مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية تدريب الطفل على التعلم الذاتي

د. محمود طافش الشقيرات

    تعمل المدرسة الحديثة لتدريب الطفل على مهارات التفكير ؛ لإحداث تغيير إيجابي  في سلوكه وفي طرائق تفكيره ، عبر مناهج دراسية وإستراتيجيات تدريس وتقويم وتقنيات حديثة ، فيأخذ من هذه المناهج ما يتناسب مع قدراته على الاستيعاب النظري والتدرب العملي . والطفل الممتاز لا يكتفي بالتعليم الذي  يحصل عليه من المناهج الدراسية ، وإنما يعززه بتعلم ذاتي يقوم به بتوجيه من معلمه أو من والديه ، أو مدفوعا برغبة داخلية لديه . فما الفرق بين التعليم والتعلم ؟ وأيهما أكثر فائدة للطفل ؟

  التعليم هو ما يقوم به المعلم أو ولي الأمر أو أي شخص آخر لمساعدة الطفل على تعديل سلوكه وتنمية تفكيره وفق مناهج تعليمية محددة ، في حين أن التعلم ـ كما يرى دود ورث ـ هو : " نشاط يقوم به الفرد ، ويؤثر في سلوكه المقبل . أو هو ـ كما يرى " مَن " ـ " عملية تعديل في السلوك أو الخبرة " : " أو هو ـ كما يرى جيلفورد ـ أي تغيير في السلوك ناتج عن استثارة "

  وبناء عليه ، فليس المقصود بالتعلم هو ما يجري في المدرسة فقط ، وإنما كل ما يساعد على تكوين سلوك الفرد المميّز له . ويمكن أن يطلق التعلم على كل نشاط يقوم به الطفل بدافع ذاتي ، بمساعدة أو دون مساعدة ، وقد يكون في المدرسة ، أو في البيت ، أو في المكتبة العامة ،  أو في أي مكان آخر ، وفي أي وقت يروق له .

  وللتعلم نظريات ومبادئ وقوانين وأنظمة يجدر بالمتعلم الذي يتطلع إلى الإبداع أن يكون ملما بها ، وأكثر هذه النظريات شهرة هي :

1 – نظرية المؤثر والاستجابة ، ومن أبرز أعلامها : بافلوف ، ثورانديك ، هل ، وغيرهم .

2 – نظرية الاستبصار ، ومن أشهر روادها : بينه ، ديوي ، طولمان .

3 – نظرية التحليل النفسي ، ومن أبرز أعلامها : فرويد .

    ولكي تتم عملية التعلم بنجاح فإنه ينبغي أن تتم بخطوات محددة :

1 – إثارة دافعية الطفل للتعلم ، وهذه الدافعية تثار إذا كان موضوع التعلم يشبع حاجات الطفل وميوله ، ويعالج مشكلاته ، ويحقق أهدافه وتطلعاته ، ويحدد مدى استعداده للتعلم ، ورغبته فيه ، وقدرته على القيام به .

2 – وجود الدليل المرشد الذي يبصر المتعلم بما يجب عليه عمله ليحصل على مبتغاه ، ويساعده على فهم ما يريده .

3 – الممارسة الفعلية والتطبيق العملي ؛ فكلما كان تعلم الطفل عمليا يتم بالممارسة كانت آثاره أفضل ، وبالتدريب يزداد تعلم الطفل لوجود رابطة بين الموقف والاستجابة .

4 – اكتشاف العلاقات : ويتم عبر عمليات التحليل والتركيب والاستدلال القياسي والاستقرائي .

5 – التقييم ، حيث يتم قياس التغيّر الحاصل في سلوك المتعلم وفي تفكيره .

6 – التعزيز المعنوي والمادي ، وبه يحصل لدى المتعلم شعور داخلي بالرضا ، وخارجي بثناء الآخرين وإعجابهم بالنجاحات التي حققها .

  وللحوافز فوائد جمة من أبرزها :

أ – تزيد من يقظة المتعلم وانتباهه .

ب – تطرد السأم ويؤخر التعب .

ج – تزيد من تقبل المتعلم للنصائح والتوجيهات .

د – تجعله أكثر حماسا ومثابرة لإتقان عمله .

  ويتفق أصحاب نظريات التعلم على حزمة من المبادئ الأساسية التي يجب توفرها لنجاح عملية التعلم ، وهذه المبادئ هي :

-       أهمية وضوح محتوى مادة التعلم .

-       لا تعلم بدون دافع .

-       لا تعلم بدون ثواب وعقاب .

-       انتقال أثر التعلم من الموقف الأصلي إلى مواقف أخرى مشابهة .

ومن العوالم الأخرى التي يرى علماء النفس أنها تساعد على التعلم الجيد ؛ النضج والاستعداد ، والتصميم على التعلم .

   فإذا أُخذت هذه المبادئ بعين الاعتبار فإن عملية التعلم ستتم بصورة جيدة ، وستبقى آثارها لمدة أطول ، وسيتمكن المتعلم من توظيف ما تعلمه في مواقف حياتية جديدة ، وبذلك ينجح في حياته .


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz