مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

الخضوع لدى الطفل ..أسبابه وطرق علاجه

د. محمود طافش الشقيرات

    يعاني بعض الأطفال من مشكلات شخصية تثير القلق لدى أولياء أمورهم لما لها من آثار نفسية على عملية بناء شخصياتهم ؛ ومن هذه المشكلات الخوف والقلق والخجل والخضوع للأوامر دون مناقشة . فما هي الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الخضوع لدى الطفل ؟ وما الآثار السلبية التي قد تترتب عليها ؟ وكيف يمكن تحرير الطفل منها ؟

   الطفل الخاضع أو الممتثل كما يطلق عليه في علم النفس هو ؛ ذلك الطفل الذي يعجز عن التكيّف مع أقرانه في الحارة أو في المدرسة ، وهذه المشكلة تنشأ غالبا لدى الطفل بسبب تعرضه لمعاملة قاسية في البيت أو في المدرسة ، فتراه يوافق على كل ما يطلب منه فعله دون مناقشة أو اعتراض ؛ وذلك لكي لا يعرض نفسه لمزيد من العنف.

  وقد أكدت العديد من الدراسات الاجتماعية أن القسوة الزائدة على الطفل تجعله يعاني من ضعف في صحته ، ومن كوابيس أثناء النوم ، فيشعر بالصداع الدائم ، والاكتئاب ،ويكون مسنوى ذكائه دون مستوى أقرانه .

   ومن السمات المميزة لشخصية الطفل الخاضع ؛ الاكتئاب ، وفقدان الثقة ، والانطواء على النفس ؛ لذلك فأنت تراه مستسلما لا يبدي أية مقاومة للعدوان الذي يقع عليه . وبطبيعة الحال فإن طفلا هذه شخصيته لن يكون قادرا على التفوق أو على ابتكار شيء ذي بال ، بل إن القسوة التي يتعرض لها الطفل قد تقضي على كل قدراته التفكيرية ، وتجعله يظن أنه لم يخلق إلا لتنفيذ الأوامر .

   والأب القاسي يرى أن من مصلحة طفله أن يتحكم هو في كل شؤونه ، لذلك فهو لا يعطيه أدنى فرصة لممارسات نشاطات حره ، بل يوجهه الوجهة التي يريدها متجاهلا ميوله ورغباته ، بل ويجبره أحيانا على ممارسة أعمال هو يحددها له ، حتى ولو كانت قدراته لا تسمح له بالقيام بها  ، وهو إضافة إلى كل ذلك يحصي عليه حركاته وسكناته ، ويفرض عليه نوع الطعام الذي يأكله ، ونوع الدراسة التي سيدرسها ، والتخصص الذي هو يختاره له ، وإذا حاد المسكين عن الدرب الذي حدده له فإنه يواجهه بالعنف وبالضرب والزجر .

      ويرى الباحث اليمني عبد الله العطار أن الخبرات والمهارات التي يكتسبها الطفل في المحيط الأسري المستبد لا تعدو أن تكون ركاما من الأوامر والنواهي التي يطلب من الطفل تنفيذها والتقيد بها دون نقاش أو النبس ببنت شفة ، وإذا لم ينفذها طوعا فإنه سينفذها قسرا ، وإن أبدى أي تبرم اُعتبر ذلك تمردا و مؤشرا خطيرا إن لم يكن هو الشر المستطير بعينه ، فينهال عليه أفراد الأسرة بالتوبيخ والتقريع والضرب في أحايين كثيرة ، وكأنه قد قدّس المدنس أو دنس المقدس ."

     وكنتيجة حتمية لهذا الأسلوب فإن الصغير ينشأ :

-       ضعيف الشخصية ميالا إلى التبعية ، فلا يُعمل عقله ، ولا يبدع فكرة .

-       محدود الإنجاز لأن ثقته بنفسه مهزوزة .

-       ليس له رأي فلا يقدر على المشاركة بحوار .

-       قلقا مضطربا خجولا خائفا من أصحاب السلطة .

    وبناء على ما سبق  فإن القسوة  قد تصيب  نفس الطفل الغضة بشرخ مدمر ، ربما يدفعه باتجاه الإنطواء على النفس والخنوع .

     ولمعالجة هذه المشكلة فإن علماء النفس ينصحون الآباء والأمهات والمعلمين بـ :

-       استمرار التواصل والحوار مع الطفل .

-       منحه مزيدا من الحب والحنان .

-       الإكثار من تشجيعه وتعزيز كل عمل إيجابي يقوم به .

-       عدم معاقبته على كل خطأ صغير أو كبيريصدر عنه .

-       تعزيز كل عمل إيجابي يقوم به مهما كان محدودا ؛ وذلك لإدخال السرور على نفسه وتقوية ثقته بها تدريجيا .

  وتظل الوقاية خير من العلاج ، فإن أساليب الحب والحنان فائدتها أكبر بكثير من أساليب القمع ، وعلى وجه الخصوص إذا كان الطفل صغيرا غير قادرعلى التمييز بين الخطأ والصواب .

sawahry@hotmail.com

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz