مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية العناية بالنمو الانفعالي للطفل

د. محمود طافش الشقيرات

   تعمل التربية الحديثة على بناء شخصية الطفل من جميع الجوانب المكونة لها ، فهي ترعى مراحل نموه جسميا وعقليا ومهاريا وانفعاليا واجتماعيا ، وذلك بهدف تعليمه التفكير ، وتسليحه بالمهارات ، وتجميله بالقيم ، وتنمية ثقته بنفسه ، فيغدو إنسانا اجتماعيا ناجحا في حياته ، وقادرا على الإنتاج والإبداع . غير أن كثيرا من الآباء والأمهات لا يدركون أهمية العناية بانفعالات أطفالهم ، وعلى وجه الخصوص خلال مرحلة الطفولة المبكرة ، والتي توصف عادة بأنها مرحلة عدم التوازن ؛ وذلك لتوهمهم  الخاطيء بأن هذه العناية لا قيمة لها في تربية وجدان الطفل  ، أو لجهلهم بأساليب العناية بها بصورة صحيحة . فما أهمية اهتمام الوالدين ومعلمات الروضة بهذا الجانب من النمو ؟ وما أهم الأضرار التي قد تترتب على إهمال نمو الطفل انفعاليا ؟

  باديء ذي بدء ، فإنه من المفيد لتوضيح هذه الأهمية أن نأخذ بعين الاعتبار ما يأتي :

    - أن الانفعالات في مرحلة الطفولة تلعب دورا مهما في تشكيل حياة الطفل المستقبلية .

-  أن سلوك الطفل الانفعالي يرتبط إلى حد كبير بالمؤثرات الخارجية من حوله ، ومن أبرز مظاهره الشعور بالخوف والقلق وهما من أشد العوائق التي تحد من نمو الطفل النفسي السليم .

-  أن انفعالات الطفل الصغير تكون في أغلب الحالات حادة ؛ فإما غضب شديد يترتب عليه احتجاج شديد على هيئة صراخ قد يصل أحيانا  إلى درجة أن يضرب رأسه بالجدار أو يتمرغ على الأرض يرفسها بقدميه . وإما فرح شديد بما يعطى له من ألعاب أو حلوى أو غير ذلك .

-  أن الطفل في هذه المرحلة المبكرة متقلب المزاج ينتقل من حالة الفرح إلى حالة الترح بسرعة ؛ فقد تراه فرحا جدا ، فإذا ما تعرض لمثير بسيط قد ينخرط ببكاء مر ، والعكس صحيح ؛ وذلك تبعا للظروف التي يتعرض لها .

-  أن انفعالات الطفل تتمثل في معظم الأحيان في ازدياد إحساسه بالخجل من الغرباء ، أو بالغيرة من أخيه الأصغر ، أو بالخوف ؛ كخوفه من فقدان أمه التي هي مصدر أمنه واطمئنانه .

     وفي مرحلة الطفولة المبكرة تبدأ  مشاعر الثقة بالنفس تنمو أو تنقص لديه تبعا للمؤثرات التي يتعرض لها ، ومن هنا فإن الانفعال المتوازن للطفل يتطلب :

-  توفير البيئة الآمنة التي يشعر فيها بالطمأنينة من خلال الحرص على إيجاد جو أسري يحاط الطفل فيه بدفء الأمومة  وبالحنان الأبوي .

-  توفير بيئة غنية بالمؤثرات الإيجابية التي من شأنها أن تربيه على القيم السامية ، وتنمي وجدانه ، وتعمل على تحقيق التوازن لانفعالاته .

-  توفير الظروف الملائمة التي تثير مشاعر الفرح لديه ، وتجلب له السعادة باعتدال ، وتدريبه على ضبط انفعالاته تدريجيا .

-  اللجوء إلى وسائل التحفيز والتشجيع وتعزيز الأداء الجيد والاستجابات المقبولة ليواظب عليها .

- عدم تعريض الطفل لانفعالات حادة ، واجتناب كل ما من شأنه أن يسبب له الخوف والقلق ؛ كسرد القصص والحكايات الخرافية التي تسبب له الفزع ، وعد توجيه أوامر صارمة إليه بحيث لا يقوى على تنفيذها ، أو الالتزام بها ، وإنما نستعيض عن ذلك بطلبات هادئة تصاغ بأسلوب مهذب ، ولنحرص على أن لا يكون الوالدان والمعلمات مصدرا للقلق أوللخوف الذي يعاني منه الطفل ، فقد أشارت دراسة قام بها (هجمان ) سنة 1932م إلى " أن خوف الأطفال مكتسب ، وأنهم يكتسبونه من محيط الأسرة ."  وهذا الخوف من شأنه أن يزعزع ثقة الطفل بنفسه ، فلنكن على حذر من ذلك .

-  التجمل بالهدوء عند التعامل مع انفعالات الطفل ، وعدم اللجوء إلى الأساليب الصارمة لقمع انفعالات الطفل بالضرب او بالتهديد ، لأن العنف قد يترتب عليه إيجاد طفل خاضع محبط مستكين ، وبالتالي فإنه يفقد ثقته بنفسه ، ولن يكون قادرا على إنتاج أو ابتكار شيء ذي بال ، أو ربما يتحول إلى طفل عدواني يتطلع إلى تفريغ انفعالاته بتحطيم الأشياء من حوله أو بالاعتداء على أطفال آخرين . كما أنه من الخطأ تجاهل انفعالات الطفل أو عدم الاهتمام بها لأن من شأن ذلك أن يجعله يبالغ في المشاكسة ليلفت الأنظار إليه . لذلك فإن من الأهمية بمكان الإجابة عن جميع تساؤلات الطفل بصبر ؛ فإن من شأن ذلك أن يساعد على تخفيف حدة التوتر لديه

-  التخطيط لمشاركة الطفل في أنشطة تربوية وإسناد له دور فيها ؛ وهذه الأنشطة من شأنها أن تساعده على بناء علاقات اجتماعية تهبه الطمأنينة ، وتساعد على تحرره  من القلق ، ومن التعلق الشديد بأمه ، ومع مرور الزمن ينضج الطفل ، ويتعلم كيف يستطيع التوفيق بين رغباته ورغبات أقرانه والناس من حوله ، ثم يأخذ في الاتزان العاطفي شيئا فشيئا .

-  عدم وجود تعارض بين الأساليب التربوية التي يعامل بها الطفل في البيت من قبل والديه ؛ كأن يكون هناك اختلاف بين أسلوب الأب وأسلوب الأم من جهة ، وكذلك بين معاملة والديه والمعلمات في الروضة من جهة ثانية .

  - واخيرا فإن العدل في المعاملة أثناء التعامل مع الأطفال من شأنه ان يجلب لهم الطمأنينة ، وأما إن حصل تفضيل طفل على آخر ، وخصوصا بين الأخوين المتقاربين في العمر فإن من شأن ذلك أن يشعل نار الغيرة في نفس أحدهما ضد الاخر ، ومن هنا قد يبدأ الخلل في النمو الانفعالي للطفل .

  والجدير بالذكر أن جميع عوامل  النمو مترابطة ومتكاملة يتم بعضها بعضا ، وهي التي تشكل شخصية الطفل المتزنة الواثقة  ، أو الخائفة المترددة ، فلنكن على وعي بها .

sawahry@hotmail.com

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz