مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية التعليم المبكر لتحقيق الإبداع

د. محمود طافش الشقيرات

    يتطلب السباق المحموم بين الأمم الناهضة لتطوير نظامها التربوي أن يستغل الإنسان معظم سنوات عمره في طلب العلم وفي تحديثة وترجمته إلى ممارسات انتاجية ، ومن هنا جاء تأكيد الخبراء التربويين على أن التربية عملية متواصلة تمتد من المهد إلى اللحد .

    وحيث إن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي الأكثر أهمية لبلورة شخصيته ، ولوضع الأسس الراسخة لبناء شخصية قوية واثقة تمكنه من التعلم المثمر والإبداع في مجالاته ، فقد برزت الحاجة إلى إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال ، وبناء مناهج وإستراتيجيات تدريس وتقويم خاصة بها ؛ حيث إن شخصية الطفل في هذه المرحلة تتميز بـ :

-       القدرة على التواصل مع المحيطين به ، ومع سائر الأشياء حوله مما يؤهله للتعلم منها ومنهم .

-       كثرة الأسئلة والاستفسار عن كل شيء يراه أو تطاله يداه .

         ولعل من أبرز العوامل التي أدت إلى وجود هذه الهوة الواسعة في مختلف مجالات الحياة بين العرب وغيرهم من أمم الله  في الشرق والغرب هو أن النظام التربوي الذي يوظفه الناهضون في دور العلم مرن ومتجدد وشامل ، في حين ان النظام التربوي العربي المتبع في العديد من الأقطار العربية ما زال  يهتم بالشكل أكثر من اهتمامه بالجوهر؛ ففي الوقت الذي تحيط فيه دول غربية وشرقية أطفالها برعاية مدرسية ممنهجة وممتدة ابتداء من سن الثانية ، حيث استوعبت رياض الأطفال في بلدان مثل اليابان وفرنسا معظم الأطفال بنسبة تصل إلى 95% ، فإن الغالبية العظمى من أطفال العرب وبنسبة تربو على 84% لم تتح لهم فرصة للتعلم في رياض الأطفال ، وذلك حسب تقرير صادر عن المجلس العربي للطفولة في أواخر سنة 2003م .

    وليس هذا فحسب ، فإن نسبة لا يستهان بها من شباب العرب وشاباتهم ما زالوا يعانون من الأمية الأبجدية التي قد تصل أحيانا في بعض القرى والأرياف إلى 50% ، ناهيك عن الأمية الحضارية التي يعاني منها كثيرون منا رغم حصولهم على شهادات علمية جامعية.

   إن هذه المقارنة بلا شك مؤلمة لنفس كل إنسان عربي مهتم بقضايا أمته ، لذلك فإن من الأهمية بمكان أن نتنبه لأهمية العناية المبكرة بالطفل في تحقيق نتاجات تربوية تامة ومثمرة ، ولنا في  تجارب الأمم والشعوب الناهضة في مجال التعليم المبكر مثل اليابان وفرنسا وألمانيا وروسيا أسوة حسنة ؛ فاليابانيون يتعهدون الطفل بالرعاية منذ نعومة أظفاره ، ويخضعونه لبرامج من شأنها ان تطبعه بطابع الجد والاجتهاد في سبيل التفوق والإبداع ، كما تربيه على الولاء للأمة وللوطن و على حب النظام واحترام الرأي الاخر ، وقد أثمرت هذه العناية المركزة بأن حصل أطفال اليابان في أكثر من اختبار دولي على متوسط ذكاء يربو على متوسط ذكاء أطفال العالم قاطبة . وفي فرنسا وألمانيا وضع القائمون على التربية والتعليم قانونا يضمن الحق لكل طفل في أن يحصل على مكان فيرياض الأطفال الحكومية ، وفي حال وجود نقص في المقاعد ، وهذا امر نادر ، فإن الأولوية تعطى للأطفال الفقراء .

       ومن الفوائد التي يجنيها الطفل من خلال وجوده في الروضة :

-       تنظيم وتصريف طاقاته وتوجيهها لتحقيق أغراض تربوية .

-       إثراء خبراته وتهذيبها من خلال الأنشطة التي يمارسها .

-       البدء بتدريب الطفل على تذوق الموسيقا والآداب والفنون من خلال العزف والرسم بالألوان والأناشيد والاستماع إلى القصص .

-       تهيئة الطفل للحياة الاجتماعية القائمة على التعاون وعلى احترام الطرف الآخر .

-       تدريب الطفل على :

أ- حسن الإصغاء للآخرين .

ب – طرح الأسئلة .

ج - الاعتماد على النفس

د- التفكير المنطقي ليجنى ثمار الألعاب التي يقوم بها في الروضة  .

هـ - الاهتمام بالكتاب والمحافظة عليه .

     ومما يدعو إلى التفاؤل هو أن القائمين على التربية والتعليم في بعض الدول العربية قد أدركوا مؤخرا الدور المهم الذي يلعبه التعليم المبكر في بناء شخصية الطفل من جميع الجوانب المكونة لها جسميا وعقليا ووجدانيا ومهاريا ؛ فتأسست في عدد من الأقطار العربية  جمعيات ومجالس لرعاية الطفولة ، ومن أوائل الدول العربية التي أنشأت هذه الجمعيات والمجالس ؛ الأردن وقطر والكويت ومصر . وتتطلع وزارة التربية والتعليم في بلدنا لجعل التعليم في رياض الأطفال من مراحل التعليم الأساسية ، وهذا مؤشرإيجابي وبشير خير  .

sawahry@hotmail.com

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz