مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

ِكيف نحمي أطفالنا من القلق

د. محمود طافش الشقيرات


  يشعر الإنسان في بعض الأحيان بقلق دون أن يعرف لهذا القلق سبباً ، وقد يكون القلق حالة طبيعية عند الإنسان البالغ العاقل الحامل للمسؤولية ، فيشعر بالهم وبعدم الاستقرار ، بسبب مشكلة ما تواجهه أو تواجه واحداً من أبنائه أو المتصلين به، وذلك قبل أن يجد لها حلاً مطمئناً . لكن القلق عند الأطفال غالبا ًما يكون ناجماً عن عوامل خاصة بهم ، فما المقصود بالقلق ؟ وما هي أسبابه وما طرق علاجه ؟

  يمكن تعريف القلق بأنه :" حالة من الشعور غير السار ، والممزوج بالهم والحزن والخوف والضيق ، قد تعتري الإنسان لأسباب خاصة به ". ومن مظاهر القلق عند الصغار والكبار : الأرق ، الأحلام المزعجة ، قلة الرغبة في الطعام أو الشراب ، والتوتر ، والغثيان ، وقد يصاب الإنسان القلق بالصداع ، وسرعة النبض ، وصعوبة في التنفس ، وربما يُمنى ببعض الاضطرابات المعوية ، والآلام المبرحة .

   ويندرج القلق تحت ثلاثة أنواع رئيسة هي :

1. القلق الموضوعي ، ويكون في أغلب الأحوال ناجماً عن رؤية شيء مخيف مثل القصف المدفعي وغارات الطائرات ، وثورات البراكين،  ووجود حيوانات مفترسة ، أو حشرات سامة ،  وقد يعتري الطالب قلق قبل الاختبار إن كان يشعر بأنه لم يستعد الاستعداد الكافي لذلك .

2. القلق الخلقي ، وينشأ عن تأنيب الضمير حين يرتكب الإنسان السويّ عملاً مخلاً بالشرف أو يقع في ذنب ، أو يتسبب في إلحاق الأذى بالآخرين .

3. القلق العصابي ، ويعاني منه الأفراد المعرضون للإصابة بأمراض نفسية أو عصبية كالهستيريا والصرع وما شابه ذلك ، وربما يشعر الطفل بقلق عند رؤية الدم أو الأسلحة النارية ، وقد يكون ناجماً عن سبب غير مفهوم ، فيشعر الإنسان بالانقباض دون أن يعرف تفسيراً لذلك .

 

       ولعل من أبرز العوامل المؤدية إلى القلق ما يأتي :

1. البيئة المنزلية المضطربة المليئة بالخلافات والنزاعات التي قد تتطور إلى شجارات وعنف ينعكس سلباً على الأطفال . وإن مجرد إحساس الطفل بأنه سيفقد أمه التي هي مركز الأمان بالنسبة إليه ، يسبب له قلقاً شديداُ قد يكون مصحوباً بأعراض عضوية مثل الألم في الرأس أو في البطن أو بغثيان وقيء .

2.   التدليل الزائد المفسد حيث ينشأ الطفل اتكالياً ضعيفاً غير قادر على التعامل مع المشكلات التي تواجهه .

3.   الإهمال الزائد حيث يتكون لدى الطفل الشعور بالنقص .

4.   القسوة في المعاملة التي قد تؤدي إلى أن ينشأ الطفل مهزوزاً مضطرباً ضعيف الشخصية .

    ومن أبرز العلماء الذين درسوا أسباب القلق "فرويد" و"هوربي" .  ويرى "فرويد" أن من أبرز أسباب القلق :

1.   خوف الطفل من الانفصال عن أمه .

2.   عدم إشباع حاجات الطفل الأساسية كالحصول على الغذاء .

3.   عدم إشباع الرغبة الجنسية .

        أما "هوربي" فقد تمخضت الدراسات التي قامت بها عن وجود علاقة بين قلق الطفل وبين:

أ ـ الخلافات والخصومات العائلية التي يترتب عليها حرمان الطفل من الحنان ومن الدفء العاطفي .

ب ـ ضعف استقلالية الطفل بسبب سيطرة الوالدين على نزعاته ، وإلزامه بسلوكيات محددة دون أن يكون مقتنعاً بها .

جـ ـ شعور الطفل بأنه أقل من أخوته منزلة .

د ـ اهتزاز براءة الطفل بسبب شعوره بأنه يعيش في بيئة موبوءة بالغش والكذب والخداع .

هـ ـ شعور الطفل بأنه ضعيف عاجز خصوصاً إذا فقد أمه .

 

   لعل من أبرز الوسائل الناجعة للتعامل مع قلق الأطفال هي :

ـ حرص الوالدين على تحقيق الوفاق بينهما لأن من شأن ذلك أن يهب الطفل شعوراً بالطمأنينة ، وأن يشبع حاجته إلى الحب والحنان .

ـ تعزيز الجوانب الإيجابية للطفل بالحوافز المادية والمعنوية .

ـ تنمية النزعة الاستقلالية لدى الطفل ، وتدريبه على التعامل بإيجابية مع المشكلات التي تواجهه فيحصل على خبرات مفيدة .

ـ تعليم الأطفال أسس التفكير المنطقي .

  فإذا استطاعت الأسرة والمدرسة أن تحقق للطفل هذه المطالب فإنه سينشأ سليماً معافى من الخوف والقلق ، وسيتمتع بشخصية قوية ، تؤهله ، لأن يكون إنساناً ناجحاً في حياته ، وقادراً على خدمة نفسه وأمته ووطنه .

sawahry@hotmail.com


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz