كيف تكون إنساناً محبوباً ومؤثراً.

د. محمود طافش الشقيرات

      كثيراً ما نسمع أو نقرأ أن فلاناً من الناس ذوشخصية جذابة ؛ كلمته مسموعة ورأيه مقبول، ذو تأثير إيجابي في سلوك الناس ، وفي تطور المجتمع ,فيلقى الاحترام والقبول من الآخرين . فكيف السبيل لبلوغ هذه الغاية ؟

   هذا موضوع واسع ومتشعب  يصعب الإحاطة به بمقال ، لكن بوجه عام  يمكن الإشارة إلى أبرز المحاور التي يمكن أن تصلح لأن تكون أفكارا رئيسة له .

     وبادئ ذي بدء لابد أن نتفق على أنً الشخصية هي ، كما يرى العديد من علماء النفس هي " مجموعة من السمات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر علاقات الشخص بغيره من الناس فتميزه عنهم : والسمات المميزة للشخصية المحبوبة يمكن تربيتها بحيث يوصف الفرد المحبوب بأنه :

أ‌-      باسم الثغر قادرعلى توظيف الذكاء العاطفي لاستمالة الآخرين, فينصتوا لما يقول بانتباه .

    ب - قادرعلى توظيف الأدلة العلمية والوجدانية ليعزز ما يطرح من آراء و حقائق .

    ج- صالح  لأن يكون نموذجاً يقتدي به الآخرون .

      وهذه الأهداف لا تتحقق إلا عبر حزمة من الإجراءات  والمميزات  من أبرزها:

1-الثقافة الواسعة؛ بحيث يكون المرء قادراً على التفكير العلمي وعلى الإجابة الدقيقة المتوازنة  عن كل سؤال يوجه إليه بطريقة علمية مسلسلة مدعومة بالحجج والبراهين التي  تدحض الشبهات وتفند المفاهيم الخطأ0

2-الأسلوب الشائق المدعوم بالفطنة وبالمنطق الهادئ المتزن المحرر من الهوى والتوتر, ومن الأساليب التعبيرية التي تلقى القبول من الآخرين :

أ- المقارنة بين الضدين, فيبدو الخطأ أكثر وضوحاً إذا ما قورن بغيره من الأعمال الصائبة , فتبدو للمستمع مضار الخطأ ومحاسن الصواب, فيقبل عليه ويختاره,فتسكن إليه نفسه .

ب- الإثبات وتوضيح الأمر لمن يجهله, وهذا الأسلوب يتطلب فطنة ورجاجة عقل تساعد المتحدث على الإقناع .

ج-التركيز على الجوهر وتحاشي القضايا الهامشية,التي تشتت انتباه المستمعين فينصرفوا عن المتحدث0

د-التلميح دون التصريح عند حصول الخطأ ,وعدم التشهير بالمخطئ ولومه وتقريعه, وإنما يتم معالجة الخطأ بهدوء وفي منأى عن التجريح0

هـ-الرفق ورحابة الصدروالعفو عن المخطىء ، وعدم الانفعال مهما تمادى الطرف الآخر في غضبه .

و-الجرأة الحكيمة الواعية والثبات الراسخ على الحق0

ز- تنويع الأساليب أثناء التحدث والمراوحة بين الخبر والإنشاء لتشويق السامع واجتذابه لمواصلة الإصغاء وتوظيف الأمثال والقصص في الحديث0

ط-البذل والعطاء؛ حيث إن النفوس قد جبلت على حب من أحسن إليها .

       ومن العوامل الأخرى التي تجعل الإنسان محبوباً في مجتمعه: الخلق الكريم،والعدل في المعاملة،والسخاء في العطاء ، و الإصغاء للمتحدث، والصدق في الحديث ، ومناداة الشخص بأحب الأسماء إليه، واحترام العادات والتقاليد في المجتمع،ومشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم0

      فإذا استطاع الواحد منا أن يتصف بهذه الصفات فلاشك أنه سيلقى القبول من الآخرين، وسيقبلون عليه ولن يكون مرفوضاً من أحد يمكن أن يوصف بأنه سوي .