مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

 

ما زالت قضية تخطيط الدروس موضع خلاف بين المشرفين التربويين من جهة وبين كثير من المعلمين التقليدين من جهة ثانية، فالمشرفون يرون أنها قضية حيوية، وشرط لابد من توفره لنجاح العملية التعليمية التعلمية، بينما يرفضها كثير من المعلمين بدعوى أنها ليست أكثر من عبء جديد يضاف إلى أعبائهم المتعددة، وعليهم أن يتحرروا منها، أو بحجة أنها مجرد واجب روتيني يتوجب عليهم القيام به؛ لكي لا يظهروا أمام المدير أو المشرف التربوي بمظهر المقصر، فهم لا يخططون لدروسهم عن قناعة، وإنما يقومون بذلك لدفع الغضب أو لرفع العتب، لذلك تراهم يهتمون بالمظهر دون الجوهر، ويبالغون في تنميق كراساتهم وتزيينها بالخطوط والكلمات الملونة، وهم بعد كل هذا العناء لا يستخدمونها ولا يرجعون إليها مطلقاً، إلا إذا طلبها المشرف التربوي أو المدير المدرسي، أو أرادوا التحضير لدرس جديد.

وقد يظن بعضهم أنه قد بلغ من العلم والخبرة شأناً بعيداً، فهو أكبر من أن يعد لدرس أو يخطط لتجربة، ومن العار عليه أن يستعين بدفتر أو كتاب، لأنه يرى في ذلك تقليلاً من منزلته أمام تلاميذه، وهو معلم قدير وبمسائل التعليم خبير. هؤلاء المعلمون وأمثالهم يعانون من متاعب جمة، ويرون مهنة التدريس عقيمة وشاقة، وهم غالباً عصبيون، يضيقون ذرعاً بطول الحصة، وبالضوضاء التي يحدثها التلاميذ.

ولا ننكر أن المعلمين الذين أُهّلوا تأهيلاً تربوياً سليماً يدركون الدور الدقيق الذي يلعبه التخطيط الدرسي في إنجاح العملية التربوية، غير أن هؤلاء السعداء ـ للأسف ـ قلة. فما المقصود بالتخطيط الدرسي؟ وما أهميته؟ وكيف يمكن للمعلم أن يقوم به على أفضل وجه؟

يمكن القول أن التخطيط الدرسي هو: مجموعة من الخطوات والإجراءات التي يقوم بها المعلم مستعينا باستراتيجيات تدريس وتقنيات وأنشطة وأوراق عمل واستراتيجيات تقويم لتحقيق نتاجات التعلم المحددة في محتوى المادة الدراسية.

أهمية التخطيط الدرسي:

أجمع التربويون على أن للتخطيط الدرسي أهمية بالغة الدقة، وهو خطوة لابد من القيام بها بإتقان من أجل إحراز النجاح، وذلك لأن التخطيط:

أ. يتيح للمعلم فرصة لمراجعة مادته وتنميتها بمطالعة مصادر أخرى.

ب. يهب المعلم فرصة اختيار استراتيجية التدريس الملائمة لطبيعة المادة موضوع الدرس.

ج. يهب المعلم فرصة لتهذيب مادة الدرس وتبويبها؛ لاستنباط القيم والأهداف الوجدانية منها بدقة، وتيسير سبل إفادة المتعلم منها.

د. يمكنه من إعداد الوسائل والتقنيات الضرورية التي سيحتاج إليها أثناء الحصة.

هـ. يمكنه من التفكير في أفضل الوسائل لربط موضوع الدرس بغيره من الموضوعات التي درسها التلميذ، وربط ذلك كله بالمواقف الحياتية التي تناسبها.

و. يمكّنه من تحقيق الأهداف المقررة في الزمن المحدد.

ز. يجعله عالماً بالقدر الذي أنجزه من الأهداف، وفيما إذا كان هذا القدر كافياً أم لا.

ح. يهبه فرصة لاختيار إستراتيجية التدريس الملائمة.

ط. يهبه فرصة لإعداد أسئلة سابرة تحفز التفكير الناقد والإبداعي.

ي يمكنه من اختيار إستراتيجية التقويم الملائمة

وتنبع أهمية التخطيط الدرسي من كونه يتعلق ببناء الأجيال الصانعة للحياة وللمستقبل، فكلما كان هذا التخطيط متقناً ومعداً إعداداً جيداً كلما كانت النتائج المترتبة عليه أكثر إيجابية، وإن أي خطأ يحدث في التخطيط قد يترتب عليه خطأ في البناء، الأمر الذي سينبثق عنه منتوج تربوي فاسد يعيث في المجتمع فساداً بعد تخرجه.

لذلك، يجب على المعلم أن يولي التخطيط الدرسي عناية فائقة، ومن المفيد جداً في هذا الصدد، وقبل البدء في الإعداد أن يتفكر في الخطوات الآتية:

1.           أن يحدد الأفكار الرئيسة والمعلومات الجديدة التي يشتمل عليها الدرس.

2.           أن يحدد العلاقة بين المعلومات التي يشتمل عليها النص وبين معلومات أخرى وردت في دروس سابقة.

3.           أن يحدد القيم التي انبثقت عن موضوع الدرس.

4.           أن يحدد المهارات الحياتية التي ينبغي عليه ملاحظتها وتنميتها أثناء الحصة.

5.           أن يصوغ كل هذه الأمور في أهداف سلوكية مناسبة.

6.           أن يحدد التهيئة الحافزة التي سيمهد بها للموقف الصفي؛ لإثارة اهتمام طلابه وجعلهم يقبلون على الدرس بشغف.

7.           أن يحدد وسائل الإيضاح التي تعينه في تنفيذ الدرس مع العناية بالتقنيات الحديثة.

8. أن يحدد استراتيجيات التدريس الملائمة لموضوع الدرس؛ ومن استراتيجيات التدريس الحديثة، التفكير الناقد، الاستقصاء، العصف الذهني، حل المشكلات، وغيرها.

9. أن يحدد إستراتيجيات التقويم الملائمة، مثل  إستراتيجية الورقة والقلم، ومن أدواتها؛ الاختبارات التي ينبغي أن تتصف بالصدق والثبات والشمول والموضوعية، وإستراتيجية ملاحظة الأداء، ومن أدواتها، قوائم الشطب وسلالم التقدير.

10.       أن يحدد الزمن الذي سيحتاج إليه لتحقيق أهدافه.

11.       أن يحدد الواجبات اليومية التي سيكلف التلاميذ بتنفيذها.

12.       أن يحدد استراتيجيات التغذية الملائمة للمواقف.

  بعد الخطوات السابقة الذكر يقوم المعلم بتحديد وصياغة أهدافه التعليمية على هيئة تغيرات سلوكية يمكن ملاحظتها لدى التلاميذ وقابلة للتحقيق بإمكانات المدرسة المتاحة، وهذه النتاجات ينبغي أن تكون في مستوى التلاميذ وتلبي حاجاتهم وحاجات مجتمعهم ولا تتعارض مع الأهداف التربوية العامة للبلد.

الأهداف السلوكية:

تعتبر المدرسة السلوكية أن تحديد الهدف من أهم متطلبات تحقيقه، وأن دقة تحديده تسهل مهمة إصابته، وتيسر سبل الوصول إليه، كذلك فإن اختيار الوسائل والأنشطة وأساليب التقويم الملائمة يغدو أمراً هيناً، الأمر الذي يترتب عليه نتائج أكثر موضوعية.

وقد أظهرت التجارب التربوية الحديثة التي أجريت خلال العقود الثلاثة الماضية الأثر الحميد للصياغة السلوكية على نواتج العملية التعليمية التعلمية، وقد أفرزت هذه الحقيقة طائفة من العلماء المتحمسين لممارسة التعليم بطريقة الأهداف السلوكية استجابة لدواعي التعليم المبرمج، ولمتطلبات التعليم بواسطة الحاسب الآلي. وبناء عليه فقد أقرت الندوة العلمية حول الأهداف السلوكية، والتي تبناها المكتب العربي لدول الخليج سنة 1983م هذا الاتجاه، مشيرةً إلى أهمية التدريس عن طريق الأهداف السلوكية.

غير أنه لا مناص لنا من التسليم بأن صياغة الأهداف السلوكية الجيدة ليست بالأمر الهين، فهي لا تنقاد لأولئك الذين يكتبونها وهم يراقبون سحب الدخان الزرقاء المنبعثة من رؤوس سجائرهم، وإنما الأمر يتطلب علماً وكداً وإيماناً راسخاً بأهمية العمل التربوي، ووقتاً طويلاً ينفق في الدراسة والبحث والتجريب من أجل تحديد أهداف قيّمة تتمخض عنها مخرجات تربوية تامة.

ما المقصود بالهدف السلوكي؟

الهدف السلوكي هو:  "وصف للحالة التي يرغب المعلم في أن يكون عليها تلميذه بعد اجتيازه بنجاح خبرات تعليمية محددة". أو هو "وصف دقيق للسلوك الذي يرغب المعلم في أن يكون تلميذه قادراً على القيام به بعد انتهائه من دراسة برنامج محدد بنجاح".

مصادر الأهداف السلوكية:

يستقي المعلم أهدافه السلوكية من عدة مصادر رئيسة، أهمها المناهج المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم إضافة إلى المصادر الأخرى ذات العلاقة، والمتوفرة في المكتبات المدرسية، والمراكز الثقافية، والتي من أبرزها:

أ. الأهداف العامة للتربية.

ب. الأهداف العامة للمرحلة التعليمية.

ج. الأهداف العامة لتعليم المادة.

د. الأهداف الخاصة لموضوع الدرس.

هـ. خصائص نمو تلاميذ الصف.

و. حاجات المجتمع المتغيرة.

خصائص الهدف السلوكي الجيد:

أجمع التربويون على أن المواصفات التي ينبغي أن يتصف بها الهدف السلوكي الجيد هي: واضح المعنى،سليم الصيغة،  يشبع حاجات التلاميذ، يناسب أعمارهم العقلية، يركز على سلوك التلميذ، يصف نواتج التعلم المرغوب فيها، قابل للملاحظة والقياس.

كيفية صياغة الهدف السلوكي:

يستند الهدف السلوكي بوجه عام على ثلاثة مرتكزات أساسية، هي:

1.     فعل السلوك وفاعله، مثل: (أن يقرأ التلميذ..).

2.     المحتوى، مثل: (.. نصاً شعرياً يتألف من سبعة أبيات..).

3.     مجال التنفيذ، مثل: (.. قراءة جهرية سليمة معبرة..).

ومن التربويين من يضيف مرتكزاً رابعاً هو:

4.     ظروف التنفيذ، مثل: (بصوت مرتفع مبرزاً عاطفة الفخر.. الخ).

فيكون الهدف: " أن يقرأ التلميذ نصاً شعرياً يتألف من سبعة أبيات قراءة جهرية سليمة ومعبرة بصوت مرتفع مبرزاً عاطفة الفخر ".

وتستند الصياغة الحديثة للأهداف السلوكية على حقيقة مفادها: أن الصفات الإنسانية للتلميذ يمكن ملاحظتها من خلال سلوكه الذي يمكن تحليله إلى مجموعة من ردود الأفعال التي يمكن ملاحظتها وقياسها.

ولكي يتمكن المعلم من تحقيق أهدافه لا بد له من (طافش2006):

1.     تحديد السلوك النهائي الذي ينم عن أن تلميذه قد حقق الهدف المنشود.

2.     البحث في إمكانية عرض هذا السلوك في صورة جملة من الممارسات التي يسهل ملاحظتها وقياسها.

3.     وصف السلوك باستخدام ألفاظ واضحة لا لبس فيها ولا غموض، مثل: يكتب، يرسم، يصنع... الخ.

وبناء عليه يخطئ المعلم الذي يصوغ أهدافه بالطرق الآتية:

1.  " أن يتذوق التلميذ الجمال البلاغي في النص.. " لأن هذا الهدف غير محدد ولا يمكن قياسه، وتكون الصياغة الصحيحة لمثل هذا الهدف على النحو الآتي:

" أن يشرح التلميذ الصورة البيانية في قول الشاعر أحمد شوقي " وللحرية الحمراء بابٌ " مبرزاً قيمتها الفنية ".

2.     ومن الخطأ أيضاً أن يكتب المعلم هدفاً كالآتي:

" أن أفسر للتلاميذ الكلمات.. " لأن هذا الهدف لا يستند على سلوك التلميذ، وإنما على سلوك المعلم، وتكون الصياغة الصحيحة لمثل هذا الهدف:

" أن يفسر التلميذ الكلمات الآتية.. تفسيراً سليماً مستعيناً بالمعجم ". وبناء على ما سبق فإنه يترتب على المعلم أن يختار مفاتيح لأهدافه ألفاظاً مثل: يقرأ، يكتب، يشرح.. وأن يجتنب أفعالاً مثل: يتذوق، يميل، ينمو.. الخ.

                                              

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz