1 - عقوبة الإشراك .

     الشرك بالله ظلم عظيم ، وجزاء المشرك الخلود في النار ، وهذه العقوبة واضحة في قول الله العزيز الجبار :  } إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ، ومأواه النار ، وما للظالمين من أنصار{ (5)  ويصف العزيز الجبار – جلّ شأنه – كيفية إيقاع العذاب بهم فيقول : } إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ، في الحمييم ثم في النار يسجرون { (6) وفي قول رسول الله

صلى الله عليه وسلم : ( من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ) (1). وفي حديث آخر قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات يدعو لله ندا دخل النار ) (2) وروي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ، ما الموجبتان ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار .)(3)  قال لقمان الحكيم ينصح ولده : } يا بني لا تشرك بالله ؛ إنّ الشرك لظلم عظيم { (4) ولأن الشرك ظلم عظيم ؛ فإن الله – سبحانه وتعالى – لا يغفر للمشرك ظلمه ، وقد ورد تأكيد هذه الحقيقة في قوله تعالى : } إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { (5) ولهذا فإن المشرك بالله دمه مهدور يجوز قتله ، وإذا مات لا يُغسّل ولا يُصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين .

2 - عقوبة الكفر

ويوم القيامة يقول الله لملائكة عذابه : } ألقيا في جهنم كلّ كفاّر عنيد . منّاع للخير معتدٍ مريب . الذي جعل مع الله إلهاً آخر فألقياه في العذاب الشديد { (6) وعقوبة الكفر هي الخلود في النار .قال سبحانه وتعالى : }إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها { (7)

     وتكشف الطريقة التي يقذفون بها في النار مدى غضب الله عليهم . قال سبحانه وتعالى : }يوم يدعّون إلى نار جهنم دعّا ، هذه النار التي كنتم بها تكذبون . أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون { (1)

3 - عقوبة القتل :

     والقتل العمد عقوبته هي الخلود في النار . قال تعالى : } ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ، وغضب الله عليه ، ولعنه ، وأعدّ له عذابا عظيما{ (2) 

4 - عقوبة التولي يوم الزحف :

ويعذبّ الله في النار كل مسلم فرّ أمام العدو في المعركة . قال تعالى : } يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار . ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير . { (3)

5 - عقوبة آكل الربا : عقوبة المرابي الذي يموت قبل أن يتوب هي الخلود في النار . قال الله سبحانه وتعالى:  }  الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحلّ الله البيع وحرّم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فألئك أصحاب النار هم فيها خالدون { وقد ( لعن رسول الله – صلى الله عليه

وسلم – آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه . وقال : هم سواء .)(1) 

6- عقوبة أكل مال اليتيم .

 ومن الذين يعاقبون بعذاب النار يوم القيامة الذين يأكلون أموال اليتامى دون وجه حق . قال الله سبحانه وتعالى : } إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا { (2) كما جعل الني صلى الله عليه وسلم أكل مال اليتيم من السبع الموبقات .

 7- عقوبة الزاني .

     والزناة أيضا يعذبون في النار . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب اليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) (3) 

8 - عقوبة العاق لوالديه .

      وكذلك عاق والديه فإن مصيره في النار . عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه  وسلم - : " ثلاثة لا ينظر الله – عزّ وجل – إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث . وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى .) (4)

9 - عقوبة المنافقين .      

      واما المنافقون فإن مستقرهم هو قعر النار . قال تعالى : } إن المنافقين في

الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا { (1) 

وقال تعالى : } ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ، وغضب الله عليهم ولعنهم ، واعدّ لهم جهنم وساءت مصيرا{ (2) 

10 - عقاب المتكبر :

     والمتكبرون عقابهم عند الله شديد .قال تعالى : } إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { (3) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم وأبو داود  وفي مناسبة أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال . ) (4) وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال :قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -  ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ ثوبه خيلاء .) (5) وعن أبي هريرة – رضي اله عنه – أنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أُثرت بالمتكبرين الجبّارين .وقالت الجنة : فما لي لا يدخلني إلا ضعاف الناس وسقطهم وعجزهم . فقال الله للجنة : أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : أنتِ عذابي أُعذّب بكِ من أشاء من عبادي . ولكل واحدة ملؤها)(1).وعن حارثة بن وهب أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( ألا أُخبركم بأهل الجنة ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله . ( كل ضعيف متضعّف لو أقسم على الله لأبرّه ) ثم قال : ( ألا أُخبركم بأهل النار ؟) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : ( كل عتلّ جواظ مستكبر )(2) 

  11 – عقوبة المنتحر . جزاء المنتحر هو الخلود في النار لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .)(3)  وفي مناسبة أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان برجل جراح فقتل نفسه ، فقال الله : بدرني عبدي بنفسه ، حرمت عليه الجنة .) (4)

12 – عقوبة مانع الزكاة .

     وأما مانع الزكاة فإنه يعذب بكي جسمه بنار الذهب الذي كان يحرص على جمعه . عن أبي هريرة - رضي الله عنه-  أنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . حتى يقضى  بين العباد فيُرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى النار .)(1)

 13 - عقوبة كنز الذهب والفضة .

 قال تعالى : } والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم . يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتُكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون { (2)

14 – عقوبة النمّام

النمام محروم من دخول الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قتّات ) (3) أي نمام

15- عقوبة المسبل ثوبه .

       والمسبل يّعذب بالنار إذا لم يتب قبل الموت .قال رسول الله صلى الله عليه : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم ) قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات . قال أبو ذر : خابوا وخسروا . من هم يا رسول الله ؟ قال : المُسبل والمنّان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب .) (4)

16 – عقوبة المرائي .

     إن المشرك بالرياء سيئول أمره إلى النار إذا لم يتدارك أمره فيتوقف عن ريائه .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ، رجل أُستشهد فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت بها ؟ قال : قاتلت فيك حتى اُستشهدت . قال : كذبت ، قاتلت ليقال جرئ فقد قيل . ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار . ورجل تعلّم العلم وعلّمه ، وقرأ القرآن فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها .قال : فما عملت بها ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن . قال كذبت ، ولكنك تعلمت ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل . ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار . ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه ،فجيء به فعرفه نعمه فعرفها ، قال فما عملت بها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم أُلقي في النار .) (1)

17- عقوبة المصوّرين .

     عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم – وفي البيت قرام فيه صور ، فتلوّن وجهه ثم تناول الستر وهتكه ، وقالت : قال النبي – صلى الله عليه وسلم ( من أشدّ الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله ) رواه الشيخان . وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال :(  إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم .)(2) 

18 - الغلول .

   أخذ رجل شملة يوم خيبر قبل أن تُقسم الغنائم ، ودون علم ولي الأمر بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا . ) (3)

19 – عقوبة آكل المال الحرام .

    ومن الظالمين الذين سيعاقبهم الله بعذاب النار أولئك الذين يأكلون أموال الناس بغير حق وبوسائل غير شرعية كالرشوة وغيرها من القنوات المنحرفة لكسب الرزق .قال تعالى : } ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا { (1) 

    وعباد الله المتقون ينفرون من الظلم خوفا من عواقبه الوخيمة ، وتأمل معي قول الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - :  لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا ، وأُجرّ في الأغلال مصفّدا ، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد ، وغاصبا لشيء من الحطام ، وكيف أظلم أحدا لنفسٍ يُسرع إلى البلى قفولها ، ويطول في الثرى حلولها !

    وعذاب الله ليس مقصورا على أولئك الذين يظلمون أنفسهم ويظلمون الناس قولاً وفعلاً ، وإنما يشمل أيضا أولئك الذين يرون الظلم ولا يتصدون له ولا يحركون ساكناً لمنعه ، لأمثال هؤلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب من عنده .) (2)

    ويبين الله العزيز الجبار أن هذا هو دأبه في تدمير الأمم التي تنحرف عن نهجه القويم بالظلم فيقول : }وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد { (3)  ولعل هذه الآية الكريمة تفسر الكوارث التي حلّت وستحلّ بالظالمين

   في هذا الزمان والأزمنة  االآتية ...إنه دمار لا بدّ قادم ، وسينزل بالظالمين ، مهما كانت قوتهم ، ومهما كان جبروتهم ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون

     وفي أكثر من موضع في كتابه العزيز يشير رب العالمين إلى أنه سيهلك المنحرفين } إن الظالمين لهم عذاب أليم { (1) وأن الغلبة في النهاية ستكون للمؤمنين المهتدين . وهذه بشارات لهؤلاء الصابرين الذين نذروا أنفسهم لمواجهة الظلم في كل زمان ومكان . وتأمل معي هذه الآيات البينات وأبشر وأنت موقن بأن وعد الله حق ، وأنه لا يُخلف الميعاد . قال العليم الخبير : } وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودنَّ في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ، ولنسكننكم الأرض من بعدهم { (2) وفي موضع آخر قال – سبحانه وتعالى - : } ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون { (3)

    اللهم إنّا نعوذ بك أن نضلّ أو نُضلّ ، أو نزلّ أو نُزلّ ، أو نظلم أو نُظلم ، أو نجهل أو يُجهل علينا ..أنت ولينا ونعم الوكيل .