الذكاء الصناعي ......هل يشكل خطراً على حياة البشر؟

محمود طافش الشقيرات

     تمّيز العصر الحديث بتطوير وإبداع العديد من العلوم التي تجعل الحياة أكثر رفاهية ويسراً . ومن أبرز هذه المخترعات العلمية التي بهرت عقول الناس ما يعرف بالذكاء الصناعي . فما المقصود بالذكاء الصناعي ؟ وهل يمكن أن يشكل خطراً على حياة البشر؟

      لم يتوصل العلماء بعد إلى تعريف محدد لهذا العلم،لكن بوجه عام يمكن القول أن الذكاء الصناعي هو :علم حديث نتج عن الثورة التكنلوجية المعاصرة,واكتسب أهميته من استخداماته المتنوعة في مجالات حيوية وحساسة,مثل الدفاع والاستخبارات والترجمة الآلية وغير ذلك. ويتعاون علماء الحاسوب والرياضيات واللغة وغيرهم في تصميم برامج قادرة على محاكاة الأذكياء من بني آدم القادرين على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة بسرعة مذهلة ، وذلك من خلال الرجوع إلى برامج تمت تغذيتها بعمليات استدلالية منوّعة ومتكاملة.

   ويستخدم الذكاء الصناعي في معظم مجالات الحياة مثل الطب، حيث يقوم الأطباء بإجراء عمليات غاية في الدقة وكذلك في الترجمة ,وفي حل المسائل الرياضية ,ولعب الشطرنج, وكتابة القصة والشعر,وفي كل هذه الأعمال يكون الاعتماد الكبير على الحاسب الآلي. كما يستخدم الذكاء الصناعي في مختلف مجالات التربية والتعليم من خلال ما يعرف ببرامج" التعليم الذكي بواسطة الكمبيوتر"والتي تؤدي إلى زيادة فهم المتعلمين للقضايا المطروحة للتعلم من خلال الوصف الدقيق لاستراتيجيات التعليم وتمثيل المعرفة، ومن البرامج الذكية التي حققت نجاحات في هذا المجال:

 -برامج فهم الكلام ,وهي تفيد في تعلم القراءة.

 -برامج ونظم التعليم الذكية .

 لكن يبقى السؤال الكبير :هل يمكن أن تشكل هذه البرامج خطراً على حياة البشر؟

    يحذر العديد من العلماء من الأخطار التي يمكن أن تترتب على التوسع في استخدام نظم الذكاء الصناعي حيث إن إنتاج العمال الآليين الذين يستعاض بهم  عن الأيدي البشرية العاملة والمدربة ،   و حصر الوظائف في مجالات تكنولوجيا المعلومات،  والتي يتوقع البعض  تعبئة الشواغر فيها برجال آليين بلغوا من الدقة والذكاء درجة تؤهلهم ليكونوا قادرين على برمجة أنفسهم بأنفسهم  يمكن أن يشكل تهديداً للأعمال التي يقوم بها العمال البشريون ،  وبالتالي سيساعد هذا الاستخدام على سرعة القضاء على البشرية التي تستمد بقاء ها من حيوية أعمالها.

والأمر الآخر الذي يحذَر منه المتشائمون والذي يثير الرعب في النفوس هو أن تتمكن هذه الأجهزة من برمجة نفسها, وتضيع الأسلحة الفتاكة واستخدامها ضد الناس الذي يعمرون الأرض.

     غير أنا لمتفائلين يأملون في تطوير الهندسة الوراثية بهدف الوصول إلى توليد الإنسان السوبر الذي يبدع ولا يفنى.