مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية إستراتيجية حل المشكلات لتعليم التفكير

محمود طافش الشقيرات

شهد العصر الحالي تفجراً معرفياً هائلاً وغير مسبوق، ولم يعد بوسع الإنسان أن يحيط إلا بالقدر اليسير من هذه المعارف المتدفقة، فبرزت الحاجة إلى تطوير أساليب التفكير المنطقي ليغدو الفرد قادراً على التعامل مع المشكلات المصاحبة للتطور التقني العالي، وعلى اتخاذ قرارات صعبة في قضايا معقدة، لذالك فقد سعت الإدارات التربوية الواعية والملتزمة في البلدان المتقدمة تربويا مثل فنزويلا واليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واستراليا وإيرلندا ونيوزيلندا إلى بناء مناهج دراسية لتعليم التفكير، وإلى تدريب المعلمين على أنماط التفاعل النشط مع هذه المنهاهج بهدف تعليم التلاميذ أساليب التفكير السديدة بالحوار المنظم، والإجابة على الأسئلة السابرة، وتنفيذ الواجبات البيتية. وهكذا أصبح تعليم التفكير ضرورة تربوية ملحة لا تقبل التأجيل لأن الأمر يتعلق ببناء الجيل الذي تعده المدرسة لبناء المجتمع وللدفاع عن الوطن.

مفهوم حل المشكلات:

يُعرّف الباحثان كروليك ورودنيك مفهوم حل المشكلات بأنه: " عملية تفكيرية يستخدم الفرد فيها ما لديه من معارف مكتسبة سابقة ومهارات من أجل الاستجابة لمتطلبات موقف ليس مألوفاً له، وتكون الاستجابة بمباشرة عمل ما يستهدف حل التناقض أو اللبس أو الغموض الذي يتضمنه الموقف ". (جروان ص95). ويرى غيرهما أنه: " النشاط الذهني الذي يتم فيه تنظيم التمثيل المعرفي للخبرات السابقة، ومكونات موقف المشكلة معاً، وذلك بغية تحقيق الهدف ".

( Ausuble 1978,p533 ) ويرى عمر غباين ( 2004م ص127)  أنها "عملية تفكيرية يستخدم الفرد فيها ما لديه من معارف مكتسبة سابقة ومهارات من أجل الاستجابة لمتطلبات موقف ليس مألوفا له." وبناء عليه فإن تعبير حل المشكلات يتضمن توظيف الخبرات والمعلومات لتحقيق الأهداف. 

إن كل إنسان بحاجة إلى تعلم أساليب ومهارات التفكير لكي يتمكن من ممارسة التفكير السديد ، وهذه المهارات يمكن إتقانها بتدريب خاص على هيئة مستقلة في منأى عن المناهج الدراسية، ويمكن تعلمها من خلال المحتوى الدراسي في الموقف الصفي والأنشطة المصاحبة له. ومن المعلمين المبدعين من يدمج الأسلوبين معاً ليحقق أكبر فائدة ممكنة لتلاميذه.

خطوات حل المشكلات:

اقترح ( باير Bayer ) استراتيجية محددة لتعليم مهارات التفكير تستند على ست خطوات هي: ( جروان 2002م ص39 )

1- يقدم المعلم مهارة التفكير المقررة ضمن سياق الموضوع الذي يدرسه، ويبدأ بذكر وكتابة اسم المهارة كهدف للدرس، ثم يعطي كلمات مرادفة لها في المعنى، ويعرف المهارة المستهدفة  بصورة مبسطة وعملية، وينهي تقديمه بأن يستعرض المجالات التي يمكن أن تستخدم المهارة فيها وأهمية تعلمها.

2- يستعرض المعلم بشيء من التفصيل الخطوات الرئيسة التي تتبع في تطبيق المهارة والقواعد أو المعلومات المفيدة للطالب عند استخدامها.

3- يقوم المعلم بمساعدة الطلبة في تطبيق المهارة خطوة خطوة، مشيراً إلى الهدف والقواعد التي اتبعت في تنفيذ المهارة.

4- يقوم المعلم بإجراء نقاش مع الطلبة بعد الانتهاء من التطبيق لمراجعة الخطوات والقواعد التي اتبعت في تنفيذ المهارة.

5- يقوم الطلبة بحل تمرين تطبيقي آخر بمساعدة وإشراف المعلم للتأكد من إتقانهم للمهارة، ويمكن أن يعمل الطلبة فرادى أو على شكل مجموعات صغيرة.

6- يجري المعلم نقاشاً عاماً بهدف كشف وجلاء الخبرات الشخصية للطلبة حول كيفية تنفيذهم للمهارة ومجالات استخدامها داخل المدرسة وخارجها.

    ويرى يوسف قطامي (1990م ص 573 ) أن أهمية هذا الأسلوب في التعليم تأتي من أنه: " يضع المتعلم أو الطفل في موقف حقيقي يعمل فيه ذهنه بهدف الوصول إلى حالة اتزان معرفي. وتعتبر حالة الاتزان المعرفي حالة دافعية يسعى الطفل إلى تحقيقها. وتتم هذه الحالة عند وصوله إلى حل أو إجابة أو اكتشاف، وبالتالي فإن دافعية الطفل تعمل على استمرار نشاطه الذهني وصيانته حتى يصل إلى الهدف وهو: الفهم أو الحل أو الخلاص من التوتر، وذلك بإكمال المعرفة الناقصة لديه فيما يتعلق بالمشكلة."

ويخطط المعلمون مشكلات لتدريب تلاميذهم على التعامل مع القضايا المختلفة،  ومواجهة المشكلة يتطلب تحليلها والعمل المنظم للتغلب عليها بإجراء الخطوات الآتية:

1- تحديد طبيعة المشكلة، وتحليلها إلى أجزاء بحيث يسهل تناولها وإيجاد حلول لها.

2- التخطيط الدقيق، ويتضمن تحديد القوى البشرية، والموارد المالية، والوسائل المعينة، والمهارات المطلوبة، والزمن اللازم.

3- جمع المعلومات وتحديد مصادرها وكيفية الحصول عليها.

4- جمع وتوليد الأفكار للتعامل معها، وحصر الخيارات المتوفرة.

5- تقييم الأفكار المقترحة والخيارات المتاحة وفق أسس موضوعية.

6- اختيار الحل الملائم واختباره تمهيداً لقبوله واعتماده.

غير أن ( جون هيني ) يرى أن التعليم باستخدام أسلوب حل المشكلات يتم في سبع خطوات هي: ( الحارثي ص131 نقلا عن Heaney and Walts)

1-  تحديد المشكلة أو توليدها وفهم معناها.

2-  إعادة صياغى المشكلة في صيغة تسمح بالبحث عنها.

3-  التخطيط المفصل للعمل التجريبي.

4-  تنفيذ العمل التجريبي.

5-  استخلاص البيانات وعرضها على شكل تقارير.

6-  تفسير البيانات.

7-  تقويم الخطوات المتبعة في حل المشكلة وتقويم النتيجة النهائية.

وقد تعرّض هايس 1981 Hayes لهذه الخطوات بشيء من التفصيل كالآتي:

1- تحديد المشكلة، وهذا التحديد يقتضي:

أ- التعرف على موقع المشكلة في الموقف.

ب- تحديد عناصر الهدف.

ج- تحديد العناصر المسببة للعقبات.

د- تحديد المشكلات الأساسية والثانوية.

2- توضيح المشكلة من خلال:

أ- تعريف المصطلحات.

ب- تحديد العناصر الرئيسة.

ج- توضيح عناصر المشكلة بالأشكال والصور وما شابه ذلك.

3- بناء خطة الحل، ويتم بذلك بـ:

أ- إعادة صياغة المشكلة بصورة واضحة ومحددة.

ب- اختيار أفضل الأساليب ملاءمة لتنفيذ الخطة.

ج- وضع استراتيجية لمواجهة المعوقات المتوقعة.

4- توضيح الخطة بـ:

أ- مراقبة العملية التي يجري تنفيذها.

ب- تذليل المعوقات الطارئة.

ج- تعديل الخطة حسبما تقتضيه الظروف الطارئة.

5- الاستنتاج ويتضمن:

أ- صياغة النتائج التي يتم التوصل إليها بصورة واضحة.

ب- تعليل النتائج بالأدلة العلمية.

6- التقويم ويكون من خلال:

أ- التحقق من نجاعة الأساليب المتبعة.

ب- التحقق من صحة النتائج التي تمّ التوصل إليها.

وأما ستيرنبيرج (1992   Sternberg) فقد اقترح استراتيجية تتألف من ثماني خطوات هي:

1 – الإحساس بوجود مشكلة.

2 – تحديد طبيعة المشكلة بوضوح والتعرف على عواملها وأسبابها.

3 – تحديد متطلبات الحل.

4 – وضع خطة الحل.

5 – بدء تنفيذ الخطة.

6 – متابعة عملية التنفيذ بصورة منظمة ومستمرة.

7 – مراجعة الخطة وتعديلها وتنقيحها.

8 – تقييم حل المشكلة والاستعداد لمواجهة مشكلة أخرى أو مشكلة مستقبلية تنجم عن الحل الناتج للمشكلة الأولى.

نخلص مما سبق إلى أن خطوات التعلم بأسلوب حل المشكلات تتلخص في:

1 – الإحساس بوجود مشكلة.

2 – تحديد طبيعة المشكلة وصياغتها بصورة تسمح بالتعامل معها.

3 – توظيف الخبرات وجمع المعلومات اللازمة للحل.

4 – صياغة الفرضيات ووضع خطة للحل.

5 – مناقشة الفرضيات واقتراح حل بناء على المعطيات.

6 – تقويم الحل.

ومن الجدير بالذكر أن المربين يخلقون المشكلات لتدريب المتعلمين على حلها في غرفة الصف، الاهتمام وهذه المشكلات ينبغي أن تكون مرتبطة بالحياة الاجتماعية للمتعلم، وتلقى باهتمام منه لشعوره بأنه بحاجة للتعرف على كيفية حلها.

ويجري التدرب على أسلوب حل المشكلات بصورة جماعية أو فردية، والعمل التعاوني بروح الفريق أفضل؛ لأنه يكسب المتعلم مهارة الإصغاء إلى الآخرين واحترام آرائهم ونقدها ومناقشتهم بها لتقويمها، وهكذا فإن المعلمين يتفاعلون مع طلابهم بعد تقسيمهم زمراً. وهذا الإجراء يزودهم بتغذية راجعة ويشجعهم على الإبداع، وذلك ليحققوا مجموعة من الأهداف من أبرزها:

- تدريبهم على مواجهة مشكلات الحياة.

- تنمية روح الابتكار والإبداع لديهم.

- تنمية ثقتهم بأنفسهم.

- تربيتهم على الاستقلالية في العمل.

- تدريبهم على مهارات صنع القرارات.

ويوظف المعلمون أسلوب حل المشكلات لاكتساب المتعلمين مهارة حلها، وهذا الأسلوب يتضمن عملية تعليمية تعلمية ذات فعالية عالية وذات مستويات متفاوتة. لذلك انصبت الجهود الرامية لتطوير المنهاج على تنمية مهارات المتعلمين في أساليب التفكير العلمي، خصوصاً الناقد والإبداعي، ليتمكنوا من التفاعل مع هذه المشكلات بكفاءة عالية، وذلك بإعطائهم حرية التفكير وحرية ممارسة مختلف أنواع الأنشطة بما في ذلك تجريب الأفكار المقترحة باستقلالية تامة، مما يكسبهم ثقة بالنفس وقدرة على اتخاذ القرارات وهما توأمان لا غنى لأحدهما عن الآخر.

     ومن أجل تعزيز أداء المجموعات العاملة لتحقيق الأهداف تقوم المدرسة بـ:

- عرض النتائج التي تم التوصل إليها في معرض مدرسي خاص بالمدرسة أو بمجموعة من المدارس.

- تحويلها إلى ملصقات ولوحات توضيحية تعلق في الممرات المدرسية.

- دعوة أحد أعضاء الفريق لإلقاء محاضرة حول كيفية التعامل مع المشكلة.

- كتابة تقرير حول العملية ونشره في وسائل الإعلام.

- استضافة فريق العمل في برنامج ومناقشتهم بخطوات الحل وبالنتائج.


                                              


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz