مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

العقاب المدرسي

مقدمة : -

     تباينت وجهات نظر المفكرين والباحثين التربويين حول طبيعة العقاب الذي يجب أن يوقع على التلميذ الذي يرتكب خطأ ما , فهم ما بين مؤيد أو معارض أو متخذ موقفاً وسطاً , فما الحجج التي يستند عليها كل فريق ؟ وإذا كان العقاب المدرسي مباحاً فمن الذي يوقعه ؟ وما هي دواعيه ومحاذيره ؟

معنى العقاب :-

     العقاب هو إيقاع الألم المادي أو المعنوي بشروط خاصة وضمن ظروف معينة للتذكير بأن خطأ من نوع ما قد وقع , وللتحذير من تكرار مثل هذا الخطأ في المستقبل للتذكير بهدف الإصلاح , فإذا اقترن ارتكاب الخطأ بالألم فإن ذلك سيؤدي إلى النفور من تكرار الخطأ ثانية , وبذلك يتحقق الهدف , لأن النفس البشرية بطبيعتها ميالة إلى ممارسة الأعمال الممتعة , وإلى اجتناب الأعمال المسببة للألم ( شهلا 1977) وهذا الإجراء العلاجي لا بد منه حين حصول الخطأ , وذلك لحماية المجتمع البشري من الوقوع بين براثن الفوضى . وقد بين الله سبحانه وتعالى – أهمية العقاب بقوله : { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب } ( البقرة آية 179) هذا الإجراء يكون لمعالجة أخطاء الرجال , فهل ينطبق الحال على المخالفات التي تصدر عن الأطفال ؟    

مبررات العقاب المدرسي :

  إن المخالفات التي يرتكبها التلاميذ عادة لا تشكل خطراً جسمياً , فهي في مجمل حالاتها لا تتعدى الشقاوة الزائدة , أو إهمال الواجبات , أو ضعف التحصيل الدراسي , أو الهروب من المدرسة , أو سرقة أشياء بسيطة , أو الغش في الامتحان , أو إلحاق الضرر ببعض الأثاث المدرسي وما شابه ذلك( سمعان 1979) وهذه مخالفات تنحصر في نطاق ضيق لأنها لا تتعدى أن تكون ممارسات فردية , يقدم عليها التلميذ بدافع الانتقام من زميله , أو رغبة منه في تملك شيء حرم منه . وهذه الظواهر السلبية يمكن معالجتها بشيء من الدراسة للدوافع المؤدية إلى الوقوع فيها , أو بمحاولة التعرف على البيئة التي يعيش فيها التلميذ , وبعض هذه الحركات يعتبر طبيعياً عند الأطفال , وقد تكون مظهراً من مظاهر الصحة النفسية لتصريف الطاقة الزائدة , فلا مبرر للخوف منها , بل يحسن ضبطها إذا تجاوزت الحد المعقول . غير أن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تتفشى في بعض المؤسسات التعليمية العربية , وأعني بها ظاهرة الشغب المنظم , والتي تهدف إلى القيام بأعمال سلبية جماعية .

   إن ظاهرة الشغب , أو الخروج الجماعي على النظام يمكن إرجاعها إلى عدة عوامل , منها ما يتعلق بالمجتمع , ومنها ما يتعلق بالمعلم والمنهاج , أما الأسباب التي تتعلق بالمجتمع فهي واسعة ومتعددة الجوانب ويمكن ردها في مجملها إلى ابتعاد كثير من الناس عن الذكر الحكيم , الأمر الذي أوجد في مجتمعهم بعض الاضطراب الذي انعكس في النهاية على حياة الطلاب الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع . أضف إلى ذلك عنصر الكبت الذي يسود معظم أبعاد الحياة الاجتماعية العربية والذي قد يفرز أفراداً متوترين مهيئين لممارسة دور فوضوي نتيجة لاحباطاتهم المتكررة( عبد الرحمن 1982). كذلك فإن الازدياد الهائل في أعداد الطلاب أدى إلى ضعف الصلة بينهم وبين معلميهم , فقلّت عناية المعلم بالمتعلم , وانعكس أثر ذلك كله على الطالب , فأضحى تائهاً حائراً يندب حظه , ويتحفز للتمرد والثورة .

ثم إن اهتزاز سلطة المعلم بسبب ضعف إعداده , وقلة الاهتمام بزيادة موارده , التي لم تعد تكفي في كثير من الأحيان لسد احتياجاته الأساسية , الأمر الذي جعله ينصرف عن الاهتمام بتطوير كفاياته إلى السعي للقيام بأعمال إضافية لتغطية العجز في تكاليف معيشته , وبالتالي فإنه سيعجز عن مسايرة زمانه .

    كذلك فإن تدني مستوى التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور يمكن أن يؤدي إلى نوع من التسيب , خاصة إذا كان أحد الطرفين حازماً , بينما الآخر سلبياً ترسلياً , وهنا يفلت الزمام , وينعدم النظام .

    وهناك سبب آخر مهم لا يجوز إغفاله أو التقليل من شأنه وهو كثرة انتشار التيارات السياسية و الاجتماعية والدينية عبر القنوات الفضائية , وسرعة تأثر الطلاب بها وانجذابهم إليها , الأمر الذي أدى إلى نوع من التحفز المؤدي إلى نوع من الشغب . ثم , إن ضعف الشخصية سواء أكانت شخصية المدرس أو شخصية المدير , ينتج عنه حالة من عدم الالتزام بالنظام , وبالتالي التسيب فتضطر المدرسة إلى اللجوء إلى الأسلوب العلاجي .

   ولعل  من المناسب الإشارة إلى أن ازدحام المنهج بالمواد الدراسية , يثقل كواهل الطلاب بأعباء غير مثمرة , ويسبب لهم الإحباط والفشل والتمرد في أحيان كثيرة , ولن يتم التغلب على هذه المشكلة إلا بإفساح مجال الاختيار الواعي الموجه أمام الطلاب لدراسة العلوم التي تستهويهم في سن مبكرة  .

    ومن أبرز العوامل التي تصيب التلاميذ بسوء التكيف ما يأتي :

- التلاميذ الذين لم يتمتعوا بأبوة حقيقية أو تعرضوا لقسوة والديهم يميلون إلى العدوان وإلى أعمال الشغب .

- الواجبات التي تنوء بها كواهل التلاميذ تولد لديهم كبتاً , وتجعلهم متوترين أو عدوانيين .

- النقد وتبرير السلطة الذي يلجأ إليه المعلم أحياناً يجعل بعض المراهقين يشعرون بالإهانة ويدفعهم إلى التفكير بوسائل لرد الاعتبار .

- عدم اهتمام المعلم بالتلميذ قد يجعله يفكر في لفت الانتباه لنفسه من خلال القيام بأعمال عدوانية .

- الإحباط المتكرر يؤدي إلى شحن وجدان التلميذ بميول عدوانية .

   وقد توصلت أبحاث علمية إلى أن العدوان هو استجابة للإحباط , فإذا أحبط الشخص لأي سبب استولى عليه الغضب  ... وقد يتكرر إحباط الطفل في الأسرة , فيذهب إلى المدرسة فيصب غضبه هناك , يكسر الأشياء ويتلف الأدوات ويمزق الملابس ويهاجم الزملاء ويضربهم . [1]  

   وبوجه عام فإنه يمكن رد حوادث الخروج على النظام إلى المسببات الآتية :

-المادة الدراسية التي قد تكون أعلى أو دون مستوى الطلاب .

- ازدحام الفصول بالطلاب .

- ضعف شخصية المعلم

- ضعف الإدارة المدرسية .

- عدم تمكن المعلم من مادته .

- الكبت .

- عدم اهتمام الوالدين بالإشراف على تغطية متطلبات أبنائهم .

- انعدام الصلة بين البيت والمدرسة .

-الفراغ العقائدي وتعدد الاتجاهات الأيدلوجية .

  إن العوامل الآنفة الذكرتجعل الطفل مهيئاً للقيام بدور فوضوي أو أكثر .. فكيف السبيل لاجتناب ذلك ؟ وكيف السبيل لمعالجة الخلل إن حصل ؟ 

الوقاية خير من العلاج:-

     يقع على عاتق المدرسة مهمة غرس اتجاهات سليمة لدى تلاميذها نحو العلم والوفاء والتعاون والكرم والعطف على الفقراء , واحترام حقوق الآخرين , واستثمار الوقت على وجه حسن ، ثم العمل على تنمية هذه الاتجاهات لتصبح دوافع وركائز تشكل شخصية الطفل ، ولن يتم ذلك إلا إذا كانت ممارسات المعلمين تفيض بالعطف والحنان , خالية من وسائل العنف وأساليب التهديد التي قد تسلب الطفل الشعور بالأمن , وتولد لديه الاضطراب والقلق , فحاجة الطفل إلى الحنان ماسة , وتنبع من شعوره بالانتماء إلى جماعة محبة , فيأخذ مكانه بين مجموعة من الأصدقاء يودها وتوده , وبهذا يشعر بالأمن , فإذا اطمأن بالاً رضي وأقبل على الحياة وعلى الناس .

    وقد أصبح الوقت مناسباً في هذا العصر لتجاوز تلك الأساليب التقليدية القائمة على وضع أسس وتعليمات محددة , ثم إلزام التلاميذ بالخضوع لها , والتقيد بها . وقد آن الأوان لكي تتجه الإدارات التعليمية اتجاهاً مغايراً يقضي بتدريب الطلاب على السلوك الاجتماعي السليم [2]؛ فهو السبيل الكفيل بضبط النزعات الوجدانية المختلفة , فإن الطالب عندما يتعود على احترام نفسه , وتقديرها , والسمو بها إلى آفاق عاليا , يصبح من الصعب عليه أن يتجه اتجاهاً خاطئاً لأنه يجد ذلك أمراً مستهجناً . ولكن كيف السبيل لتحقيق هذه الغاية المنشودة ؟

   إن الإجابة عن هذا السؤال الكبير تتطلب من القائمين على التخطيط لعملية بناء الجيل نقلة تربوية جريئة تتمثل في المطالب الآتية :

1- تطبيق مناهج مدرسية تتعدى الإطار اللفظي لتكون أكثر اتصالاً بحياة الطلاب العملية ؛ الأمر الذي يترتب عليه زيادة الرغبة في التعلم , فيتجه إليه الطلاب اتجاهاً كلياً , وينصرفون عما عداها من توافه الأمور كالاشتغال بالفوضى وإحداث الشغب .

2- تنمية الروح التعاونية الإيجابية عند الطلاب وذلك بإشراكهم في ندوات اجتماعية تهدف إلى وضعهم في جو اجتماعي تعليمي من شأنه أن يدعم علاقات المودة القائمة بين المعلمين والطلاب.

3- الحرص على ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يوقع الطلاب في الخطأ , وذلك بتطهير المجتمع المدرسي من كل القضايا التي قد تكون غير واضحة الاتجاهات والمعالم , والتي من شأنها أن توجد نوعاً من البلبلة , أو تستدرج التلاميذ باتجاه الواقع المحظور .

4- تعزيز النجاحات وإشعار التلميذ الذي يتجه اتجاهاً سلوكياً طيباً بأننا نقدر له ذلك ، فنأخذ بيده ونجعله يشعر بأنه قد أصبح منا أكثر قرباً , وأنه تبوأ مقاماً مميزاً (مصطفى )

5- تعديل السلوك غير السوي قبل أن يستغلظ , فالطفل يباشر أعماله مستفيداً من محاكاته لسلوك الآخرين , ومن تجاربه الشخصية التي اكتسبها من الحياة , وقد يرى المشرفون عليه في البيت أو في المدرسة أن بعض جوانب هذا السلوك يحتاج إلى تعديل فيعمدون إلى أسلوب النتائج المنطقية الذي يقوم على إفساح المجال أمام الطفل لتجريب بعض أنماط السلوك التي تخلو من المخاطر , تحت مراقبة واعية وتوجيه سليم , ليتعلم من الخطأ الذي يقع فيه . ومن فوائد هذا الأسلوب أنه ( الطويبي 1992) يزود الطفل بخبرات حياتية , وينمي لديه الثقة بالنفس , ويدربه على تحمل المسؤولية , ويكسبه الإحساس بالقدرة على الأداء , وعلى توقع النتائج المترتبة على فعله , ثم اتخاذ القرار المناسب.

6- تقليل عدد الطلاب في الصف بحيث لا يزيد عن خمسة وعشرين طالباً . تقول أنجيلا ميديسي : " لا أدري إن كان يستطيع أي بحث تجريدي تحديد عدد تلاميذ الصف المثالي  بالنسبة لمختلف الأعمار , ولكني متأكدة بأنه ليس أربعين ولا ثلاثين تلميذ . إن كون الصف قريباً من هذين العددين يجعل المجموع التربوي بمختلف علاقاته النفسية المتعددة مفككاً( ميدسي 1983) ذلك لأن العدد القليل من التلاميذ في الصف يسمح لكل طالب منهم أن يحيا جو التعاطف والطمأنينة الذي لا غنى عنه لتحقيق الصحة النفسية التي ننشدها له .

7- عدم وجود نظام متسلط من الإدارة المدرسية , يشعر الطلاب والمعلمين وكأنهم في ثكنة عسكرية . وتضيف الباحثة انجيلا ميديسي قائلة : " فلكي يتطور الطفل في الحقل النفساني والعاطفي والعقلي عليه أن يعرف جواً من الطمأنينة  , وأن كل ضغط زائد على الطفل يترك في نفسه الخوف ويمنعه من التفتح والانطلاق . وهذا ما يحدث عادة لأكثر التلاميذ الخاضعين لنظام متسلط وخاصة في مدارس المدن المكتظة بالطلاب . ومن هنا نرى اضطرابات في تصرف الطلاب مرجعها التوتر النفسي عندهم كالمعارضة والحزن العميق والثورة والاضطراب العصبي والرجفة وكراهية العمل المدرسي والخوف أو عداوة المدرسة والمعلمين والكذب والسقوط في عدة مواد , وعدم استقرار القوى النفسية " (ميدسي 1983)

8- إعداد المعلم إعدادا تربوياً سليماً ، وتمكينه من توظيف علم النفس في التعامل مع مشكلات الطلاب السلوكية , وإدارة الصف بوسائل تربوية تقوم على الامتاع دون اللجوء إلى العقاب البدني .

9- بناء شخصية التلميذ بناءً سليماً يقيه من سوء التكيف ؛ فالمولود يولد على الفطرة كياناً قابلاً للتشكل والتطور وفق ما يراد له . ولكي يستفيد الطفل من البرامج المعدة لبناء شخصيته لا بد من ضبط ومراقبة علاقاته بوالديه وبرفاق دربه ، فالتلميذ قد يتأثر في علاقته بمدرسه بعلاقته مع والديه ، بمعنى أن العلاقة التي تربطه بأبيه إذا كانت علاقة احترام فإنه يحترم المعلم وإذا كانت العلاقة سيئة فإنه يسيء إلى المعلم . كذلك فإن نظرة التلميذ إلى معلمه قد تتأثر بنظرة والده أو نظرة المجتمع الذي يعيش فيه إلى المعلمين عامة [3].

ومن أبرز الوسائل التي تستخدم في تشكيل شخصيات الطفل :

1- المناهج المدروسة والمعدة إعداداً سليماً متوازياً مرتبطاً بالمجتمع , فتقدم للتلميذ  على هيئة خبرات حياتية تجعله يتكيف مع مواقف الحياة إذا ما حدث أثر التعلم وتحققت الصحة النفسية السوية للتلميذ , ولن تتحقق إلا إذا كان الجو الاجتماعي في البيت وفي المدرسة ودّياً تعاونياً . ويتحقق ربط المنهج بالمجتمع من خلال التواصل المستمر مع أولياء الأمور , والمعسكرات الطلابية , وورش العمل .

2- وإن أفضل وسيلة لتكوين اتجاه نحو الجد والاجتهاد في نفس التلميذ هي جعله يشعر بالنجاح , الأمر الذي يجعله يشعر بالسعادة والارتياح فيتعزز لديه السعي لتحقيق المزيد من النجاحات , الأمر الذي يترتب عليه شعوره بحب المدرسة وحب العاملين فيها , فيتولد لديه شعور من الثقة بنفسه ، وهذه الثقة تمكنه من النجاح  .

3- وليس النجاح في الدراسة هو مطلب الطفل الوحيد , بل هو يطمح لإبراز مواهبه في الأنشطة المدرسية والرياضية , ولتكوين صدقات بهدف توسيع محيطه الاجتماعي , ولتحقيق الذات إلى الشهرة والزعامة .

4- وتعتبر القدوة الحسنة من أبرز قواعد التربية الحسنة , فقد جبل الطفل على محاكاة أفراد أسرته , فيقلد الصبي أباه وتقلد الصغيرة أمها , فإذا سلمت ممارساتهم ومحادثاتهم من الشوائب شب الطفل سليم الخصال . وما أروع أن يجنّب الوالدان أطفالهما رؤية كل ما يشين كالنفاق والرياء , وسماع كل ما يعيب كالكذب وبذيء الكلام , وإذا ما وقع أحد الأبناء في خطأ , مهما كان صغيراً يسارع الوالدان لتنبيهه إلى هذا الخطأ وتوجيهه الوجهة الحسنة وإرشاده إلى فعل الصواب بالتفاهم وحسن الإقناع , بالحنان و العطف بعيداً عن العنف والقسوة, فالعصا وجارح القول لا يخلقان إنساناً صالحاً أبداً .

5- ومن أجل بناء شخصية سوية للأبناء خالية من التوتر والقلق يجدر بالإدارة التعليمية أن تنظم برامج توعية تهدف إلى تمكين الآباء من الإطلاع على القضايا التي من شأنها أن تساعدهم في عملية بناء شخصيات أبنائهم.

ومن أبرز هذه القضايا :

-       الحرص على العلاقة الوطيدة بينهم وبين أبنائهم الأمر الذي يكفل لهم التمتع بصحة نفسية سوية .

-       الحرص على سلامة العلاقة الزوجية بين الوالدين الأمر الذي يهيئ للأطفال جواً خالياً من التوتر .

-       تجنيب الأبناء المرور بخبرات حياتية سيئة ، أو التلفظ بألفاظ غير ملائمة أمامهم .

-       تنبيه الأبناء إلى أهمية اختيار الأصدقاء الصالحين , واجتناب  الرفاق الفاسدين .

     وحيث إن التلميذ ينفق شطراً كبيراً من حياته في مدرسته , فإن علاقته بمعلميه تلعب دوراً قوياً في تشكيل شخصيته , وحيث إن المعلم هو العنصر المؤثر فإنه يتوجب عليه التنبه للقضايا الآتية :

-       المعلم المبتهج المرح هو القادر على كسب ودّ تلاميذه واحترامهم له , في حين أن المعلم القلق المتشائم يعكس توتره على تلاميذه.

-       المعلم ذو الميول العدوانية يكسب تلاميذه عدوانية وشراسة وميلا للعنف أثناء تعاملهم مع أصدقائهم , ومع سائر الناس .

-       المعلم الذي يسخر من تلاميذه ., ويوجه إليهم ألفاظاً نابية جدير بأن يكون قدوة لهم في تعاملهم مع الآخرين.

-       المعلم ذو المطالب المتعسفة يضطر طلابه لانتهاج السبل الملتوية القائمة على الكذب وعلى الغش وعلى الخداع لمواجهة مطالبه .

-       المعلم غير الواعي يرى في خروج بعض الطلاب على النظام نوعاً من التحدي لشخصه فيعمد إلى عقابهم عوضاً عن دراسة دوافعهم ؛ الأمر الذي يؤدي إلى اتساع الهوة بينه وبينهم , وبناءً عليه , فإن باستطاعة المعلم الواعي أن يفهم مظاهر الانحراف في سلوك تلاميذه , إذ إنهم قد يختزنون في قرارات أنفسهم مشاعر عدوانية , وضغائن دفينة . وإن أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء هي التسلح بالصبر وسعة الصدر , وتنفيس مشاعرهم وتحريرهم من ضغائنهم وتوجيههم إلى الطريق القويم بالتي هي أحسن .

أهمية حل مشكلات الطلاب قبل استفحالها :

   يتعرض التلاميذ إلى ألوان شتى من الانفعالات الوجدانية التي قد يترتب عليها مشكلات سلوكية بسيطة , ومن الأهمية بمكان ملاحظة هذه المظاهر والتصدي لها قبل أن تنمو وتستفحل وتتحول إلى انحرافات خطيرة . وإن تفهم المعلم لحالة التلميذ أمر في غاية الأهمية , ولن يتيسر له هذا الفهم إلا إذا كان على دراية تامة بمظاهر السلوك المختلفة , السوي منها وغير السوي , وإلا إذا كان ملماً إلماماً كافياً بمبادئ الصحة النفسية , وبمبادئ علم النفس التعليمي .

   وفيما يلي بعض المقترحات التي قد تساعد المعلم على القيام بهذا الدور الهام :

1- إن إيجاد جو من الألفة والانسجام بين المعلم وتلاميذه يشجع على المبادرة للإفضاء بمكنونات أنفسهم لمعلمهم , فإذا استمع المعلم إلى ما يعاني منه تلميذه , فإن هذا الاهتمام يعتبر بمثابة متنفس يريح التلميذ ويجعله أكثر تقبلا لنصائح أستاذه التي سيوجهها له .

2- التواصل المستمر بين المعلم وأولياء الأمور يهيئ له فرص التعرف على أنماط العلاقة التي تربط الابن بأبيه , وعلى المشكلات التي يعاني منها , الأمر الذي يجعل حالته أكثر وضوحاً في ذهن المعلم , وبهذا يصبح أكثر تفهماً لمظاهر السلوك التي تبدر منه , كما أنه يحظى بمساعدة الأب في كل ما من شأنه أن يريح ولده .

3- اطلاع المعلم على دراسات نفسية أجريت لمعالجة حالات سلوكية يمنحه نافذة يطل منها على تجارب الآخرين , وتساعده على حسن تفهم ما يصدر عن تلاميذه , ومعالجة ذلك .

4- تدريب المعلم أثناء الخدمة عامل مهم في إنجاح مسعاه لتخليص تلاميذه من مشكلاتهم .

   فإذا ما فشلت كل الوسائل لتجنيب الطفل الوقوع في المحظور , وإذا ما تكرر الخطأ بعد طول نصح وتوجيه , فلا بد حينئذ من اللجوء إلى العقاب وما أشبه العقاب " بالسم يضاف أحياناً إلى الدواء ولكن بمقدار , ومن يد مدربة , وبعد تشخيص سليم للداء , ومراعاة لكل ما يحيط بالمرض من اعتبارات وبذلك وحده يمكن أن يكون السم عنصراً مفيداً من عناصر الشفاء " ( العشماوي 1984)

من الذي يوقع العقاب ؟

  بالتأكيد ليس المعلم هو الذي يفعل ذلك , لأن نجاح المعلم في دوره يستند أساساً على حسن العلاقة بينه وبين طلابه , ولأن علاقة المعلم بطلابه يجب أن تظل بعيدة عن كل ما يمكن أن يعكر صفوها , الأمر الذي يسهل عليه عملية تحقيق أهدافه . والمعلم المؤهل لا يمكن أن يكون سبباً من أسباب الخروج على النظام , لأنه قادر على أن يتفاعل مع طلابه الأسوياء على وجه حسن إذا كانت المدخلات الأخرى سلمية , وبالتالي فهو ليس المسؤول عن الخطأ الذي - غالباً – لا يطل برأسه إلا من خلال ثغرات واسعة في النظام التربوي كعدم ملائمة المناهج لقدرات الطلاب , أو ازدحام الصفوف بالطلاب , أو وجود إدارة مدرسية ترسليه أو مزاجية .

فكيف والحال هذه يتصرف المعلم إذا واجه تلميذاً خارجاً على النظام ؟

   إن أول شيء يتوجب عليه عمله هو أن يظل هادئاً فلا يفقد أعصابه , ولا شيئاً من صبره , ومن ثم يفكر في أي الأسباب يكمن وراء كسر النظام , فيستعرضها ويحاول التعامل مع الخطأ على أساس ذلك , دون أن يلجأ إلى أي نوع من أنواع العقاب لأن العقاب يعقد الأمور ولا يسويها .

    يكفي المعلم أن يكون قادراً على إدارة صفة بنجاح مراعياً مختلف أنماط التفاعل الصفي . وفي حالة حدوث مشكلات مستعصية يقوم بتحويلها إلى الاختصاصي الاجتماعي الذي يجب أن يكون مؤهلا للتعامل معها , ومتفرغاً لتذليلها , وللقيام بدوره الكبير .

   إن شخصاً واحداً في المدرسة هو الذي ينبغي أن يوقع العقاب البدني إذا كان ذلك ضرورياً , وليكن هو مدير المدرسة أو مساعدة , وليتم ذلك بهدوء وبدقة , بعيداً عن أعين الرقباء , وبعد استنفاذ كافة الوسائل والأساليب الأخرى .

صور العقاب المدرسي :

1- العقاب النفسي :

    ويكون بتوجيه اللوم للطفل بحيث يشعر بالذنب وبالألم  , لأنه قام بعمل لا يليق , جعله دون غيره من إخوانه أو رفاقه , الأمر الذي جعله غير مقبول , أو غير محبوب , مع مراعاة عدم الإفراط في هذا النوع من العقاب حتى لا يتلبد إحساس الطفل , فيفقد الإجراء مفعوله .

2- العقاب اللفظي :

    ويكون بتوبيخ الطفل على السلوك الذي بدر منه دون اللجوء إلى الألفاظ النابية أو البذيئة ، ومع الأخذ بعين الاعتبار عدم الإفراط في هذا الإجراء .

3- العقاب البدني :

    ويكون بضرب التلميذ ضرباً مؤلماً غير مؤذ لتنفيره من تكرار سلوك غير مرغوب قام به الطفل عن قصد , أو من غير قصد , وهذا الأسلوب ينكره كثير من التربويين [4] لما يحدثه من جروح في نفسيات التلاميذ , وتصدع في شخصياتهم , لذلك لا يسمح به إلا عند الضرورة القصوى , ولا يمارس إلا بحذر وباعتدال , ولا يكرر إلا في فترات متباعدة .

     والأمر الذي يؤسف له , هو أن وسائل العقاب المدرسي , ما زالت لا تحظى بالعناية الكافية , وكثير من الدول حتى المتقدمة منها , كالولايات المتحدة الأمريكية , ما زالت حتى الآن تعتمد أساليب تقليد قديمة , كأسلوب الحجز بعد إنهاء الدوام [5] رغم أن هذا الأسلوب يهيئ الفرصة أمام الطلاب لممارسة المزيد من المخالفات ، أما في اليابان فإنهم لا يسمحون بشيء من هذه العوامل ، ولو بكلمة توبيخ واحدة .

  غير أن وسائل العقاب الأخرى المستخدمة في كثير من بلدان العالم  كالتحذير ولفت النظر , ثم الحرمان من الامتيازات أو الحرمان من الأنشطة ثم الاعتذار , أو الإيقاف عن الدراسة لمدة محدودة , أو الطرد , أو إيقاع العقاب البدني [6] هذه الوسائل استخدمت في مناسبات مختلفة , فمنها ما ثبت جدواها , ومنها ما ثبت بطلانها وضررها .

   فالتحذير يفيد في لفت نظر الطالب إلى ما قد ينجم عن الخطأ الذي ارتكبه , وأن ذلك قد يقوده إلى إيقاع العقاب به . أما الاعتذار فإنه قد لا يلاقي القبول من كثير من الطلاب لأنه يعني بالنسبة إليهم نوعاً من الهزيمة , لكنه قد يفيد في حالة اقتناع الطالب بأنه قد أخطأ , وأنه يأسف لذلك . أما إيقاف التلميذ عن الدراسة لفترة محدودة أو طرده نهائياً , فلا يجب أن نلجأ إليه إلا في حالة واحدة هي تأكدنا من أن وجود مثل هذا الطالب في غرفة الصف سيكون سببا في  في إلحاق الضرر بجماعة الطلاب . وهذه تنسحب على طرد الطالب من الحصة , إذ لا يجوز إخراج الطالب من الحصة إلا إذا ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه لن يستقيم , وأن وجوده قد أصبح مهدداً لمصالح زملائه , أما وقف الطالب عن ممارسة الأنشطة الرياضية أو الثقافية , فإن هذا الإجراء يكون غير مقبول إذا كان سيلحق الضرر بالفرقة التي يعمل الطالب الموقوف معها , وقد يؤدي وقفه إلى تعطيل برنامج أعد له منذ وقت طويل .

  أما العقاب البدني , فقد رأى كثير من التربويين أن هذا النوع من العقاب لم يعد يجدي نفعاً كثيراً , ولا يتفق مع الاتجاهات التربوية الحديثة ، ويرى بعض المشتغلين في التربية أنّ العقاب البدني له حالات محددة تستوجبه , ومن هذه الموجبات التأكد من أن الطالب قد أخطأ خطأً جسيماً لا سبيل لغفرانه , ومن شخصية الطالب المخطئ ومن أن العقاب سيؤدي إلى نتيجة إيجابية [7] .

التعامل مع الأطفال من منظور إسلامي :

  هذا ومن الجدير بالذكر , أن التربية الإسلامية , تميل إلى استخدام الترهيب في تقويم الاعوجاج قبل وقوعه, وذلك : " بإظهار صفة من صفات الجبروت والعظمة الإلهية تهديداً بعقوبة تترتب على اقتراف إثم أو ذنب مما نهى الله عنه " ( النحلاوي 1979) ويمكن قياساً على هذا تذكير الطلاب بعقوبات معينة تمّ إيقاعها على أفراد ارتكبوا مخالفات يمكن أن يقعوا هم بها , ويكون ذلك إما بالوصف النظري أو بعرض أشرطة مرئية وبهذا تكون التربية الإسلامية قد اهتمت بالوقاية أكثر من اهتمامها بوصف العلاج , لذلك اتجهت إلى تربية السلوك الإنساني بالفقه , وكذلك اهتمت التربية الإسلامية بموضوع التعامل الواعي مع الأطفال فوضعت لذلك منهجاً تربوياً متكاملاً , يقوم على عدة أسس ومبادئ تربوية موضحة في كتاب الله , وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن أبرز هذه المبادئ :

1- التعامل مع الأطفال بفيض غامر من الحنان الممزوج بالرأفة والرحمة , وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة تؤكد هذا المبدأ .

2- تقبل ما يصدر عن الأطفال من ممارسات صبيانية بصدر رحب , وتوجيههم الوجهة القويمة , التي تتناسب مع أعمارهم العقلية بالتي هي أحسن , وبصبر و أناة دون اللجوء إلى العنف .

3- اجتناب الألفاظ البذيئة في مخاطبة الأطفال , لأنها تغرس في نفوسهم مشاعر الهوان , وتطبعها بطابع النقص والعدوان . يقول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -: " إن الله يبغض الفاحش البذيء " [8] وكان القابسي الفقيه الأندلسي الذي عاش في القرن الرابع الهجري ينهى المربين عن مخاطبة الأطفال بألفاظ قبيحة كوصف أحدهم بالقرد أو المسخ أو ما شابه ذلك , ويحث الذي يفعل ذلك منهم على التوبة والاستغفار . [9]

   وقد شرح ابن مسكويه الطريقة التربوية في التعامل مع مشكلات الأطفال فقال : ومن الحكمة أن " يمدح ( الطفل ) بكل ما يظهر منه من خلق جميل , وفعل حسن ويكرم عليه, فإن خالف في بعض الأوقات ما ذكرته , فالأولى : ألا يوبخ عليه , ولا يكاشف بأنه أقدم عليه , بل يتغافل عنه حتى لا يخطر بباله أنه قد تجاسر على مثله , ولا هم به , لا سيما إن ستره الصبي واجتهد أن يخفي ما فعله على الناس فإن عاد فليوبخ عليه سراً , وليعظم عنده ما أتاه , ويحذر من معاودته , فإنك إن عودته على التوبيخ والمكاشفة , حملته على الوقاحة , وحرضته على معاودة ما كان استقبحه , وهان عليه سماع الملامة في سبيل ركوب القبائح من اللذات التي تدعوه إليها نفسه " (زيدان 1990)

    ويؤكد ابن جماعة الكناني هذا النهج في التعامل مع الأطفال بقوله : " عرض الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور من صدر عنه , غير معرض به , ولا معين له , فإن لم ينته نهاه عن ذلك جهراً ، ويغلظ القول له إن اقتضاه الحال لينزجر هو وغيره , ويتأدب به كل سامع , فإن لم ينته فلا بأس حينئذ بطرده و الإعراض عنه إلى أن يرجع ... " [10] .

 

    وتميل التربية الإسلامية إلى اعتماد أسلوبي الترغيب والترهيب للوقاية من الانحراف , وتعديل السلوك , وقد تبنت هذا الاتجاه بسبب ما جبلت عليه النفوس البشرية من رغبة في اللذة , وانصراف عن الألم , فقد أعد الله لعباده الصالحين " ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على بال بشر " . وأعد لعباده المنحرفين عذاباً مهيناً . وعرضت التربية الإسلامية , الجنة ونعيمها , والنار وجحيمها , بأسلوب سهل سلس , وبهدف الوصول إلى سلوكيات تحقق لصاحبها السعادة النفسية , في الدنيا والأخرى , وتمكنه من التعايش مع من حوله دون أن يسبب لهم الأذى أو الإزعاج .   

   وقد حرصت التربية الإسلامية على أن تعتمد في ترغيبها وترهيبها , على الإقناع والأدلة المنطقية , فدعت إلى تربية نفوس الأطفال على أسس من الإيمان والعقيدة ليتسنى لها تقبل الأوامر واجتناب النواهي الربانية , الأمر الذي يترتب عليه إثارة العواطف الضابطة للنزعات كعاطفة الخوف من الله , والرغبة في ما عند الله , والتي " ينبغي أن يستشعرها المربي فتنتقل إلى طلابه أو أبنائه بالعدوى الانفعالية , والإقتداء به , والمحبة له والتقليد  ... كما ينبغي أن يتخذ في ملامح وجهه ولهجة كلامه الهيئة التي تثير هذه الانفعالات كلما اقتضى الأمر " [11] .

  وتتطلع التربية الإسلامية إلى بناء النفس البشرية على العزة والكرامة , وعلى حب الإحسان والنفور من الطغيان , وعلى مناصرة الخير , ومجاهدة الشر , وعلى تحكيم شريعة الله في كل الأحوال والأعمال والأقوال .

اختلاف وجهات النظر حول العقاب البدني .

    تباينت آراء المربين حول موضوع العقاب البدني , فهم ما بين مؤيد ومعارض , وقد تعرض معروف زريق لآراء كلا الفريقين أجملها فيما يأتي ( زريق 1983):

يرى المؤيدون :

1- أن التربية إعداد للحياة , وأن الحياة التي نعد الطفل لها يمارس فيها الضرب كوسيلة من وسائل التوجيه نحو الاستقامة .

2- أن الإسلام قد أباح ضرب الأطفال المذنبين بشروط خاصة إذا تقاعسوا عن أداء الصلاة .

3- أن الضرب يمارس في جميع بلدان العالم , ولم تستطيع القوانين والتعليمات أن تستأصل شأفته , فهو وسيلة سهلة لضبط التلاميذ تريح المعلم وتكفل له تحقيق النظام بأيسر وأقصر الطرق .

4- أن معظم الرجال العظماء قد تعرضوا في حياتهم المدرسية للعقاب ولم يؤثر ذلك في الحد من طموحاتهم .

5- أن طلاب المدارس التي لا يسمح فيها بالضرب , يميلون إلى التسيب , وإلى عدم الجدية في تعاملهم مع زملائهم ومعلميهم .

6- من الأمثال العربية المشهورة " العصا لمن عصى , والعصا من الجنة " .

7- أن المعلم الذي لا يستخدم العصا يتهم بضعف الشخصية .

8- أن سوء استخدام بعض المعلمين لأسلوب العقاب البدني لا يعني أن نحكم عليه بالفساد .

وأما المعارضون فيرون :

1- أن العقاب البدني يشكل خطراً جسيماً على شخصية الطفل خصوصاً إذا حصل أمام الزملاء .

2- أن أسلوب العقاب البدني يسبب توتراً للمعلم وللمتعلم على السواء .

3- أن العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين التلميذ ومعلمه الأمر الذي يقلل من استفادته منه .

4- أن العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطفل للمدرسة وللعملية التعليمية التعلمية , وربما ينتهي به الأمر إلى التسرب أو الجنوح .

5- أن كثيراً من الأنظمة التربوية تمنع العقوبات البدنية .

6- أن المعلم الذي يستخدم أسلوب الضرب يفقد حب تلاميذه له , وتصبح علاقته بطلابه قائمة على العداء وليس على الاحترام .

7- أن الضرب يفقد أثره حين يعتاد الطفل عليه .

8- أن الضرب قد يتسبب للتلميذ في عاهة دائمة .

   ومهما يكن من أمر هؤلاء وأولئك , فإن الاتجاه التربوي السائد الآن يهدف إلى الحد من العقاب البدني الذي تم منعه منعاً تاماً في كثير من دول العالم مثل فرنسا وبريطانيا وبلجيكا [12] , وتحديده تحديداً تاماً كما هو الحال في إنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة .

                                              

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz