مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية التأمل لإعادة برمجة الذات

د. محمود طافش الشقيرات


  التأمل هو أسلوب في التفكير الصامت يهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في السلوك ، وإيجاد نظرة متفائلة للحياة، وبواسطته يستطيع الإنسان أن يتواصل مع نفسه الداخلية لتخليصها من متاعبها وسلبياتها ، والسمو بها إلى مرحلة عالية يكون فيها مؤهلا للإبداع .

  ويرى البعض في الصلاة نوعا من التأمل ، ويرى آخرون " اليوجا" . ومن أشهر المهتمين بأسلوب التأمل الذاتي الدكتور شويرا ، وهو طبيب أمريكي من أصل هندي ، وكان متأثرا بمدرستي المهامودرا ، والدايموند وي في التبت . ومؤلفاته حول هذا الموضوع من أكثر الكتب مبيعا ، وعلى وجه الخصوص كتابه " أجساد بلا عمر، وعقول بلا زمن " ويدعو الدكتور شويرا الناس إلى العيش على وجه الأرض دون منغصات ولا شيخوخة من خلال شحن أنفسهم بطاقة إيجابية قادرة على تبديد الأحزان والأحقاد وسائر المشاعر السلبية .

      ويذكر الباحثون في هذا الموضوع أن للتأمل فوائد عديدة أهمها :

-       تحرير نفس المرء من المتاعب اليومية التي تصادفه في حياته .

-       الشعور بالهدوء والطمأنينة والسلام الداخلي .

-       حصول التوافق بين الروح والجسد .

-       الترفع عن الدنايا وصغائر الأمور .

-       اكتشاف المعاني السامية للذات .

-       اكتشاف الروابط مع البيئة والناس .

-       التعرف على الهدف من خلق الحياة والناس .

-       القدرة على توليد الأفكار وترتيب الأولويات .

-       تنمية التفكير السليم المؤدي إلى الإبداع .

-       التعامل مع المشكلات بأسلوب عملي .

  غير أن هناك العديد من المعوقات التي تحول بين الإنسان وبين ممارسة

التأمل ، ومن أبرز هذه المعوقات ؛ انشغال الإنسان بقضايا الحياة العملية ، ولأن ممارسته لعملية التأمل تكشف له عن مثالبه وأخطائه ، وهذا يتطلب جرأة في مواجهتها والتصدي لها للتخلص منها أو تعديلها .

   ويضع بعض المهتمين شروطا خاصة لإجراء عملية تأمل ناجحة ، وهذه الشروط هي :

-       الاستمرار بالقيام بعملية التأمل كل يوم ، وفي نفس الوقت مدة خمسة عشر دقيقة .

-       ممارسة إحدى الألعاب الرياضية المفيدة ثلاث مرات في الأسبوع .

-       الحرص على نظافة الجسم والملابس وتقليم الأظافر قبل ممارسة التأمل .

-       الحصول على قسط كاف من الراحة بين الفينة والأخرى .

-       عدم ممارسة التأمل والمعدة خاوية أو ممتلئة بالطعام .

-       تناول الطعام الغني بالطاقة والخالي من الدسم .

-       الإكثار من شرب الماء .

-       الامتناع عن تناول المنبهات والمواد الكحولية .

   وتتم عملية التأمل وفق الخطوات الآتية :

-  الجلوس مع النفس في مكان هادئ ذي تهوية جيدة ، وإنارة غير ساطعة ، ودرجة حرارة معتدلة ، ودون الانشغال بأي شيء مادي .

-  الجلوس في وضع القرفصاء ، والعمود الفقري مستقيم ، والرأس في وضع عمودي مع الكتفين ، ووضع اليدين على الركبتين ، الفك واللسان في وضعية الاسترخاء ، والتنفس بهدوء وعمق .

-       الإصغاء إلى الأفكار الإيجابية التي تنبعث من الداخل ، وطرد الخواطر والأفكار السلبية .

-       أفضل وقت لممارسة التأمل هو الصباح الباكر .

-       مدة كل جلسة بحدود الثلاثين دقيقة .

   وللتأمل الذاتي ثلاثة أبعاد رئيسة هي :

1 – المراجعة الفكرية ؛ حيث يقوم الفرد بمراجعة أفكاره وقناعاته وتمحيصها لتثبيت الصحيح منها ، واستبعاد الأفكار الخطأ .

2 – المراجعة النفسية ؛ حيث يحاول الإنسان التعرف على صفاته الشخصية من خلال عدد من الأسئلة بهدف إصلاح الفاسد منها لتغيير الذات وتطويرها .

3 – المراجعة الاجتماعية والسلوكية ، حيث يراجع الفرد القوي الإرادة سلوكه مع الآخرين ، بهدف الارتقاء بعلاقاته الاجتماعية .

  وبالنظر إلى الفوائد المتعددة للتأمل ، فما أحوج كل فرد منا إلى أن يتوقف مع ذاته ، يكاشفها ، ويراجع أفكاره وصفاته وسلوكه ،ويسأل نفسه عما إذا كان راضيا عن مقومات شخصيته ، أم أن بعضها بحاجة إلى تغيير أو إصلاح ، ثم يعقد العزم على التغيير فيبدأ خطوات التحرر من السلبيات التي تثقل نفسه .

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz