أهمية مختبر الروبوت في التعليم  

محمود طافش

  تمخض التطور الحاصل في الفكر التربوي خلال القرن المنصرم عن مجموعة من النتائج الملموسة منها أن دور المعلم قد تغيّر من كونه مصدراً  للمعلومات يتمركز حوله التعليم إلى كونه قائداً وموجهاً ، كما تغيّر دور الطالب من متلقي إلى باحث عن المعلومة والخبرة من خلال الأنشطة العملية والتجريب والبحث والاستقصاء . مما استدعى وجود مناهج وأساليب تدريس حديثة تساعد على التعلم الذاتي ، أو العمل ضمن فريق لتحقيق أهداف يحددونها ويحققونها بأنفسهم تحت إشراف المعلم ومساعدته .

إن هذه النقلة الكبيرة تتطلب حصول الطلبة والمعلمين على مهارات جديدة تمكنهم من توظيف التقنيات الحديثة وعلى رأسها جهاز الحاسوب في التعليم .

ويُعد الروبوت من الأدوات التي تستخدم في تنفيذ المهمات الصعبة ، فهو يقوم بأعمال كان تنفيذها يُعدّ في الماضي من المستحيلات ، وقد أحرز هذا الجهاز انتشاراً سريعاً وواسعاً في مجال التعليم في كثير من بلدان العالم .

ويستطيع طالب أو فريق من الطلبة تصميم وتركيب جهاز ريبوت مستنداً على مبادئ أساسية في العلوم ، وهذا النشاط يفتح أمام الطلبة آفاقاً واسعة للتفكير والتصميم والتنفيذ مستنداً على مبادئ تعلمها وأُخرى يحتاج إليها .

لقد تمَّ اعتماد تعليم الروبوت في المدارس في العديد من أقطار العالم ، فصادف قبولاً وإقبالاً واسعاً من المعلمين والمتعلمين وأولياء الأمور لعدة أسباب أهمها :

ـ أن الروبوت يفتح أمام الطالب مجالاً واسعاً للتعلم الذاتي .

ـ يتيح للطالب فرصة العمل اليدوي .

ـ يتطلب قيام الطالب بالعديد من التجارب لتحقيق النجاح .

ـ يدرب الطالب على استراتيجية حل المشكلات .

ـ يدرب الطالب على التواصل مع الآخرين من خلال العمل التعاوني مع فريق.

ويتطلب تدريب الطلبة على التعلم الذاتي في هذا المجال :

ـ إيجاد مختبر للروبوت وتزويده بمجموعة من الحقائب التدريبية ، والبرامج الخاصة والتي تمكن الطلبة من تصميم وبرمجة وتشغيل الروبوت .

ـ توفير مناهج خاصة تمكن المعلمين من تسخير الروبوت في تعليم الرياضيات والفيزياء والعلوم والتكنولوجيا .

ـ تخطيط برامج وعمل ورش عمل لتدريب المعلمين والطلبة على العمل في هذا المجال ، يتم خلالها تسليحهم بالقدرة على :

أ ـ تصميم الروبوت .

ب ـ توظيف لغة برمجة تمكن الطالب من كتابة البرنامج وتنفيذه عملياً .

جـ ـ تحقيق الربط بين علوم الروبوت وغيرها عملياً .

د ـ تنفيذ التصميم الذي تمَّ إعداده واختبار مدى إمكانية توظيفه بصورة عملية .

وهكذا فإن تنفيذ المشروع يتم في المختبر على أربعة مراحل هي : التصميم ، البرمجة ، التحميل ، التشغيل .

ويهدف مختبر الروبوت لتحقيق مجموعة قيمة من الأهداف التربوية ذات المستوى العالي للمعلمين وللطلبة على حدٍ سواء ، من أبرزها :

ـ إيجاد بيئة عمل قائمة على المنهجية العلمية وتشجع على التفكير الإبداعي والابتكار .

ـ توفير اللوازم التي يتطلبها التنفيذ العملي للمشروع .

ـ التدريب العملي للمعلمين والمتعلمين لإيجاد فريق من العلماء والمخترعين .

ـ تطوير مهارات التفكير المنطقي والإبداعي .

ـ تطوير استراتيجيات تدريس العلوم والفيزياء والرياضيات .

ـ تمكين الطالب من التعامل مع مشكلاته الحياتية وحلها بأساليب علمية وعملية.

ـ تطوير استراتيجية التعلم من خلال العمل .

ـ تدريب الطلبة على العمل التعاوني بروح الفريق الواحد .

ـ تعزيز ثقة الطالب بنفسه .

ـ تدريب الطالب على عمليات البحث العلمي من خلال : جمع المعلومات وتحليلها .

ـ تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطالب .

فإذا استطاعت المدرسة توفير مختبر للريبوت ، وتزويده بكل متطلبات العمل الإبداعي ، وإذا ما قامت بتدريب المعلمين على الاستفادة منه ، فإنها تكون بذلك قادرة على مواكبة النهضة التربوية التي تتمتع بثمارها مدارس التفكير الإبداعي في البلدان المتقدمة كاليابان وغيرها .

Sawahry @ hotmail .com

www.tafesh.5u.com