مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

استراتيجية الأسئلة لتعليم التفكير

محمود طافش


ما زال كثيرٌ من المعلمين يقتصرون على توظيف الأساليب التقليدية القديمة في التعليم ، ويحددون لأنفسهم هدفاً رئيساً يتمثل في تلقين تلاميذهم المعلومات الواردة في الكتاب المقرر ضمن الزمن المحدد ، لذلك فإن أسئلتهم تدور في أغلب الأحيان حول الأهداف الدنيا من المجال المعرفي والمتمثلة في الحفظ والتذكر ، وأحياناً يصل المجدون منهم إلى مستويات أعلى كالفهم والتطبيق ، في حين أن المدرسة الحديثة قد طوّرت استراتيجياتها وتقنياتها وأدوات تقويمها لتعليم الطلبة التفكير ؛ بهدف إحداث تغيير مرغوب فيه في سلوكهم وفي طرائق تفكيرهم .

وتعتبر الأسئلة أكثر استراتيجيات التدريس استخداماً ، وقد أشارت البحوث والدراسات التي أُجريت حول هذه المسألة إلى أن(1) المعلم يسأل ما يقارب الثمانين سؤالاً في الحصة الواحدة ،  وأنه يستخدم الأسئلة في جميع مراحل الدرس ، حيث يعتمد نجاح التدريس على نجاح المعلم في طرح الأسئلة . وتكشف الأسئلة التي يوظفها المعلمون على مدى وعيهم التربوي ، وعلى قدرتهم على إحداث التغيير المطلوب وصولاً إلى مرحلة الإبداع . فما الدور الذي تنهض به الأسئلة لتعليم الطلبة التفكير ؟

       إنَّ طرح الأسئلة ركن مهم من أركان التفاعل الصفي ، وهذا الطرح لا يتم بطريقة عشوائية غير منظمة ، وإنما هو استراتيجية حديثة يوظفها المدرس القدير في شحذ أذهان المتعلمين ، وفي حفزهم حواسهم ، وفي تحقيق التواصل متعدد الأطراف بين المعلم وتلاميذه من جهة ، وبين التلميذ وزملائه من جهة أُخرى ، كما أصبح استخدام الأسئلة أداة ناجحة في يد المعلم والمتعلم لاختبار صحة الأفكار المطروحة ، ولتشجيع الجميع على البحث الدائب ، والعمل المتواصل لتحقيق الأهداف السلوكية وفق منهجية علمية واضحة في ذهن المعلم بحيث تحقق الأغراض المتوخاة منها ، وفي مقدمتها : إثارة انتباه المتعلم ، وحفز عقله للتفكير ، وتشجيعه على طرح الأسئلة التي تنمي قدراته العقلية . (2)

       ولكي ينجح المعلم في توظيف هذه الاستراتيجية الحديثة في تعليم الطلبة التفكير ، فإنه لابد له أن يتمثل مستويات الأهداف في مختلف المجالات التربوية، وأعني بها المجال المعرفي والمجال الوجداني والمجال المهاري أو النفسحركي والمجال الاجتماعي ، ثم يصوغ أسئلته بوعي بحيث تسمو بعقل الطفل في كل مجال من هذه المجالات ابتداءً بالمستوى الأدنى وانتهاءً بالمستوى الأعلى ، وذلك بعد التأكد من إتقان الطلبة للأهداف المخططة في كل مستوى ، ولا يمكن للطالب في المجال المعرفي أن يفهم الفهم المرجو له إلا إذا عرف المفاهيم والمصطلحات اللازمة لهذا الفهم .

       وسأقتصر في هذا البحث على توضيح كيفية تنامي الأسئلة في المجال المعرفي حسب تصنيف بلوم ، والذي يبدأ بالمعرفة والتذكر وينتهي بوصول المتعلم إلى القدرة على التقويم وإصدار الحكم . (3) مع ملاحظة أهمية تحقيق التوافق بين مستويات المجالين المعرفي والوجداني ، في حين أن مستويات المجال النفس حركي غالباً تقاس بملاحظة الأداء وبقوائم الرصد وسلالم التقدير .

       وفيما يلي مجموعة من الأسئلة التي توضّح كيفية صياغة الأسئلة في كل مستوى من مستويات المجال المعرفي ؛ بحيث تكون قادرة على تنمية قدرة الطفل على التفكير :

1.   المستوى الأول : المعرفة والتذكر ، ومن الأمثلة عليه الأسئلة الآتية :

ـ ما أركان الإسلام ؟

ـ ما الحواس الخمس ؟

ـ ما عناصر العمل الأدبي ؟

ـ ما أجزاء المقالة ؟

ـ ما خطوات البحث العلمي ؟ الخ ...

2.   المستوى الثاني : الفهم ، ومن الأمثلة عليه :

ـ ماذا تقترح عنواناً لهذا النص ؟

ـ ما الكلمة المفتاحية في النص ؟

ـ ما الأفكار الرئيسة التي اشتمل عليها النص ؟

ـ اشرح البيت الأول شرحاً وافياً .

3.   التطبيق ، ومن الأمثلة عليه :

ـ أعرب الكلمات التي تحتها خط .

ـ كيف تصلح جهاز الهاتف ؟

ـ ما مساحة ساحة المدرسة ؟

ـ صحح الخطأ في الجمل الآتية .

ـ كيف تستخدم "لا" الناهية في ردع الكاذب ؟

4.   التحليل ، ومن الأمثلة عليه :

ـ ما أثر العاطفة في موسيقا النص ؟

ـ ما الأسباب التي تؤدي إلى تلف المروحة الكهربائية ؟

ـ ما أسباب ازدهار السياحة في الأردن ؟

ـ ما الافتراضات في قول المشرف التربوي للمعلم :" أنت معلم قدير" ؟

ـ ما أوجه الشبه بين الحمامة والدجاجة ؟

5.   التركيب ، ومن الأمثلة عليه :

ـ اكتب مقالة حول ازدهار الزراعة في الأردن .

ـ كيف تصنع جهاز هاتف من الأجزاء الآتية ؟

ـ ضع خطة لتنظيم الاستفادة من الوقت .

ـ كيف تبني غرفة باستخدام الأسمنت والحديد والرمل والماء ؟

 

6.   أسئلة التقويم ، ومن الأمثلة عليه :

ـ ما رأيك في النهضة الزراعية في الأردن ؟

ـ ما الأمور التي أعجبتك في سلوك معلم التربية الإسلامية ؟

ـ ما الذي لا يعجبك في التعليم المختلط ؟

ـ هل تفضل ركوب وسيلة النقل الخاصة أم العامة ؟ ولماذا ؟

ـ أي الأقطار الآتية تفضل قضاء إجازة الصيف فيه ؟

ـ ما رأيك بقصة " أولاد حارتنا " لنجيب محفوظ ؟

ـ ما الفرق بين النظرية الغشتالية والسلوكية في التعليم ؟

ولكي يحسن المعلم الاستفادة من استراتيجية الأسئلة في تعليم تلاميذه التفكير ، فإن عليه أن يخطط لتطوير مهاراته في طرح الأسئلة الحافزة للمواهب الإبداعية لديهم ، ولن يستطيع التخطيط إلا إذا كان متمكناً من تقنياتها الثماني الآتية (4)

1. وضوح الصياغة ؛ وهذا يتطلب أن يكون السؤال : محدداً ومستقلاً ، كلماته واضحة ، ومرتبة ترتيباً منطقياً ، ومعتدل الطول . وكذلك يكون السؤال مفيداً وفعالاً بقدر وضوح الهدف منه في ذهن واضعه ، وأما إذا لم يصغ السؤال بطريقة محددة واضحة فإنه سيكون مضللاً ولن يحقق الغرض منه .                                

2. تكييف الأسئلة بحيث تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين الطلبة من حيث مستوياتهم واهتماماتهم وقدراتهم وحاجاتهم ، ومدى معرفتهم المسبقة بمادة الدرس بحيث يشارك الجميع في الإجابة عنها .

3. التتابع ، الأصل أن تتابع الأسئلة في ذهن المعلم وخطته تبعاً لمدى تجاوب تلاميذه مع أهداف خطته الدرسية ، لكن هذا لا يعني بأن المعلم ملزم بالتدرج في طرح الأسئلة ، وإنما قد يكون محتاجاً أن يبدأ بأسئلة من المستوى الأعلى إذا كانت قدرات تلاميذه تسمح بذلك .

4. الموازنة بين مستويات الأسئلة ، وهذا يتوقف على الغرض الذي يتطلع المعلم لتحقيقه ، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التدرج بالتلاميذ نحو المستوى الأعلى لتحقيق المزيد من التدرب على ممارسة التفكير الناقد .

5. مشاركة التلاميذ في التفاعل الصفي القائم على التواصل الثنائي والتواصل متعدد الاتجاهات ، ويجدر بالمعلم أن يكون دائم الملاحظة لنسبة الطلبة المتطوعين للإجابة ، وأن يهتم بالطلبة المترددين والعازفين عن المشاركة وذلك بتشجيعهم وحفزهم ، وبإعادة طرح السؤال الذي لم يلق إجابة بصياغة أكثر سهولة ، وذلك لزيادة نسبة أعداد المشاركين .

6. طرح الأسئلة السابرة وهذه من شأنها أن تساعد المتعلمين على الإجابة العميقة الكاملة ، فإذا كانت إجابة التلميذ سطحية أو ناقصة فإن المعلم بحاجة إلى طرح المزيد من الأسئلة لتشجيع الطلبة للتوصل إلى إجابات أفضل ، وذات قيمة تربوية أكبر .

7. الانتظار قليلاً بعد طرح السؤال ، وهذا يساعد التلميذ على الإجابة ، وفترة الانتظار تتوقف على نوع الطرف الموجه إليه السؤال ؛ فإن كان طالباً واحداً كانت فترة الانتظار محددة بما لا يزيد عن بضع ثوان ، أما إن كان السؤال موجهاً لطلبة الصف فإن فترة الانتظار قد تمتد لعدة دقائق تبعاً لمستوى السؤال.

ولفترة الانتظار هذه مجموعة من الفوائد التربوية أهمها :

    ـ تزيد ثقة التلميذ بقدرته على الإجابة .

    ـ تزيد من قدرة التلميذ على الإجابة .

ـ تجعل التعليم أكثر تمحوراً حول التلميذ .

ـ تزيد أعداد التلاميذ الراغبين في المشاركة بالإجابة .

ـ تزيد قدرة التلميذ على التفكير التأملي .

ـ تجعل إجابات الأطفال أكثر تنوعاً .

غير أنه من المهم أن يكون تقدير المعلم لفترة الانتظار حكيماً ، ومتناسباً مع ما  تتطلبه طبيعة السؤال ؛ وإلا فإن حاله من التشويش قد تبدأ .

8. أسئلة التلاميذ ، إذا كانت الأسئلة مصاغة بذكاء وبمنهجية فإنها ستحفز المتعلمين وخصوصاً المتميزين منهم على طرح أسئلة متولدة عن إجابات زملائهم ، لكن من المهم أن تظل أسئلتهم في نطاق موضوع الدرس .

وينصح المعلم عند إثارة الأسئلة أخذ النقاط الآتية بعين الاعتبار : (5)

ـ ارتباط الأسئلة بموضوع الدرس وبالخبرات الواقعية للمتعلمين .

ـ وضوح الأسئلة .

ـ شمول الأسئلة لمختلف مجالات التعلم .

ـ تنوّع مستويات الأسئلة وتدرجها من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى                          المركب .

ـ توقيت طرح الأسئلة حسب مجريات الحصة .

ـ التوقف قليلاً قبل طرح السؤال لحفز انتباه الأطفال .

ـ توزيع الأسئلة بعدل ، مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة .

ـ ملاءمة الأسئلة لأعمار الأطفال العقلية .

ـ إعطاء المتعلم وقتاً كافياً للإجابة .

ـ توجيه الأسئلة للتلاميذ غير المنتبهين من حين لآخر .

ـ تعويد الطلبة على الإجابات الكاملة .

ـ الاستماع لإجابة التلميذ بعناية .

ـ تعزيز إجابات التلاميذ .

وبعد ذلك كله يحسن بالمعلم إتاحة وقت كافٍ من أجل إعطاء المتعلمين فرصة للتفكير الحر والتفكير التقييمي ، وذلك من أجل تمكينهم من مراجعة إمكانياتهم وقدراتهم من جديد في ضوء المتغيرات والتطورات المستجدة ، فيربطون ما تعلموه وما هو متوفر في الكتب والمواد التعليمية بخبراتهم الفردية الماضية وآمالهم المستقبلية ، ثم يقومون بتقييم كل هذه المعطيات ليخرجوا منها بحلول شافيه لمشكلات حياتهم وحاجاتهم . (6)

وبناءً على ما سبق فإن التفاعل الصفي الذي يستند على أسئلة مدروسة ومتكاملة ومثيرة للتفكير سيحقق مجموعة من الفوائد التربوية ذات القيمة العالية ؛ لأنه يتيح للمعلم  فرصة لإجراء حوارات ممتعة وحافزة لعقول المتعلمين ، إضافة إلى أنها تطرد السأم ، وتضفي على غرفة الصف جواً من الحيوية الممتعة ، لكن توظيف هذه الاستراتيجية في التعليم يحتاج إلى تدريبٍ عالٍ ودقيق ، وهي لا تسلس إلا للمعلم القادر على ممارسة الحوار بوعي وبكفاءة عالية وفق أسس تربوية واضحة ومحددة وهادفة ، تثير التفكير وتحفز على الإبداع .

Sawahry @ hotmail .com

WWW.Tafesh .5u.com

 

هوامش :

  1. ذوقان عبيدات ، سهيلة أبو السميد : استراتيجيات التدريس في القرن الحادي والعشرين ( عمان: ديبونو للطباعة والنشر ) 2005م ص235
  2. محمود طافش : كيف تجعل من طفلك مبدعاً (عمان:دار الفرقان للنشر والتوزيع) 2007 ص115 . وكذلك انظر العدد (13041) من جريدة الرأي الأردنية الصادرة يوم 10 حزيران 2006م تحت عنوان أهمية الأسئلة لتعلم الطفل .
  3. محمود طافش : كيف تكون معلماً مبدعاً ( عمان : جهينة للنشر والتوزيع ) 2006م ص147
  4. منظمة الأمم المتحدة للأطفال : دليل المهارات الأساسية لتدريب المعلمين (عمان:وزارة التربية والتعليم )1993م
  5. محمد زياد حمدان : التدريس المعاصر ( عمان : دار التربية الحديثة ) 1988م ص200
  6. محمد زياد حمدان : الحوار والأسئلة الصفية ( عمان : دار التربية الحديثة ) 1998م ص82
Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz