني : صحيح النسائي ؛ الرقم: 2629

(3) - متفق عليه

(4) - صحيح البخاري ؛الرقم: 2875

(5) الألباني : صحيح الترغيب ؛ الرقم: 1107

(6) الألباني : صحيح ابن ماجه ؛ الرقم: 2057