مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية التغذية الراجعة  لتحسين تعلم الأطفال

د. محمود طافش الشقيرات

يحرص المعلم الملتزم على أن  يحقق لطلبته نتاجات تعلم تامة، وهذا الهدف لن يتأتى له إلا إذا أحسن توظيف عملية التقويم الواقعي وبكفاءة عالية، وقام بتوظيف استراتيجيات التغذية الراجعة بكافة أنماطها وأشكالها؛ لتحسين تعلم هؤلاء الطلبة وتطوير أدائهم. فما المقصود بالتغذية الراجعة؟ وما هي أنماطها وخصائصها؟ وما أهميتها للعملية التعليمية التعلمية؟

مفهوم التغذية الراجعة:

أخذ الباحثون التربويون وعلماء النفس يتداولون مصطلح التغذية الراجعة ابتداءً من عام 1948م، حين أشار "نوبرت واينر" إلى شغف المتعلمين بمعرفة نتائج أعمالهم التي يتقدمون بها لمعلميهم، وإلى اهتمام المعلم بمعرفة مدى التقدم الذي أحرزه في عملية تحقيق نتاجات التعلم، أو الأهداف السلوكية التي خطط لتحقيقها.

والتغذية الراجعة كما يرى " مهرنز وليمان " هي: " تزويد الفرد بمستوى أدائه؛ لدفعه لتحقيق إنجاز أفضل في الاختبارات التالية من خلال تصحيح الأخطاء التي وقع بها ".

أما عبد المجيد نشواتي فيرى ـ في كتابه علم النفس التربوي ـ أن التغذية الراجعة هي " المعلومات التي يتلقاها المتعلم بعد الأداء بحيث تمكنه من معرفة مدى صحة إجابته للمهمة التعليمية ".

ويرى " جودين وكلوزماير " بأنها " المعلومات التي تقدم معرفة بالنتائج عقب إجابة الطالب ".

ويرى السيد صوالحة في دراسة قام بها حول أثر بعض استراتيجيات التغذية الراجعة... " ونشرت في العدد 18 من المجلة التربوية ـ أن التغذية الراجعة هي " عملية تزويد المتعلم بمعلومات حول استجاباته بشكل منظم ومستمر، من أجل مساعدته في تعديل الاستجابات التي تكون بحاجة إلى التعديل وتثبيت الاستجابات التي تكون صحيحة ".

وبناءً على ما سبق يمكن القول أن التغذية الراجعة هي: "عملية تزويد الفرد بمعلومات إضافية من شأنها أن تعمل على  تحسين التعلم الذي حصل عليه، أو الأداء الذي قام بتنفيذه، وذلك من خلال إعلامه بالنتائج التي حققها في الاختبارات التي أدّاها، أو المشاريع التي قام بها، أو أوراق العمل التي نفّذها، أو أي عمل قام به داخل المدرسة أو خارجها، وسواءً أكانت هذه الأعمال صحيحة أم خطأ "؛ فلو سأل معلم مثلاً: كم نوعاً الكلمة؟

فأجاب طالب: " اسم وفعل " وسكت لأنه لا يعرف غير هذين النوعين. فإذا أضاف طالب آخر " وحرف " فإن هذه الإضافة تعتبر تغذية راجعة للطالب الأول وبهذا تصبح إجابته تامة؛ لأنه حصل على فرصة تتيح له معرفة موضع النقص في إجابته ومعالجته.

وهكذا فإن التغذية الراجعة ذات شقين:

الأول هو: معرفة المتعلم أين الصحة في جوابه وأين الخطأ.

الثاني هو: تثبيت الجزء الصحيح وتعديل الجزء الخطأ، وهكذا استُخدمت المعرفة التي حصل عليها الطالب الأول في تحسين تعلمه.

وتعتبر التغذية الراجعة من أبرز الفوائد التي نجنيها من خلال عملية التقويم الواقعي، وعلى وجه الخصوص عبر الأسئلة التكوينية التي هي ركن من أركان التفاعل الصفي الناجح.

أهمية التغذية الراجعة:

للتغذية الراجعة أهمية كبرى في الموقف الصفي، فهي تفيد في عمليات الرقابة والضبط والتحكم والتعديل التي تحدث أثناء التفاعل الصفي وبعده. وتنبع أهميتها من أنها: 

ـ تعمل على تحسين وتطوير التعلم الحاصل.

ـ تحفز المتعلم، وتثير قابليته لمزيد من التعلم.

ـ تحيط الطالب علماً بنتيجة عمله، فتحرره من قلق الانتظار والترقب.

ـ تعمل على تثبيت التعلم الصحيح، وحذف التعلم الخطأ.

ـ تعمل على تنشيط وزيادة فاعلية العملية التعليمية التعلمية.

ـ تخلق جو من الثقة بين المعلم وطلابه.

ـ توجد لدى الطلبة نوعاً من الثقة في قدراتهم التعليمية.

ـ تجعل المتعلم يتحمل مسؤولية عمله.

ـ تبين للمتعلم مدى الأهداف التي حققها، والمستوى الذي ينبغي له أن يصل إليه.

ـ تعمل على تزويد المتعلم بمعلومات إضافية.

وقد أشارت دراسة قام بها عبد المحسن أبانمي تحت عنوان: " فاعلية بعض أشكال التغذية الراجعة على تحصيل الطلبة الدراسي ". إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات تحصيل الطلبة الذين لا يتلقون تغذية راجعة، ومتوسط درجات نظرائهم ممن يتلقون التغذية الراجعة بأشكالها المختلفة لصالح الذين يتلقون التغذية الراجعة. وكذلك أثبتت الدراسة تفوق المجموعة التي تتلقى التغذية الراجعة المتمثلة في معرفة النتائج متبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحة والخطأ، وتصحيح الإجابات الخطأ.

خصائص التغذية الراجعة:

يرى الباحثون التربويون وعلماء النفس من أمثال " جودين وكلوزماير " أن للتغذية الراجعة مجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها ومن أبرزها:

1.  التعزيز؛ حيث إن معرفة الطالب السريعة بأن الإجابة التي تقدم بها صحيحة تعزز نجاحه، وتزيد من مشاعر السرور لديه عند النجاح والألم عند الفشل.

2.  التنشيط؛ حيث تولد لديه دافعية لتقديم المزيد من الإجابات الصحيحة، والرغبة في إتقان العمل الذي يقوم به، مما يجعله يواصل تقدمه بحماسة مدفوعاً بالنجاح الذي أحرزه.

3.  التوجيه؛ حيث يثبت الطالب الإجابات السليمة، ويحذف الإجابات الخطأ، مما يقوده ويسمو بأدائه إلى مستويات عليا، مدفوعاً بالنجاح الذي أحرزه، فتكبر ثقته بنفسه وبنتائج أعماله.

عناصر التغذية الراجعة:

تستند التغذية الراجعة على الأسس الآتية:

1.    بيئة التعلم، وتكون في كثير من الحالات غرفة الصف أو المختبر.

2.    النتاج، وهو التعلم الذي حصل عليه الطالب، ومستوى الأداء الذي وصل إليه.

3.    التأثير، وهو عملية تفسير المعلومات والنتائج وتوظيفها.

4.    التغذية الراجعة؛ وهي المعلومات الإضافية التي يحصل عليها الطالب لتحسين تعلمه أو أدائه.

أنواع التغذية الراجعة:

تأتي التغذية الراجعة في صور وأشكال متعددة، وهي تتراوح بين السهل الذي يتمثل في ألفاظ موجزة، أو إيماءات ذات دلالة، ومنها ما يكون عميقاً يزوّد الطالب بمعلومات جديدة أو يصوّب معلومة خطأ لديه. وقد قام الخبير التربوي (هوكنج) بتقديم تصنيفاً لأنواع التغذية الراجعة كما يلي:

أولاً: حسب المصدر؛

أ‌.   تغذية داخلية، وهي المعلومات التي يحصل عليها الطالب من خبراته وأفعاله نتيجة لمحاولاته المتكررة، ويكون مصدرها الطالب نفسه.

ب. تغذية خارجية، وهي المعلومات التي يحصل عليها الطالب من معلمه أو أحد زملائه، حين إعلامه بمواضع الخطأ لديه لتعديلها أو لاجتنابها.

ثانياً: حسب الزمن؛

أ‌.   تغذية فورية، وهي المعلومات التي تقدم للطالب فوراً عقب السلوك الذي يصدر عنه، وذلك لتعزيزه أو تحسينه أو تصحيحه، وهي تغذية محمودة.

ب‌.  تغذية مؤجلة، وهي المعلومات التي تُعطى للطالب بعد فترة زمنية على تقديم الأداء.

ثالثاً: تغذية حسب شكل المعلومات.

أ‌.       لفظية، كالنصيحة تقدم للطالب مشافهة.

ب‌.  مكتوبة، وتكتب على دفتر إجابته.

رابعاً: التغذية حسب التزامن مع العمل.

أ‌.       متلازمة؛ وهي المعلومات التي تقدم للطالب أثناء قيامه بعملية التعلم أو التدريب وهي محمودة نظراً لتأثيرها الحافز.

ب‌.  نهائية؛ وهي المعلومات التي تقدم للطالب بعد الانتهاء من العمل.

خامساً: تغذية حسب نوع الاستجابة.

أ‌.       إيجابية، وهي المعلومات التي يتلقاها الطالب حول إجابته الصحيحة، وهي تفيده في تعزيز جهوده.

ب‌.  سلبية، وهي المعلومات التي يتلقاها الطالب حول إجابته الخطأ، وهي تؤدي إلى تصحيح أدائه.

سادساً: التغذية المعتمدة على المحاولات المتعددة.

أ‌.   صريحة؛ وهي المعلومات التي يخبر فيها المعلم الطالب صراحة بأن إجابته صحيحة أو خطأ، ثم يزوّده بالجواب الصحيح في حالة الإجابة الخطأ، ويطلب منه إعادة كتابته على كراسته.

ب‌. غير صريحة؛ وفي هذه التغذية يخبر المعلم الطالب بأن إجابته صحيحة أو خطأ، ثم يكرر عليه السؤال، ويطلب منه أن يفكر به ويحاول الإجابة مرة ثانية خلال فترة زمنية محددة، فإن لم يوفق في معرفة الجواب الصحيح فإنه يخبره به.

كما أشار السيد محمد صوالحة في دراسته المشار إليها آنفاً إلى أربعة أنماط من التغذية الراجعة هي:

1.    التغذية الراجعة الإعلامية وتتمثل في إعطاء المتعلم معلومة حول مدى دقة إجابته.

2.    التغذية الراجعة التصحيحية، ويتم من خلالها تزويد المتعلم بمعلومات تساعده في تصويب الإجابات الخطأ.

3.  التغذية الراجعة التفسيرية، وتتضمن توضيح مواضع الخطأ التي وقع بها المتعلم، وتزويده بالمعلومات الضرورية لتصحيح الخطأ.

4.    التغذية الراجعة التعزيزية، وتهدف إلى تعزيز إجابة الطالب بعد مساعدته على تصويب الأخطاء التي وقع بها.

وبوجه عام فإنه يمكن تقسيم التغذية الراجعة إلى ثلاثة أقسام وهي:

1- التغذية الراجعة المؤكِّدة، ومهمتها هي التأكيد على صحة الإجابة، أو سلامة الأداء، وذلك لتعزيز وتثبيت معلومات الطالب الصحيحة، وزيادة شعوره بالرضى والسعادة، وتشجيع الطالب على تكرار النجاح الذي أحرزه والمواظبة عليه.

2- التغذية الراجعة التصحيحية، وهي المعلومات التي تقدم للطالب ليستفيد منها في تصويب الخطأ الذي وقع به أو تحسين الأداء الذي قدمه.

3- التغذية الراجعة التصحيحية الاستكشافية، وتختلف عن سابقتها في أنها توجّه الطالب لاستكشاف المعلومات اللازمة لتصويب عمله بنفسه، وهذا النمط هو الذي أدعو إلى الاهتمام به؛ لأن التعلم الحاصل يكون أبقى وأقوى.

دور المعلم في التغذية الراجعة:

حيث إن للتغذية الراجعة بكافة صورها دوراً مهماً في تحسين تعلم الطلبة وأدائهم، فإن المعلم الناجح يوظف هذه الاستراتيجية حسب ما تقتضيه الظروف المحيطة، فلو سأل المعلم سؤالاً فأجاب عليه طالب إجابة كاملة فإن المعلم يوظف التغذية الراجعة لتثبيت المعلومة الصحيحة، ولإدخال السرور إلى نفس تلميذه، وتشجيعه على المواظبة على تقديم مثل هذه الإجابة. أما إن كانت الإجابة ناقصة فإن المعلم الناجح يعطي طالباً آخر فرصة تقديم التغذية اللازمة لزميله فتحصل التغذية لباقي الطلبة في الصف، فإن عجز الجميع عن التوصل إلى الإجابة التي يريدها المعلم فإنه في هذه الحالة قد يلجأ إلى واحدٍ من الخيارات الآتية:

ـ يعطيهم فرصة زمنية أُخرى لمحاولة البحث عن الجواب المطلوب.

ـ يكلفهم في البحث عن الجواب الكامل في مراجع ثانوية ومحاولة استكشاف المعلومة الناقصة بأنفسهم.

ـ قد يزودهم بالتغذية اللازمة بنفسه.

وإذا كان العمل الذي يتطلب تغذية اختباراً فإن المعلم الناجح يدقق الأوراق بعناية، ويعيدها إليهم بأسرع وقت ممكن؛ ليحصلوا على التغذية الراجعة الفورية. وإذا كان العمل واجباً بيتياً أو تعينيات، أو كتابة مقال أو قصة، فإن تدقيقه بعناية أمر في غاية الأهمية، وكتابة الملحوظات الحافزة والتوجيهية أمر واجب، فإذا لم يقوم المعلم بتدقيق الأعمال الكتابية فإن عدم إعطائهم إياها أفضل حتى لا يظل الخطأ دون تصحيح، فيرسخ في ذهن الطالب، ويصعب تخليصه منه في المستقبل.

ولعل النصائح الآتية تساعد المعلم على تقديم تغذية بناءة لطلبته:

ـ الحرص على تقديم التغذية الراجعة فوراً.

ـ التأكد من استيعاب الطلبة للمعلومات التي حصلوا عليها بالتغذية الراجعة.

ـ توضيح الهدف الذي يرغب المعلم في تحقيقه من خلال تقديمه للتغذية الراجعة.

ـ عند إعادة الأعمال الكتابية لطلبته بعد تدقيقها ينبغي مناقشة الأخطاء المشتركة مع الطلبة.

ـ قبل الانتقال إلى موضوع جديد يجب على المعلم أن يتأكد من أن جميع طلابه قد اتقنوا موضوع التدريب بصورة مرضية.

ـ الاستفادة من الاختبارات التشخيصية، ومن عملية تحليل الاختبارات الشهرية والفصلية؛ لإعادة التعامل مع الأخطاء وتزويد الطلبة بتغذية راجعة مناسبة.   

فإن استطاع المعلم توظيف استراتيجيات التغذية الراجعة الآنفة الذكر بوعي، فإنه بالتأكيد سيتمكن من تقديم خدمات جليلة لطلبته، ومن القيام بواجبه الرائع على أكمل وجه.

sawahry@hotmail.com

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz