مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    


أهمية تنويع استراتيجيات التدريس

لتحسين تعلم الطلبة

محمود طافش الشقيرات

   يميل العديد من المعلمين في المدارس , والمدرسين في الجامعات إلى توظيف أسلوب المحاضرة في التعليم رغم سلبياتها الضارة متذرعين بحزمة من المعوقات التي تحول دون توظيفهم لاستراتيجيات التدريس الحديثة ، ومن أبرز هذه الذرائع والمعوقات ما يأتي  :

·  ازدحام الفصول الدراسية بالطلاب من شأنه أن يحول دون المعلم وبين  الاستفادة من الاستراتيجيات الأخرى التي تعتمد على النشاط والتفكير وتكامل الجهود وتلاقح العقول .

·  ازدحام المناهج المقررة بالمواد الدراسية , مما يجعل الهدف الرئيس للمعلم هو الانتهاء من هذه المقررات في الوقت المحدد .

·  طريقة المحاضرة تجعل عملية ضبط المتعلمين أكثر يسرا ؛ حيث يكون المتعلم منشغلا بالتلخيص أو بكتابة مما يملي عليه .

·  أن المعلم لم يتدرب في الكليات الجامعية التي تخرج فيها على توظيف استراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة ؛ لذلك فهو يعلّم بالطريقة التي تعلم بها .

·  أن أسئلة الاختبارات الرسمية في معظم الأحيان والحالات تقيس مدى حفظ المتعلمين للمعلومات وليس مدى قدرتهم على التفكير .

      وهذه المعوقات التي يتذرع بها المعلمون تعد في معظم الحالات مشكلة تتطلب حلاً , وهي حقائق ملحوظة لا يستطيع أحد إنكارها أو التقليل من خطورتها , ولكن هل يعني هذا أن يستسلم المعلم المدرسي أو المدرس الجامعي  للمشكلة القائمة ويظل سلبياً لا يتحرك للتغلب على هذه العراقيل والمعوقات دون أن يفكر في إيجاد حلول لها ؟ أو أن يعمل على تحديث مفاهيمه وأساليب عمله وتنمية كفاياته ليتمكن من القيام بالدور العظيم الموكل إليه بصورة مقبولة ؟

   لا يستطيع أحد أن يمنع المعلم العربي  من أن يسعى لتطوير ممارساته وتنمية كفاياته بجهده الشخصي لتحسين أدائه وصولا لتحقيق مخرجات تامة ، ثم اتخاذ قرار خاص به يعمل من خلاله لتدريب طلبته على الاستقصاء والتعلم الذاتي وحل المشكلات ، أو توزيعهم زمراً تنهض بأعمال بحثية أو تشارك في عمليات عصف ذهني من شأنها أن تعمل على تنمية تفكيرهم.

   كما لن يمنعه أحد من تطوير إستراتيجيات التقويم التي يوظفها فيعد أوراقه الاختبارية  بحيث تقيس التغيّر الحاصل في السلوك وفي طرائق التفكير بدلاً من قياس المعلومات المختزنة ؟ ولن يحول أحد  بينه وبين التخطيط لدروسه وفق نتاجات تعلم متكاملة بحيث يمزج بين المفاهيم التي يدرسها والحياة العملية بهدف تسليح المتعلمين بخبرات نافعة يتم تقويمها بملاحظة الأداء , وتركز على عمليات تفكير يتم قياسها عبر أسئلة سابرة تحفز التفكير.

     إن تنويع الاستراتيجيات التدريسية في الموقف الصفي الواحد من شأنه أن يقلل من الرتابة والملل الذي يعاني منه المتعلمون أثناء المحاضرة , وان يحرر المعلم من جميع الذرائع التي يتعلل بها ليكون سلبياً , كأن يقوم بالتخطيط لموقف صفي نشط قائم على توضيح المفاهيم الواردة في الدرس من خلال أسئلة بنائية وسابرة , ثم إجراء عملية تطبيق من خلال أنشطة أعملية لربط تلك المفاهيم والأفكار بحياة المتعلمين ،والمراوحة بين الاستراتيجيات العملية والمعملية ، وتلك التي تنمي التفكير، ومن ثم تعزيز تعلم الطلبة وتشجيعهم على القيام بعمليات بحث واستقصاء تدعم ما تعلموه وصولاً إلى تحليل الأفكار التي تضمنتها المناهج الدراسية , ثم تقويمها وإصدار أحكام ناقدة بشأنها .

   بقي أن نقول إن من شأن تنويع استراتيجيات التعليم والتعلم أن يقلل الآثار الضارة التي تترتب على عملية التلقين والحفظ , وأن يجعل الطالب نشطاً ومشاركا في العملية التعليمية التعليمة بإيجابية , فتزداد ثقته بنفسه , وقدرته على تنظيم المعلومات وتصنيفها , ويتعود على التفكير فيما يقرأ أو يسمع , وبالتالي ينمو تفكيره ، ويتمكن من التعبير عما يجول في ذهنه من أفكار بمنهجية علمية مقنعة .

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz