مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

الجهاد والاستشهاد في سبيل الله

 مقدمة :

     ليس المقصود بهذا البحث الإحاطة بكل الجوانب المتعلقه بموضوع الجهاد ، رغم أنه وسيلة عزة للمنتصرين ، ومفتاح جنة للشهداء ، إذ لم أتعرض فيه لمسائل من شأنها أن نستعدي  أولئك الذين تسبب لهم كلمة الجهاد حساسية ، و سيقتصر البحث في هذا المقام على فضائل هذه العبادة الرائعة ذات الثواب العظيم من الله الكريم.

معنى الجهاد :

   الجهاد في لسان العرب هو بذل الجهد والطاقة ، والمتعارف عليه بين المسلمين أنه محاربة أعداء المسلمين لإعلاء كلمة الله ، وإحقاق الحق المتمثل بدفع الظلم ورد العدوان عن البلاد والعباد . ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن :( حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحب الله من الإيمان والعمل الصالح ، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان )(1)

   والجهاد عبادة باقية إلى يوم القيامة ؛ وذلك بالنظر إلى أن الصراع بين الحق والباطل سيظل قائما حتى يرث الله الأرض ومن عليها ؛ عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة .)(2)

   وقد استثنى الله سبحانه وتعالى فئة من المسلمين المعذورين وأذن لهم بالقعود عن الجهاد ، وهذه الفئة مشار إليها في قول الله سبحانه و تعالى : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا الله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم . ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم، قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون)(3)

   وقوله تعالى :( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج)(4)

ــــــــــــــــــــــ

(1) -(مجموع الفتاوي 10 /191)

    (2) - صحيح مسلم ؛ الرقم : 1923

(3) - سورة التوبة ؛ الآيتان 92،91

(4) - سورة الفتح آية17

 

       وهؤلاء المعذورون لهم أجر المجاهد إن كانت نيتهم صادقة للخروج لو استطاعوا ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ...)(1)

  وعن أنس رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك ، ولما دنا من المدينة ، قال : ( إن بالمدينة أقواما ، ما سرتم مسيرا ، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ) . قالوا : يا رسول الله ، وهم بالمدينة ؟ قال : ( وهم بالمدينة ، حبسهم العذر )(2) .

   ويدل على ذلك أيضاً ما رواه البراء بن عازب قال: لما نزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فجاء بكتف فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر)(3)

   ومع أن الله تعالى قد عذرهم كما تقدم فإن بعض المعذورين  حملهم حبهم للشهادة وتفانيهم في إعلاء كلمة الحق على أن يهبوا استجابة لدعوة الله التي تحثهم على الخروج للجهاد رغم أن لهم عذرا لللتخلف ؛ ومن الأمثلة على ذلك ما فعل عمرو بن الجموح- وكان شديد العرج - في غزوة أحد حين هم بالخروج فاعترضه أبناؤه قائلين له إن الله قد عذره . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك ،  فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك) وقال صلى الله عليه وسلم لأبنائه :  ( ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه، فقتل يوم أحد)(4)

أهداف الجهـاد وغاياتـه :
    إن الهدف الأول من الجهاد يتمثل في :

1-  إعلاء كلمة الله في الأرض ونصرة دينه ، قال تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة, ويكون الدين لله, فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين)(5)

ــــــــــــــــــــــــ

    (1) - صحيح البخاري ؛الرقم: 1

    (2) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 4423

(3) - صحيح البخاري ؛ رقم : 2831

(4) - السيرة النبوية2/90  

(5) - سورة البقرة آية 193

 

    وقال سبحانه ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(1)

2- حماية الوطن والمواطن ودفع العدوان عن  المسلمين: قال تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)(2)

3- دفع الفتن ، وتمكين الناس من الاستماع إلى هدي الله ؛ ليتبينوا ما فيه من خير وعدل وإصلاح بين الناس .
4- دفع الظلم وبسط العدل بين العباد ؛ قال تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله . ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدّمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا . ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )(3)

   وإضافة لكل ما سبق فإن  للجهاد فوائد عظيمة وثمرات يانعة ومصالح جمة تتحقق للأمة، بل وللعالم كله نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي :
1- تربية المؤمنين على الصبر والثبات والطاعة وبذل النفس والمال في سبيل الله . قال تعالى: (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين.)(4)

2- محاربة  الفساد ، قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، ولكن الله ذو فضل على العالمين)(5)

3 – الفوز بهداية الله ؛  قال سبحانه : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )(6)

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) - سورة التوبة آية 3

(2) - سورة البقرة آية 190

(3) - سورة الحج آية40،39

(4) - سورة  آل عمران  الآية 143

(5) -  سورة البقرة؛ الآية 251

(6) -  سورة العنكبوت؛ الآية 69  

 

    ومن انواع الجهاد في سبيل الله :

1 – الجهاد بالنفس ، وقتال الأعداء الذين يعتدون على بلاد المسلمين . قال الله سبحانه وتعالى : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير .)(1)

2 – الجهاد بالمال ..  قال تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) (2)  وقال سبحانه : ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة .)(3)

2 – باللسان لزجر الظالم ؛ عن أبي سعيد الخدري أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أعظم الجهاد ، كلمة عدل عند سلطان جائر ) (4)

3 - بر الوالدين والصبر عليهما عند كبرهما والعناية بهما ؛ عن عبد الله بن عمرو بن العاض قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : ( أحيّ والداك ؟) . قال : نعم ، قال : ( ففيهما فجاهد .) (5)

     وفي رواية لمسلم  : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد ، أبتغي الأجر من الله . قال:  ( فهل من والديك أحد حيّ ؟ ) قال : نعم . بل كلاهما . قال:  ( فتبتغي الأجر من الله ؟ ) قال : نعم . قال : ( فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما )(6)  وهذا الحديث الشريف يدل على أن الإحسان إلى الوالدين من الجهاد .

  ويضيف ابن القيم  أشكال أخرى للجهاد منها :
1- مجاهدة النفس ، ويكون بدفعها إلى الاستقامة والعمل الصالح ، وبكبح أهوائها التي تقود إلى الوقوع في المحرمات ، كالبخل الذي يحول دون إنفاق المال فيما يرضي الله؛ عن عبد الله

ــــــــــــــــــــــــــ

    (1) - سورة التوبة ؛ الآية 73  ، وسورة التحريم ؛ الآية 9

    (2) - سورة التوبة الآية 41

    (3) - سورة  النساء ؛ الآية : 85

(4) - الألباني : صحيح الجامع - الرقم: 2209

    (5) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 3004 .

(6) - صحيح مسلم ؛ الرقم: 2549

بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( المجاهد من جاهد نفسه لله )(1)

2- مجاهدة ما يلقي الشيطان في روع المسلم من تزيين للمحرمات وفعل المنكرات .
3- مجاهدة المنحرفين والمنافقين ، وذلك بالنصح والإرشاد والإقناع بالحسنى لتخليصهم مما هم فيه من ضلال . وكشف الشبهات التي يتشدقون بها والتي تهدف إلى بث الوهن في نفوس المسلمين وتفريق صفوفهم .

4- مجاهدة المنافقين ، ويكون بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، ودحض شبهاتهم وإرجافاتهم ، وبيان زيف ادعاءاتهم .

فضائل الجهاد :

   الجهاد من أعظم الأعمال التي ينهض بها المؤمن ؛عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : ( إيمان بالله ورسوله .)  قيل : ثم ماذا ؟ قال: ( جهاد في سبيل الله .)  قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( حج مبرور )(2)

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  ( لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب )(3)

     وأفضل عباد الله هم المجاهدون ؛ عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- قال : قيل يا رسول الله ... أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ) (4)

  ومن أهم فضائل الجهاد :
 1 – دخول الجنة ؛ فإن الجهاد من أفضل الأعمال عند الله ، وأعظم الطاعات التي تؤهل المؤمن لدخول الجنة ؛ قال تعالى : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )(5)

ــــــــــــــــــــــــ

(1) - ابن تيمية :  حقيقة الإسلام و الإيمان ؛ الرقم: 58

    (2) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 1519

    (3) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 2793

(4) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 2786

(5) - (سورة التوبة آية 111)

 

   وقال تعالى : ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم)(1)

2 – الحياة الخالدة   ؛ وهذا المعنى واضح في قول الله سبحانه ةتعالى : (  ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )(2)

 3- الثواب العظيم ؛ قال تعالى : ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً)(3) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مثل المجاهد في سبيل الله ، و الله أعلم بمن يجاهد في سبيله ، كمثل الصائم ، القائم ، الخاشع ، الراكع ، الساجد )(4) وعنه رضي الله قال : مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة ، فأعجبته لطيبها فقال : لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ، ولن أفعل حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.  فقال:( لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، ويدخلكم الجنة ؟ اغزوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة .)(5)

4- علو المنزلة عند الله ؛ قال تعالى( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً(1) وقال جل شأنه :  ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله، وأولئك هم الفائزون،

ــــــــــــــــــــــــ

   (1) - (سورة التوبة الآيتان 20 ـ22 )

   (2) - سورة آل عمران الآيات 169 ـ 171  

   (3) -سورة النساء ؛ آية: 74

   (4) - الألباني : صحيح الجامع ؛ الرقم: 5850

   (5)- صحيح الترمذي ؛ الرقم: 1650

  (6) -سورة النساء آية 69

 

يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبداً، إن الله عنده أجرا عظيم)(1)

    و عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا سعيد ، من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وجبت له الجنة . قال : فعجب لها أبو سعيد قال : أعدها علي يا رسول الله ، ففعل ، ثم قال رسول الله : وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ، ما بين كل درجتين ، كما بين السماء والأرض . قال : وما هي يا رسول الله ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الله )(2)

4 – تكفبر الذنوب والنجاة من العذاب الأليم ؛ قال ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين)(3)

5- الحياة الآمنة ؛ عن أبي بكر الصديق أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب )(4)

6- النصر على الأعداء  ؛  قال تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز)(5)

ـــــــــــــــــــــــ

(1) -سورة التوبة ؛ الآيتان 20،21

    (2) - صحيح النسائي ؛ الرقم: 3131

(3) - سورة الصف ؛ الآيتان : 10-13

(4) - الألباني : السلسلة الصحيحة ؛ الرقم: 2663

    (5) - سورة الحج آية 40

 

  والنصر على الأعداء لا يتحقق إلا من خلال  :
1- الإيمان بالله وبان النصر من عنده ؛  قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)(1) وقال تعالى: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا، وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)(2)

2 - إعداد العدة من رجال ومال وسلاح ؛ قال تعالى :  (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)(3)
3- الثبات في القتال ؛ قال تعالى : (  يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)(4)
4 -  ذكر الله كثيراً بالتكبير ، معتقدين بأن النصر من عنده ؛ قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم جنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا .)(5)
5 - : الوحدة وعدم التنازع  ؛ : (ولقد صدقكم الله وعده، إذ تحسونهم بإذنه، حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعدِ ما أراكم ما تحبون، منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة، ثم صرفكم عنهم ليبتليكم، ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين)(6)

ـــــــــــــــــــــ

(1) - سورة غافر؛ الآية 51

(2) -  سورة الروم؛ الآية 47

(3) - سورة الأنفال؛ الآية 60 .

(4) -  سورة الأنفال؛ الآيتان 45-46

(5) - سورة الأحزاب ؛ الآية : 9

(6) -  سورة آل عمران؛ الآية 152


6-  الصبر. قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا روابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .)(1)
7 -  النية الخالصة بالاعتقاد  أن قتال الأعداء إنما هو لوجه الله ،قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)(2)

8- نبذ الرياء والكبرياء ؛ قال تعالى : (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله، والله بما يعملون محيط)(3)
9 – استبعاد المنافقين والمثبطين من صفوف المقاتلين : قال تعالى محذرا من

وجود المنافقين في صفوف المجاهدين : (لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة، وفيكم سماعون لهم، والله عليم بالظالمين)(4)

10 -  التوكل على الله: وهذا عنصر مهم من عناصر تحقيق النصر فإن الأسباب لا تغني من الحق شيئاً إذا لم يأذن الله بالنصر قال تعالى  : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره )(5)  وقال العزيز الحكيم : (إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون)(6)

11 الدعاء والتوسل إلى الله ليمن عليهم بنصره ؛ ومن الأدعية المأثورة في كتاب الله قوله تعالى على لسان نفر من عباده المرمنين :( ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)(7)

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) - سورة آل عمران ؛ الآية 200

(2) - سورة  محمد؛ الآية 7

(3) -  سورة الأنفال؛ الآية 47

(4) - سورة التوبةالآية 47

(5) - سورة  الطلاق آية 3  

(6) -  سورة آل عمران؛ الآية 160

(7) – سورة البقرة/250.

 

12- التوبة والاستغفار قبل بدء القتال ؛ إذ لاشك أن التوبة من أعظم وسائل النصر، ولذلك كان أتباع الأنبياء يلهجون بالاستغفار قبل الدخول في المعركة كما في الآية السابقة، وقال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)(1)

 13- تحريض المؤمنين على القتال عبر وسائل الإعلام لبث الحماسة في المقاتلين ؛ ولإذكاء روح العزة في نفوسهم ، ليشعروا  بأنهم هم الأعلون وأن أعداءهم هم الأدنون ؛  قال تعالى : ( ياأيها النبي حرض المؤمنين على القتال... )(2) وقال سبحانه : (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)(3)

14-  الحذر من الاغترار بالقوة ، والاتكال على الأسباب المادية، أو يعجبوا بأعمالهم وينسوا ذنوبهم كما حصل في معركة حنين ؛ قال تعالى : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم قوتكم فلم تغنِ عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين .)(4)

15-  التمويه على العدو ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمى النبي صلى الله عليه وسلم ( الحرب خدعة .)  (5)

16- أخذ الحذر والحيطة ؛  قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً) (6)

17-  الوحدة والتنظيم والتكاتف ، قال تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)(7)

ـــــــــــــــــــــ

(1) - سورة الشورى ؛ الآية: 30

(2) - سورة   الأنفال ؛ الآية 65

(3) - سورة  آل عمران؛ الآية 139

(4) - سورة التوبة ؛ الآية 25:

    (5) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 3029

(6) - سورة النساء؛ الآية 71

(7) - سورة الصف؛ الآية  4

محاذير ترك الجهاد :

    ومن الآثار الوخيمة التي تترتب على ترك الجهاد ما يأتي :

1- ترك الجهاد سبب للهلاك ؛  قال تعالى: ( وأنفقوا في سبيل الله، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)(1)

2- سبب لوقوع العذاب ؛  قال تعالى: (إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير)(2)
3- القعود عن الجهاد سمة نفاق ؛ قال تعالى: (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين، إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون)(3)

4- خسارة الثواب العظيم الذي أعده  الله به للمجاهدين ، والمشار إليه في العديد من الآيات البينات التي وردت في هذا البحث  .

5- الذل والهوان؛ عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا على ما كنتم عليه .)(4)

   والفرار من المعركة من كبائر الذنوب كذلك ، ومن يفعل ذلك فقد استحق العذاب الشديد ؛ قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفًا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفًا لقتال أو متميزًا إلى فئة فقد باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير)(5)

- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم    في حديث رواه أبو هريرة  (اجتنبوا السبع الموبقات )(6) وذكر منهن  : التولي يوم الزحف .

ـــــــــــــــــــــ

(1) - سورة  البقرة الآية 195

   (2) -  سورة التوبةالآية 39

(3) -  سورة التوبة؛ الآيتان 44-45

    (4) - الألباني : صحيح الجامع ؛ الرقم: 675

    (5) - سورة الأنفال آية 15،16

    (6) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 6857


                                              

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz