مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أسباب انقطاع التواصل بين المعلمين وبعض المشرفين التربويين 

 

محمود طافش الشقيرات

يهدف الإشراف التربوي بوجه عام  إلى تحسين أداء المعلمين لتحسين مخرجات العملية التعليمية التعلّمية من خلال توظيف العديد من الأساليب الإشرافية المتطورة مثل : الإشراف الإكلينيكي، التعليم المصغّر ، الدروس التطبيقية ، الورش العملية وغيرها . غير أن كثيراً من المشرفين التربويين ما زالوا يعيشون بعقلية الماضي ، ويمارسون أساليب التفتيش لتصيّد أخطاء المعلمين من خلال نزعة فوقية مذمومة تنفّر المعلمين منهم ، وتدفع بعضهم للاصطدام معهم ، فيفشل المشرف التربوي ولا يستطيع القيام بمهامه الأساسية فكيف السبيل لتجنيب المشرف التربوي هذا الفشل في العمل التربوي؟

 

إنَّ العمل التعاوني القائم على تلاقح الأفكار وعلى الاحترام المتبادل للآراء وللقدرات هو المدخل السليم لنجاح المشرف التربوي في عمله ، فكما أن الطالب يستجيب للحوافز ، ولكلمات التشجيع والإطراء مثل: "ممتاز" ، "أحسنت" ، فيقبل على المشاركة في التفاعل الصفي ، ويواظب على الاستعداد والمذاكرة طمعاً في سماع المزيد من هذه الكلمات الحافزة التي تثلج صدره ، وكذلك المعلم فإنه من أكثر عباد الله حاجة للكلمة الطيبة التي تجعله يرتاح ، ويشعر بالسعادة ، بسبب تقدير المشرف التربوي أو المدير أو غيرهما من المسؤولين لجهوده ونجاحاته ، وهي سحرية المفعول بالنسبة إليه ، وإن ملاحظة ذكية يبديها المشرف التربوي حول عمله ، كفيلة بأن تفجّر طاقاته الكامنة ، وتجعله ينطلق بلا حدود ، كذلك فإن ملاحظة غبية يمكن أن تصدم المعلم ، وتصاب قابليته للعمل مدة قد تطول فيمنى بالإحباط ، وأسوق فيما يلي مثالاً حيّاً من الميدان التربوي حدث في بلد عربي يولي العملية التربوية عناية فائقة .

المعلم "فائق" جامعي ذو خبرات طويلة ومتنوعة ، وهو فوق ذلك يحمل مؤهلاً تربوياً عالياً ، وقد تمّ التعاقد معه للعمل في البلد العربي المشار إليه آنفاً .

لم يكن يفكر يوماً في أن يكون معلماً متميزاً ، لكن الأمر الذي حصل هو أن زاره المشرف التربوي زيارة صفية خلال الأسبوع الأول من استلامه لعمله ، وبعد أن خرج المعلم من غرفة الصف قيل له : إن المشرف التربوي قد علّق على حصته قائلاً :" هذا عالم ، وليس معلماً" فكان لتلك الجملة المؤلفة من أربع كلمات أثرها الذي جعل حماس المعلم يتدفق ويدفعه لتطوير أدائه ، وتفجرت طاقاته فأنتج أعمالاً وقام بنشاطات مشهودة ، مما جعل المشرف التربوي يوصي بأن تصوّر له دروس توضيحية يستفيد منها المعلمون الآخرون ، وواصل المعلم تطوير أساليبه وأدواته حتى غدا متميّزاً .

وفي عام آخر زاره مشرف تربوي آخر ، واستعد المعلم لعرض حصة نموذجية ، وفعل ، غير أنَّ المشرف التربوي بدلاً من أن يشاهد التفاعل الصفي الذي يجري أمامه ، تناول دفتر التخطيط الدرسي ، وجلس على مكتب المعلم يُقلّب أوراقه ، ويتأمل خطوطه ، ويمعن النظر فيه ، وكأنه يفتش عن شيء مهم بين سطوره ، ثم يكتب ملاحظة ، ويعود يقرأ ، مما أثار فضول المعلم ، ودفعه ذلك ليختلس النظر في محاولة لمعرفة الشيء المهم الذي شغل ضيفه عن مشاهدة حصته ، فوقع بصره على الملاحظتين الآتيتين:

1.   " زاد المعلم سناً لحرف الصاد في كلمة "النص".

2.   "نسي المعلم كتابة همزة قطع للحرف المصدري "أن".

فشعر المعلم آنذاك بخيبة أمل ، وظل فترة طويلة يعاني من ضعف في قابليته للعطاء.

 

ومن الأمثلة على الملاحظات المثبطة كذلك ما يلي:

1.   ذكر لي معلم أن مشرفاً تربوياً كتب له:" الطلاب جيدون لكن ليس بجهود المعلم".

2. وذكر لي معلم آخر بأن مشرفاً تربوياً كتب له:"الطلاب هادئون ، ولكن أرجو أن لا يكون ذلك بفعل العصا الغليظة التي فوق المنضدة".

 

إنَّ هذه الملاحظات الآنفة وأمثالها لا قيمة تربوية لها ، وفوق ذلك فإنها تنم عن جهل المشرف التربوي ، وتترك آثاراً سلبية مدمّرة على أداء المعلمين ، خصوصاً الملتزمين منهم ، لذلك فإنه ينبغي على المشرف التربوي أن يجتنبها . وأن يكون على وعي تام بآثارها.

والمشرف التربوي الملتزم عالم بآداب الزيارة الصفية ، التي إذا روعيت فإنها ستؤدي إلى تحسين التعليم ، وإلى توثيق عرى الصداقة والاحترام المتبادل ، والتعاون البناء بين أطراف العملية التعليمية التعلمية ، وإيجاد جو من الثقة بينهم ، وبهذا تنهض التربية في بلادنا ، ونلحق بركب الأمم المتقدمة تربوياً .

Sawahry@hotmail.com

www.tafesh.ucoz.com

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz