مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

التربية العربية بين الواقع والطموح

د. محمود طافش الشقيرات


  لا يملك الباحث التربوي المنتمي لوطنه والوفي لأمته إلا أن يشعر بالارتياح للجهود المخلصة التي يبذلها القائمون على التربية والتعليم في الأردن  لتطوير مخرجات التعليم ؛  لكي تظل تتصدر مثيلاتها في الأقطار العربية الشقيقة ، ولقد رأيت من منطلق إدراكي لأهمية التربية والتعليم في عملية النهوض الحضاري أن أدلي بدلوي في هذه الجهود الخيرة منطلقا من تجاربي العملية في خمسة أقطار عربية ، والتي امتدت لأكثر من أربعين عاما ، وكذلك من خلال مؤلفاتي ومئات الدراسات والمقالات التربوية التي نشرتها داخل هذا البلد وخارجه .

      ونظرا لضخامة هذا الموضوع وتشعبه فقد رأيت أن تكون مساهمتي هذه هيئة ملحوظات ونقاط محددة ؛ للتذكير بمقومات التربية والتعليم في الأردن وفي الوطن العربي ، ومن ثم مقارنتها بما هو عليه الحال في الأقطار التي شمخت في هذا المضمار؛ وذلك  لنأخذ منها الخبرة والعبرة . وكلي أمل في أن نتأمل معا هذه الحقائق في مجال التربية والتعليم  ، ومن ثم نعمل على تلافي النقص الحاصل في ممارساتنا التربوية المحلية والعربية ، منطلقا من أن الهدف الأول للمارسات التربوية في البيت وفي المدرسة هو تعليم الطفل التفكير ، فإن تم له ذلك فإنه سيكون مؤهلا للتعامل مع مشكلات الحياة ، وقادرا على التخطيط لبناء مستقبله بمنهجية علمية ، ولاتخاذ قرارات سليمة بشان هذا المستقبل .

   وكذلك فإن الجهود التربوية ينبغي ان تنصب على بناء شخصية الطفل من جميع الجوانب المكونة لها ؛ ليغدو شابا واثقا بنفسه وبقدراته ، وقادرا على المساهمة في عملية النهوض بمجتمعه ، وعلى الدفاع عن وطنه ومكتسباته .

   لكن المدرسة العربية ما زالت في كثير من البلاد العربية تعتمد على منهج المواد الدراسية المنفصلة رغم أنه منهج محدود الفعالية ، وغير قادر على تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين ، ولا يصلح للواقع المعاش ولا للمستقبل المنشود ، وهذا المنهج ؛ لا يحدث تغييرا إيجابيا ، ولا يتمخض عنه خير كثير ، وبذلك فإنه لا يستطيع أن يبني جيلا مفكراً مبدعاً نافعاً، ولا يصنع مستقبلا زاهراً، ومع ذلك فإن هذه المدرسة لم تشرع حتى الآن في توظيف المنهج الدراسي الحديث ، حيث تكون الدراسة مترابطة ومتسلسلة ، والأنشطة متنوعة تعتمد على استراتيجيات تعليمية متطورة وتقنيات تربوية حديثة، وحيث يجري التفاعل مع الأهداف السلوكية بحيوية ، وتُراعى الفروق الفردية ، ويُمنح المتعلمون فرصاً متعددة من التواصل الديمقراطي القائم على الحوار وعلى تلاقح الأفكار .

   وبناء عليه  فإن هذه المدرسة قد فشلت حتى الآن في إدخال استراتيجيات وأدوات تنمية التفكير الإبداعي إلى مدارسها ، واكتفت بتلقين أبنائها قضايا تراثية ، وبتقليد الغربيين بتوظيف الحاسوب ، لكنه توظيف شكلي جامد ، لا يتمخض عنه قدرة على التفكير الجاد ، وليس هذا فحسب ، وإنما عجزت أيضا عن احتضان المبدعين والموهوبين من أبنائها الذين أفلتت عقولهم من محاولات القمع والحجر عليها ، واستطاعوا أن يخترقوا حواجز الإبداع بجهودهم الشخصية ، غير أن أمتهم لم تستفد من أفكارهم وإبداعاتهم ومواهبهم ، ولم تضعهم في الأماكن اللائقة بهم ، فهجروا مجتمعاتهم ليجدوا الحضن الدافئ في المجتمعات الغربية فيما بات يعرف بظاهرة هجرة الأدمغة العربية .

    ولكي نخلص من هذا الواقع المحزن فإنه من المفيد لنا أن نأخذ القضايا الآتية بعين الاعتبار :

-   أن هدف التربية الحديثة هو تدريب المتعلمين على ممارسة مهارات التفكير المتعددة والمتكاملة لإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم وفي طرائق تفكيرهم .

-   أن التفجر المعرفي الذي يشهده هذا القرن يتطلب تجاوز الأساليب التقليدية في التعليم ، وتدريب المتعلمين على ممارسة مهارات وأنماط جديدة في التفكير .

-        أن الدماغ هو آلة التفكير ، وفيه تتوالد قدرة الإنسان على التفكير  والتصور والتعبير ، ولذلك ينبغي المحافظة عليه وحمايته من كل ما يمكن أن يلحق به أذى، والعمل الدائب على تنميته وتربيته بالممارسات العلمية والعملية عبر إستراتيجيات تعليمية متطورة .

-        أن التفكير العلمي هو التفكير البناء الذي يثمر تقدما وحضارة ، وأن لهذا التفكير أنماطا يكمل بعضها بعضا

-        أن تعليم مهارات التفكير يتم عبر استراتيجيات منهجية ، وأن هناك برامج متعددة لتربية التفكير ثبتت صلا حيتها عمليا ، وتمخض عنها نتائج مبهرة .

-         أن الأطفال المبدعين هم صنّاع مستقبل الأمة ، ولهؤلاء النجباء علامات يعرفون بها، وأن الكشف المبكر عنهم ، ورعاية مواهبهم من شأنه أن يحفظ لهم تميزهم وأن يمهد لهم طريق التميز والإبداع .

-        أن المتعلم يوظف التفكير المنطقي في تحليل القضية المطروحة إلى عناصرها ، فإذا ما أعاد تركيب هذه العناصر بطريقة جديدة ، وتوصل إلى رؤى جديدة فإنه يكون بذلك قد فكر بطريقة إبداعية . وكذا فإن التوصل إلى حل مرض للمشكلات يتطلب توظيف هذه الأنماط معاً ؛ فيبدأ المتعلم التفكير بطريقة  علمية ، ويمارس النقد ليختبر الحلول التي توصل إليها ، فإذا  توصل إلى حلول جديدة فإنه يكون بذلك قد أبدع ، وفي توظيفه لمنهج البحث العلمي فإنه يقارن بين الحول المتاحة ليختار أفضلها ، وهكذا فإن هذه الأنماط الثلاثة يتم بعضها بعضاً.

-        يخطئ من يظن أن الإبداع مقتصر على الفنون والآداب ،بل إنه يتخطاهما إلى جميع المباحث الأخرى فإن الذي يكتشف معادلة رياضة جديدة هو مفكر مبدع , كذلك فإن جميع المخترعين في المجالات العلمية هم مبدعون .

-        إن الفكر الإبداعي لا يتم بين عشية وضحاها , وإنما يتطلب جداً وكداً وسهراً طويلاً , فإن أديسون مثلا قد أنفق سنوات من التجريب وهو يحاول إبداع المصباح الكهربائي , وكان هذا هو دأب المبدعين الآخرين .

-        إن كل متعلم معافى يستطيع أن يفكر ويبدع شيئاً جديداً إذا وجد الظروف الملائمة لأنشطته , ومن أبرزها الأمن والحرية والتشجيع الممزوج بالحب والاحترام .

وكذلك فـ :

-        إن التربية الحديثة تهدف إلى تنمية قدرة المتعلم على التفكير المنطقي السليم لتسمو بعقله إلى مرحلة التفكير الناقد , بحيث يتمكن من البحث في القضايا المطروحة ومحاكمتها محاكمة عقلية , فلا يستسلم لما يعرض عليه دون تمحيص أو دراسة من أجل الوصول إلى مرحلة التفكير الإبداعي بحيث يصبح العقل قادرا على الاكتشاف والابتكار وعلى إنتاج أشياء جديدة .

-        إن من أبرز الجهود الرامية إلى تحقيق التفكير الإبداعي هي تشجيع المعلم لتلاميذه على التأمل والتحليل والتفكير الحر غير المقيد بالمسائل المعروضة , ودون حجر على عقله أو تقييد لتطلعاته أو قمع لاستفساراته وآرائه .

-        إن واقع المناهج الدراسية في العالم العربي يتطلب إعادة نظر في محتوى الكتاب المدرسي , وفي الأهداف التربوية , وكذلك في إستراتيجيات التدريس المتبعة والأنشطة والوسائل المعينة , وفي القياس والتقويم الواقعي , وأن الاهتمام لا ينبغي أن يقتصر على كثرة المعلومات وتنوعها , وإنما على نوعيتها وقدرتها على إشباع حاجة المتعلم إليها , وقدرته على توظيفها والاستفادة منها ؛ فالمنهج الدراسي وسيلة وليس غاية , وهو أداة التربية لتحقيق أهدافها المتمثلة في إحداث تغيير مرغوب في سلوك المتعلمين وفي طرائق تفكيرهم .

وكذلك :

-        إن المنهج الدراسي الحديث يتضمن الأسس التي تنهض عليها العملية التربوية , وهو ركيزة عمل المعلمين والمتعلمين , لأنه يساعد على تنظيم العملية التعليمية التعلمية وعلى تنفيذها بنجاح , ويمكّن المتعلمين من تحقيق الأهداف التربوية وفي مقدمتها القدرة على التفكير الإبداعي .

-        إن توظيف استراتيجيات تربية التفكير الفاعلة تؤهل المتعلمين للتعلم المثمر الذي يمكنهم من بناء أوطانهم ورفعة شأنها , وتربي المبدعين منهم على ممارسة التفكير الإبداعي , إذ إن الهدف الرئيس للتعليم المعاصر هو : كيف نفكر ؟

-        إن التدريب على مهارات التفكير الإبداعي يتطلب حدوث عدد من التغيرات في السلوك وفي طرائق التفكير التي ينبغي على واضعي المناهج الدراسية ومنفذوها مراعاتها عند كل تعديل أو تطوير .

-        إن الإبداع العربي في أزمة حقيقية ناجمة عن الاضطهاد والتسلط والروتين وتجاهل المسؤولين وعدم توفير التمويل , لكن هذه الأزمة غير مستعصية ويمكن التغلب عليها وتكاتف جهود المخلصين من أبناء الأمة .

-        إن البيت والمدرسة يكمل أحدهما الآخر , ولكل طرف دوره ، وإن مهمة البيت أساسية , والوالدان قدوة لأبنائهما في كل أعمالهم .

-        إن للبيئة والعوامل الوراثية آثارا واضحة , لذلك فإن التربية تحرص على توفير بيئة غنية بالمؤثرات التي تساعد على تربية تفكير المتعلم .

-        إن العواطف الإنسانية النبيلة مثل الحب والفرح والأمن تحفز تفكير الطفل , وتؤثر إيجابا في صفاء الذهن , وان الخوف والقلق والتهديد والإرهاب تؤثر سلباً على كل الجهود الرامية إلى تربية الإبداع .

      وبناءً على ما سبق فإنه  من المفيد للقائمين على التربية والتعليم في بلاد العرب أن يأخذوا الأفكار الأتية بعين الاعتبار   :

أولاً : في مجال المناهج الدراسية .

-   جعل الهدف المتمثل في تعليم التفكير بوابة يدخل منها الخبراء التربويون لتطوير المناهج الدراسية بكافة عناصرها شكلاً ومضموناً , بحيث تكون قادرة على تربية التفكيربكافة أنماطه المحمودة  ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن في الميدان من يرفض كل جديد ويأنس بكل قديم , لذلك فإن الجهد سيكون شاقاً ويتطلب صبراً وجداً . ولا بد أن تقوم وسائل الإعلام التربوي بدور ملموس في تهيئة عقول الناس ونفوسهم لتقبل الإبداع الأصيل والسعي لتحقيقه .

-   بناء المناهج الدراسية استناداً على دراسة الحاضر , وتوقعات محتملة في المستقبل , بحيث تغذي حاضر المتعلمين وتشبع حاجاتهم , وتنمي قدراتهم على التفكير , وتنير لهم الآفاق التي يتطلعون إليها , مع ملاحظة أن محتويات المناهج التي لا تستند على فلسفة واضحة , وتتسم بالارتجال والتكرار والحذف المتكرر لا يمكن أن تثمر خيرا .

-   صياغة المناهج المدرسية صياغة تربوية ونفسية تراعي كافة مستويات المتعلمين وحاجاتهم , مع الأخذ بعين الاعتبار أن المناهج الدراسية ليست مجرد كتب مدرسية , وإنما هي إضافة إلى ذلك أنشطة مخططة واستراتيجيات متطورة وتقنيات حديثة وأدوات تقويم دقيقة , ويدير كل هذه العناصر معلم مُعدّ إعداداً شاملاً ودقيقاً.

-   تصميم المناهج الدراسية العربية وفق أساليب علمية تربوية , وعلى أسس موضوعية متينة في منأى عن الفساد والأنانية والمصالح الفردية , بحيث تكون مرنة وصالحة لتنمية التفكير عند مختلف فئات الطلاب من حيث الأهداف والمحتوى والأنشطة المصاحبة واستراتيجيات التدريس ؛ بحيث تلائم ظروف الحياة المتغيرة , وتحفز المتعلمين على التفكير ؛ ليتمكنوا من العمل لنهضة أوطانهم ..

-   العمل باستمرار على تعديل المناهج وتطويرها , ليواكب محتواها التغيرات التي تستجد ، وأن لا يقتصر هذا التطوير على الكتاب المدرسي , وإنما يتعداه ليشمل كافة العناصر الأخرى , وأن يستند هذا التطوير على تقويم دقيق وشامل للواقع و المدخلات والمخرجات .

-        ولكي تكون المناهج الدراسية قادرة على تربية عناصر مبدعة  ينبغي أن تكون :

‌أ-  قائمة على فلسفة واضحة  ذات أركان راسخة ورؤية مستنيرة للأبعاد التاريخية والجغرافية والحضارية والثقافية والدينية والعلمية للمجتمع , ولمدى تقبل هذا المجتمع لفكرة الإبداع .

‌ب-مستندة على نظرة تحليلية ناقدة لنماذج المناهج في بلدان راقية , للتعرف على أوجه الاختلاف والتلاقي بين أهدافنا وأهدافهم , فنأخذ عنهم ما ينفعنا ونترك ما يتعارض مع قيمنا وثوابتنا .

‌ج-  شاملة لأهداف تعكس مهارات الإبداع وتشجعه وترعاه .

‌د-    مادتها العلمية ملائمة لمستوى الدارسين الموجهة إليهم .

هـ - تهتم بالكيف لا بالكم ؛ فليس المتعلم مطالباً بمعرفة كل شيء عن الموضوع الواحد , وإنما هو بحاجة لأن يتدرب على مهارات الدراسة والبحث والتفكير , وذلك لأن محتوى المنهج الدراسي وسيلة وليس غاية .

و - تتكيف مع المتعلمين لتلائم قدراتهم وميولهم , وذلك على عكس منهج المادة الدراسية التقليدي الذي يطالب المتعلم بأن يتكيف معه .

ز - تشتمل على برامج أنشطة بكافة مجالاتها الاجتماعية والثقافية والعلمية والأدبية والرياضية والكشفية والفنية والمهنية , وهي معنية بالكشف عن المبدعين والتعرف عليهم في وقت مبكر , ودعم قدراتهم واستعداداتهم وتغذية ميولهم , بتوفير كل ما يلزم من وسائل لتربية هذه القدرات إلى أقصى حد ممكن .

ح - قادرة على تحفيز تفكير المتعلم بما يتناسب مع عمره العقلي .

ثانياً : في مجال المعلمين .

- العمل الدائب على تحسين أداء المعلمين قبل الخدمة وأثناءها ، وتدريبهم على توظيف إستراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة بكفاءة عالية .

-   تدريب المعلمين على أساليب التعرف على المبدعين من أجل منحهم العناية اللائقة بهم ، والعمل الدؤوب لاكتشاف الطاقات الموهوبة والمبدعة , ووضع البرامج الكفيلة برعايتها وتشجيعها .

-   وضع خطة علمية لتأهيل المعلمين تأهيلا حقيقيا , علميا وعمليا , قبل الخدمة وأثناءها ؛ ليتمكنوا من توظيف استراتيجيات تعليم التفكير ؛ لتدريب المتعلمين على مهارته , مما يترتب عليه إحداث تغيير مرغوب في سلوكهم , وفي طرائق تفكيرهم .

-   الاهتمام بالمعلم وتحسين وضعه المادي والاجتماعي ؛ لأن المعلم هو محرك العملية التعليمية التعلمية وقائدها , فإذا تغيرت نظرة المجتمع إليه وحظي بالمكانة اللائقة التي يستحقها فإنه سيقوم بدوره في رعاية الإبداع وتشجيعه .

ثالثا : في مجال المتعلمين .

-   الاهتمام بإكساب المتعلم الذي هو محور العملية التعليمية التعلمية  مهارات التفكير في جميع مراحل التعليم لمواكبة التقدم في مجال تكنلوجيا المعلومات .

-        تفعيل برامج تعليم التفكير في البيت وفي المدرسة .

-        الكشف عن الأطفال المبدعين ورعاية جوانب تفوقهم ليتمكنوا من صناعة مستقبل أمتهم .

-   تخصيص سجل متابعة لكل طالب مبدع من أجل متابعة التطورات التي تطرأ على حالته من قبل المعلمين و الأسرة وذلك لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات .

-        تكثيف العناية بصحة المتعلمين من خلال تقديم الغذاء المتكامل لهم في البيت وفي المدرسة .

رابعاً : في مجال الإشراف التربوي والإدارة المدرسية .

-        التأهيل الوافي لمدير المدرسة , فهو قائد عملية تربوية حيوية , لذلك فإنه ينبغي أن يكون متسلحاً بالعلم الغزير , والخبرة العملية الطويلة , وبالقيم السامية وبعد النظر .

-        اختيار المشرفين التربويين والمدراء المدرسيين من العناصر المؤهلة بعيداً عن المحسوبية والقبلية والاعتبارات الأمنية .

-   تعزيز دور الإشراف التربوي ليتمكن من المساهمة في تطوير المناهج الدراسية , وليعمل على تحسين أداء المعلمين أثناء الخدمة .

-   توسيع صلاحيات المشرف التربوي ؛ فهو ليس مجرد زائر يقوم بزيارات صفية روتينية ليكتب عبارات مجاملة , وإنما هو قائد تربوي مبدع يجدّ لتحسين أداء المعلمين وتطوير المناهج والوسائل المعينة واستراتيجيات التدريس والتقويم وتشخيص مشكلات الميدان وحلها  لتحسين مخرجات العملية التربوية .

-   إيجاد جو من الألفة والتعاون بين جميع العناصر القائدة للعملية التعلمية , المعلم والمدير والمشرف التربوي , ليرى الجميع المدرسة مؤسسة اجتماعية وظيفتها إحداث تغيرات محمودة في سلوك المتعلمين وفي طرائق تفكيرهم .

-   تحقيق الانسجام بين المناخات المحيطة بالطفل , المناخ الصفي والمناخ المدرسي , والمناخ الاجتماعي ؛ لأن هذا الانسجام يكون حافزاً للمعلم للاندفاع في ممارسة الإبداع , وللمتعلم في تقبله ومحاكاته , مع الأخذ بالاعتبار أن المعلم المتمكن من ناصية كفايات الإبداع لن يكون قادراً على القيام بدوره في ظل مناخ اجتماعي أو مدرسي أو صفي تسلطي مضطرب لا يحترمه ولا يصغي إليه .

-   اعتماد استراتيجيات جديدة في الإدارة التعليمية ؛ تستند على إشراك جميع المعنيين بالعملية التعليمية والتربوية ؛ المشرفين التربويين , مديري المدارس , المعلمين , الطلاب , و أولياء الأمور .

-        وضع معايير دقيقة لتحديد مواصفات العمل الإبداعي الجيد خصوصاً في مجالات العلوم والآداب والفنون .

-        تغيير أو تطوير برامج إعداد المعلمين بكليات التربية , ليتمكنوا من القيام بدورهم في تربية التفكير الإبداعي .

-        تنفيذ دورات وورش عمل للمعلمين أثناء الخدمة , لتمكينهم من متابعة آخر المستجدات في استراتيجيات رعاية المبدعين .

-   وضع خطة وطنية إستراتيجية لرعاية المبدعين , مهمتها الكشف عن المبدعين , وتصميم البرامج الإثرائية الكفيلة بتربية إبداعاتهم .

-   التعاون العملي بين جميع مؤسسات رعاية المبدعين في الوطن العربي في سبيل اكتشاف المبدعين وتطوير استراتيجيات رعايتهم , وتبادل الخبرات والمعلومات حولهم والاستفادة من إبداعاتهم .

-        التواصل مع مؤسسات رعاية المبدعين خارج الوطن بهدف تبادل الأفكار والخبرات معهم .

-   الإكثار من النوادي التي تعتمد على الأنشطة الفردية لتنمية التفكير الإبداعي مثل : نادي الشطرنج ,نادي الشعر ، نادي القصة ، والنادي العلمي , وغير ذلك .

-        تشكيل جمعيات وبناء مؤسسات لرعاية الموهوبين والمبدعين وتوفير الأموال اللازمة لرعاية مواهبهم وإبداعاتهم .

-   التنبه لمؤامرات الأعداء المتربصين بالأمة والعاملين على تخريب التربية العربية بكافة الوسائل , والمرعوبين من وجود فئة متنامية من المبدعين في العالم العربي .

-   أن تقوم وسائل الإعلام بدورها في رعاية المبدعين وإبراز إبداعاتهم ،وإصدار مطبوعات خاصة تتابع أخبارهم وإنجازاتهم  , ونشر الثقافة بكافة أنواعها العلمية والأدبية والفنية .

خامساً : في مجال القياس والتقويم .

-   تطوير أدوات القياس والتقويم بحيث تقيس التغير الحاصل في السلوك وفي طرائق التفكير وليس فقط التحصيل العلمي , وبحيث تتسم بالصدق والثبات والشمول والموضوعية والقدرة على التمييز بين المفحوصين .

-   تنظيم اختبارات تحديد مستوى واختبارات استعداد لتمكين المتفوقين من القفز فوق الصفوف , وتسريع تعلمهم لدخول الجامعة في وقت مبكر .

-   توفير اختبارات الذكاء , واختبارات التفكير الإبداعي ، واختبارات القدرات , وبرامج تعليم التفكير , وتدريب المعلمين على توظيفها .

-        تنظيم مسابقات دورية بين المبدعين في كافة المجالات وتخصيص  جوائز مجزية وحافزة لهم .

سادساً: في مجال الأبنية المدرسية .

-   تعديل الأبنية المدرسية بحيث لا تكون كالسجون , أسوار عالية وبوابات محكمة , وإنما هي غرف صفية نشطة , وملاعب تتسم بالحيوية , ومكتبات ومختبرات وغرف مصادر مزودة بمختلف أنواع التقنيات التربوية الحديثة , وغير ذلك من وسائل البناء والتغير الإيجابي .

سابعاً : في مجال أولياء الأمور .

-        تكثيف وتسريع جهود مكافحة الأمية في المجتمعات العربية لتضييق لفجوة بين الآباء والأبناء ومتابعتهم ، وتبصيرهم بالأضرار التي يمكن أن تلحق بأبنائهم بسبب المشاحنات والخصومات التي تحصل بين الأزواج ، والعمل الدائب لتثقيف  أولياء الأمور ليتمكنوا من مساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها .

-        تكثيف وتنشيط التعاون بين الأسرة والمدرسة ، وتعميق التواصل بين المدرسة والوزارة لأجل رعاية المبدعين .

-        توفير بيئة غنية بالمؤثرات التربوية في البيت وفي المدرسة لما لها من آثار بالغة على تربية الطفل ، وتوعية المجتمع لاجتناب التزاوج بين الأقارب .

-        معاملة الأطفال بحب واحترام ، وتوجيههم بالإقناع ، واجتناب العنف والتسلط ووسائل التهديد لما لها من آثار سلبية .

     فإذا استطعنا أن نضع إستراتيجية تربوية واضحة ومحددة ، ومستندة على الركائز والأسس التي أسلفت ، فإننا بذلك نكون قد وضعنا أقدامنا على اعتاب نهضة تربوية  تستجيب لتطلعات القيادة الحكيمة التي ترنو ومنذ عقود لتعليم أبنائنا مهارات التفكير العلمي السديد  .

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz