مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

التعليم في اليابان... أنموذج يُقتدى به

د. محمود طافش الشقيرات

  يستطيع الباحث التربوي الذي يزور اليابان أن يلاحظ بسهولة ويسر مدى التقدم الذي وصلت إليه تلك الجزر في المجال التربوي ، ويلاحظ بوضوح مدى امتلاك الناس لحزمة من القيم السامية كحب النظام والتعاون والعمل ، ويلمس تميزهم الواضح في سائر الميادين  السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،  وفي مجال الإبداع الصناعي .

   ويستطيع الزائر العادي كذلك أن يلاحظ الطفل الياباني وهو يدخل إلى مدرسته بهدوء وكأنه يدخل إلى معبد ؛ الأمر الذي ينم عن مدى تقديس الناس في ذلك البلد للعلم . فما هي ملامح التربية اليابانية؟  وكيف استطاع القائمون على التربية والتعليم في تلك البلاد تحقيق هذه المخرجات التربوية التامة التي تذهل الألباب ؟

لعل من أبرز مدخلات وملامح التربية والتعليم في اليابان ما يأتي :

- تشابه الأبنية المدرسية من حيث الشكل ، ومن حيث المحتوى ؛ حيث تشتمل كل مدرسة غرفا صفية بنيت وفق معايير تربوية خاصة ، ومختبرات علمية  وملاعب رياضية ، ومسرحا ، وغرفة للموسيقا وحديقة صغيرة ، كما تضم معظم المدارس مسابح

- المناهج الدراسية تشتمل على معلومات كثيرة وأوراق قليلة ، وتهتم بالكيف والجوهر أكثر من اهتمامها بالكم والشكل .

-       الدوام المدرسي ست أيام في الأسبوع ، ويمتد دوام الطلبة من الثامنة صباحا وحتى الرابعة من بعد الظهر .

- ويتناول الطلبة طعام الغداء في مطبخ المدرسة ، ويخدمون أنفسهم بأنفسهم ؛حيث يوزعون أنفسهم فرقا ؛

أ –فرقة لإعداد الغرف الصفية  وتحويلها إلى قاعات طعام .

ب – فرقة لإحضار الطعام .

ج – فرقة لتوزيع الطعام على الطلاب بعد ارتداء قبعات وملابس خاصة .

د – بعد تناول الطعام يتعاون الجميع على تنظيف الأطباق والأماكن . فقط يوجد في مطبخ المدرسة خبيرة تغذية وعدد من الطاهيات .

   وأثناء تناول الطعام تقوم أسرة الإذاعة المدرسية بتقديم عزف موسيقي أو إرشادات صحية أو تنظيمية .

- استخدام الحاسوب على نطاق واسع في التعليم ، ومن لا يحسن استخدام الحاسوب يعتبر أميا .

-       يتم تقسيم الطلاب في الصف الواحد زمرا غير متجانسة .

-       الاختبارات تقيس التفكير والنظام والانضباط أكثر مما تقيس الحفظ ، ويخصص للنظام والانضباط أعلى الدرجات .

-   غير مسموح بتوبيخ الطفل ، فإذا قام أي من الطلاب بمخالفة يوجه التنبيه لجميع طلاب الصف دون تحديد أو إشارة للطفل المخالف .

-   يقوم الطلاب بتقاسم مسئولية المحافظة على المرافق المدرسية وتنظيمها وتنظيفها ويشاركهم الإداريون والمعلمون أحيانا . كما يقومون بتنظيم الحفلات والمباريات المدرسية بأنفسهم .

-   وفي فترة المساء يقوم المعلمون بالإشراف على النوادي المدرسية مثل : النادي العلمي ، نادي التمثيل والمسرح ، نادي القصة ، نادي الشعر ، نادي الخط ، نادي الموسيقا ، إلخ .

   - والتعليم في اليابان بشكل عام يتسع ليشمل التعليم الاجتماعي والتعليم المنزلي والتعليم في الشركات ، وأما التعليم الرسمي فموزع على أربع مراحل هي :

1 – رياض الأطفال ، ويدخلها الأطفال في أعمار ما بين ثلاث إلى خمس سنوات ، وتهدف إلى تهيئة الأطفال لدخول المدرسة ، وإلى تنمية عقولهم وأجسامهم ، وتبدأ العناية بهم في المنزل ؛ حيث يتعلمون فيه ، بمساعدة الأهل أو عبر التلفزيون ، السلوك الاجتماعي واللعب المنظم وقراءة الحروف والأرقام .

2 – التعليم الابتدائي ؛ وهو تعليم إلزامي ممنهج وفق إستراتيجية متكاملة ورؤية عميقة ، تنهض به المدارس الحكومية ،، ويؤسس لتعليم عالي مميز،  ولا تزيد نسبة المدارس الخاصة في هذا التعليم عن واحد في المئة.

3 –التعليم الثانوي ، ويقبل فيه الطلاب الذين يجتازون امتحان تنافسي صعب ، وهو تعليم غير مجاني ومكلف ، ونسبة المدارس الخاصة فيه تربو على النصف .

4 – التعليم الجامعي ، ومدة الدراسة فيه تتراوح بين أربع وست سنوات حسب طبيعة التخصص ، ولا يسمح بمواصلة التعليم العالي إلا لمن يجتاز اختبارات القبول الجامعية مهما كان معدله في الثانوية العامة مرتفعا ، والجامعة عندهم هيئة أبحاث علمية وليست هيئة تعليمية ، وهكذا تحظى الجامعات عندهم بمكانة عالية .

-   يقوم بعض المعلمين المتميزين من أهل العلم والخبرة بعرص دروس توضيحية يحضرها زملاؤهم المستجدون والأقل خبرة ، وبعد انتهاء العرض يجري نقاش حول الموقف الصفي بقصد التحسين والتطوير .

-   يقوم المعلمون بتنظيم ندوات ولقاءات بحثية لمدة أسبوعين في كل سنة ، يتم فيها رصد المشكلات التربوية وتحليلها وإيجاد حلول لها .

-       وتولي اليابان عناية فائقة بالأذكياء والمبدعي ؛ حيث تم تأسيس جمعية

لتربية الذكاء ورعاية المتفوقين عقليا والمبدعين من الأطفال ما بين الثانية والعاشرة من العمر من خلال توظيف إستراتيجيات خاصة لتعليم التفكير . ويتولى تدريس هذه الفئة من الأطفال المتميزين بذكائهم العالي نخبة مميزة من المعلمين المؤهلين للقيام بهذه المهمة .

      ويشرف على إعداد البرامج الخاصة بتربية الإبداع معهد الأبحاث الياباني ، كما يوجد في اليابان أكثر من خمسمائة جمعية لتربية الذكاء تشرف على رعاية أكثر من مئة ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة والسادسة . ويقام في كل عام احتفالات يتم خلالها عرض مخترعات المعلمين والطلاب ويقدم للمتميزين منهم جوائز سنية .

  والجدير بالذكر أن نسبة الأمية في اليابان صفر بالمئة ، وإضافة لذلك فقد أعلنت اليابان سنة 2000م أن من لا يجيد لغة أجنبية ، أو لا يستطيع التعامل مع الكميوتر يعتبر في عداد الأميين .

  ويذكر الدكتور شهاب فارس أستاذ اللغة اليابانية بجامعة الملك سعود أن من خصائص التعليم الياباني كذلك :

-       الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء .

-       روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسئولية .

-       ارتفاع المكانة المرموقة للمعلم .

-       الحماسة الشديدة من أولياء المور للتعليم .

-       يتمتع المعلم في المدرسة اليابانية بقسط من الحرية .

-       يركز التعليم على تنمية الشعور بالجماعة وبالمسؤولية تجاه المجتمع .

-   يوجد في المدارس اليابانية لكل طالب عند مدخل المبنى المدرسي حذاء رياضي خفيف تظيف مكتوب عليه اسمه ، وينتعله عند الدخول إلى المدرسة .

-       عند نهاية الدوام يقوم الطلاب بتنظيف مرافق المدرسة حيث لا يوجد حراس أو أذنة أو عمال نظافة .

  وبعد فلا يملك القاريء العربي المتابع إلا ان يبتهل إلى الله السميع المجيب أن يجعل القائمين على التربية والتعليم في الوطن العربي ممن يقرأون الكلام فيتبعون أحسنه ..

sawahry@hotmail.com

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz