مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية العناية بالأطفال المتفوقين عقليا

محمود طافش الشقيرات

  يتزايد الاهتمام في البلدان المتقدمة برعاية الأطفال الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة ، فأوجدت لهم القيادات التربوية صفوفا خاصة ، ومعلمين مؤهلين وعارفين بقضايا التربية الخاصة ، وقادرين على أن يقدموا لهم العون اللازم الذي ينمي مواهبهم إن كانوا متفوقين أو يلائم إعاقاتهم ويشبع حاجاتهم إن كانوا معاقين . غير إن الأطفال الموهوبين أو المتفوقين عقلياَ ما زالوا وحتى الآن في معظم أنحاء بلاد العرب ينتظرون من يوليهم الاهتمام اللائق بهم والكفيل بتعزيز تفوقهم وتنمية مواهبهم ؛ مما يؤهلهم للقيام بدور أكثر ايجابية وفاعلية في تقدم مجتمعاتهم وازدهار أوطانهم ، فما المقصود بالتفوق العقلي ؟ وكيف السبيل لتنميته وصقله لدى الأطفال ؟

    التفوق العقلي مفهوم ينم عن توقد في الذكاء وارتفاع غير عادي في القدرات العقلية لدى الطفل ، وتشير اختبارات الذكاء إلى إن الطفل المتفوق هو الذي يربو معامل ذكائه عن 130 . ويعرف " باسو " الطفل المتفوق عقلياً بأنه من يملك القدرة على التميز في التحصيل الدراسي  أو الأكاديمي باستخدام الاختبارات التحصيلية المقننه .

   ويؤكد " ستنكايت " على أهميه الاستعانة بمعايير ومحددات أخرى للتفوق العقلي إضافة الى اختبارات التحصيل الدراسي واختبارات الذكاء ، ويدعو الى الاستعانة بالسجلات المدرسية والاستفادة من آراء وملحوظات المعلمين وأولياء الأمور، وكذلك الاستنارة باختبارات القدرات الخاصة ومقاييس تقدير الخصائص السلوكية المبنية على الملاحظة.

      ولكي تحظي هذة الفئة من المتفوقين بالرعاية اللازمة التي من شأنها أن تعزز تفوقهم وتنمي مواهبهم فإنه من الأهمية بمكان مراعاة ما يأتي  :

1 ـ  توفيرمناهج خاصة ومعلمين مؤمنين بأهمية رعاية التفوق ، وإيجاد بيئات تعليمية ثرية بالحوافزالمنوعة   .

2 ـ  بناء علاقة طيبة مع الطفل من شأنها أن تذكي مشاعر الفرح والسرور في نفسه ، والعمل المتواصل على تقوية ثقته بنفسه ، وتعزيز النجاحات التي يحرزها لتزويده بدافعية جديدة للتعلم وبتغذية راجعة ملائمة ، واجتناب تعريضه لضغوط نفسية زائدة أو للإجهاد أو للسخرية ، وتحريره من القلق والخوف .

3ـ تكليفه بتنفيذ أعمال و مهام صعبة ، وكذلك الإجابة عن أسئلة تتحدى قدراته ، وتستنير دوافعه ، وتثير اهتماماته ، وتشبع ميوله .

4ـ إتاحة الفرصة له للتعبير عن رأيه وذاته بحرية تامة .

5ـ تبصيره بأهمية رفض المعلومات والأفكار غير المثبتة والقوالب الفكرية الجامدة.

6  ـ رفض الوصاية وعدم التبعية للآخرين .

7 ـ توفير غرف مصادر تضم مختلف التقنيات  والمختبرات وعلى رأسها مختبرات الحاسوب ومختبرات الريبوت ، وغنية بالتقنيات واستراتيجيات التدريس الحديثة والملائمة لتنمية التفكير ؛ مثل استراتيجيات التفكير الناقد والعصف الذهني وحل المشكلات.

8ـ توفير برامج تنمية مهارات التفكير مثل برنامج مؤسسة البحث العلمي وبرنامج القبعات الست وتطبيقها في دروس مستقلة مثل درس " البدائل والإمكانات"  وغيرها ؛ بحيث تصبح المدرسة مصنعاً للعقول المبدعة وبيئة تسودها الثقة والاحترام المتبادل .

9ـ القراءة للطفل أو سرد له قصص وأخبار تتحدى قدراته وتحفز دماغه ، فتزداد قدرته على تكوين الارتباطات .

10ـ تدريبه على التعامل مع المشكلات ؛ حيث تقوم الأم أو المعلمة بتعريض الطقل لقضايا تتحدى تفكيره وتطلب إليه حلها فينمو تفكيره ، وتتسع شبكة الارتباطات في دماغه ، وكلما كانت هذه القضايا منوعة كان أثرها على توسيع شبكة الارتباطات أفضل .

11ـ تمكينه من ممارسة الألعاب البدنية ، وهذه تساعد على تقوية دماغه ، وقد دلت دراسة قام بها "بالمر"  أن الحركات الرياضية تنبه الخلايا العصبية وتنمي الارتباطات الدماغية .

  هذه أهم الإجراءات التي يمكن للمربين أن يقوموا بها لكي ينهضوا بقدرات الأطفال المتفوقين عقليا ، غير أن هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحول دون سطوع نجوم المتفوقين من أبرزها :

ـ فشل النظام التربوي في ايجاد محكات صادقة يتم بموجبها تحديد فئة الاطفال المتفوقين ، واعتماده بشكل رئيس على الاختبارات التحصيليه التي تقيس الحفظ والمستويات الدنيا من الأهداف ، وإهمال المستويات العليا كالتحليل والتركيب والتقويم .

ـ ازدحام الغرف الصفيه بالاطفال ، وعدم امكانيه تخصيص فصول خاصة بالمتفوقين.

ـ تشتيت جهود المعلمين وانشغالهم بالدروس الخصوصية وعدم إمكانية تخصيص فصول خاصة للمتفوقين .

ـ إضافة إلى أن تنفيذ مهام صعبة تتحدى قدرات المتفوقين في الفصل الذي يضم مستويات متفاوتة من شأنه أن يؤدي الى إحباط الأطفال ذوي القدرات المتوسطة والضعيفة .

    ولكي نتخطى هذه المعوقات بالامكانات المتوفرة فإن من الأهمية بمكان تأهيل فئة من المعلمين المنتمين والمهتمين برعاية المتفوقين وتشكيل تفكيرهم  ، والعمل على اشباع حاجاتهم بحيث لا ينشغلون عن القيام بمهامهم الكبرى المتمثله برعاية وتنمية المواهب لدى الاطفال المتوفقين عقليا  ، ومن المفيد أيضا تخصيص شعب خاصة بهم لتمكينهم من الاستفادة من المناهج والبرامج ذات المستوبات الرفيعة والسمو بدراستها دون الاضطرار لمسايرة فئات الأطفال العاديين .


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz