مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية العناية بالنمو اللغوي للطفل

د. محمود طافش الشقيرات

  يعتبر النمو اللغوي للطفل من المتطلبات الأساسية لنموه العقلي ؛وذلك لأن المناهج الدراسية تعتمد على الألفاظ لتعليم الطفل القراءة والمحادثة والتعبير الشفوي والكتابي ، لذلك فإن من الأهمية بمكان ان تأخذ الأسرة هذه المسألة بعين الاهتمام ابتداء من بداية السنة الثانية من عمرالطفل ؛  حيث يكون قادرا على التلفظ بكلمات ثم بجمل قصيرة ، وحيث يبدأ الطفل بتخزين الألفاظ ،  وتقليد الأصوات التي يسمعها ، وعلى وجه الخصوص أسماء الأشياء ، والجمل ذات الجرس الموسيقي ، ثم يأخذ بطرح الأسئلة بحماسة ورغبة منه في التعلم ؛ لذلك فإن الأسرة المستنيرة تعي أهمية الإجابة عن أسئلة الطفل ، فتشجعه على الاسترسال في الحديث وفي طرح الأسئلة .

    ويتأثر النمو اللغوي للطفل بحزمة من العوامل بعضها خاص بالطفل ، والبعض الآخر يتصل بالبيئة المحيطة به ؛

ومن أبرز العوامل الخاصة بالطفل ؛

   - سلامة أعضاء الاستقبال لديه ؛ مثل السمع والبصر ومركز اللغة في الدماغ .

-         سلامة أعضاء النطق ؛ مثل الحنجرة واللسان .

-   الصحة الجسدية ؛ حيث إن الطفل المعافى يكون محبا للاكتشاف ، وهذا يزيد من قدرته على التفاعل مع الاخرين واهتمامه بالأشياء من حوله .

-         نسبة الذكاء ، فكلما كانت درجة ذكائه أعلى كان الطفل أقدر على التعلم .

أما العوامل الخاصة بالبيئة المحيطة فهي ؛

- التوافق الأسري يلعب دورا مهما في رفع المستوى اللغوي للطفل ، إذ إنه يستطيع ان يعبر عن أفكاره بسهولة أكثر ، وهذا مما يؤدي إلى تنمية مداركه العقلية واللغوية . أما في الجو الأسري المتسلط فإن الطفل يخشى التعبير عن أفكاره خوفا من العقاب ، فتظل قدراته التعبيرية محدودة .

- المستوى الاقتصادي وكذلك المستوى الثقافي للأسرة ، كلٌ منهما يساعد على نمو الطفل لغويا بسبب الوعي بخصائص نمو الأطفال ،  والقدرة على توفير الوسائل التعليمية التي تساعد على التعلم .

- برامج الأطفال في الإذاعة المرئية التي يشاهدها ، وسرد القصص والحكايات له من العوامل التي تساعد الطفل على زيادة قاموسه اللغوي .

- المكان الذي ينشأ فيه الطفل ، هل هو البيت أم دار الأيتام ؛ فإن الطفل الذي يعيش في البيت يتعلم الكلام أسرع من زميله الذي يعيش في ملجأ . كذلك أظهرت  بعض الدراسات أن الطفل الأول للأسرة يكون مستواه اللغوي أعلى من أخوته ؛ لأنه يستأثر باهتمام والديه به .

  ونظرا لأهمية تعلم الطفل اللغة فقد اهتم الباحثون والخبراء التربويون بهذه القضية فوضعوا النظريات التي تفسر عملية اكتسابه للّغة ، ومن أشهر هذه النظريات ؛ النظرية اللغوية التي وضعها تشومسكي ونظرية التعلم التي وضعها سكنر .

   وتنبع أهمية اللغة بالنسبة للطفل من أنها :

-   وسيلة للتواصل متعدد الاتجاهات بين الناس في المجتمع ، حيث تستخدم للتعبير عن المشاعر ، وفي تنظيم العلاقات وتدوين المعاملات ، وفي إقناع الآخرين بوجهة النظر ، أو للاستفهام عن شيء مجهول ، كما تستخدم للتوجيه من خلال الأوامر والنواهي .

-         وسيلة من وسائل النمو العقلي للطفل .

-         وسيلة من وسائل التوافق الانفعالي .

-         وهي شرط لتنشئة اجتماعية سوية .

     ونظرا لكل هذه الفوائد فإن اتقان الطفل للغة يعد من الشروط الرئيسة لنجاحه في حياته ، لذلك فقد اهتمت المؤسسة التربوية  بتعليمها في رياض الأطفال ؛ حيث تلجأ المعلمة إلى تعليم الطفل اللغة من خلال ؛

-         اللعب الذي يجلب له المتعة ويثير قابلته للاستماع لزملائه وللتحدث معهم .

-         الوسائل التعليمية المصورة والملموسة السمعية منها والبصرية .

-         تشجيع الطفل على التحدث ، وتوظيف الحوافز لتعزيز قدرته على التحدث .

-         تزويده بتغذية راجعة لصقل ألفاظه وعباراته من خلال الإصغاء للمعلمة ولزملائه من الأطفال الآخرين وتقليدهم .

ومن أجل تحقيق نمو لغوي سليم للطفل فإن على الآباء والأمهات في المنزل والمعلمات في الروضة أن يتأكدوا من سلامة أجهزة السمع والنطق عند الطفل ، فإن هم اكتشفوا أن لديه ضعفا في السمع أو أو صعوبة في النطق ، فإن عليهم أن يسارعوا لعلاجها . وعلى الجميع أن يشجعوا الطفل على التحدث ، وأن يعززوا النجاحات التي يحققها ، وأن يستخدموا لغة سليمة مناسبة في البيت وفي المدرسة وفي الإذاعة المرئية  ؛ لأن لديه قدرة فائقة على اختزان كل ما يسمعه أو يراه .

sawahry@ hotmail.com

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz