كيف تتعاملين مع طفلك العنيد .

د. محمود طافش الشقيرات

  يعتبر العناد من المظاهرالسلوكية التي تلاحظ لدى العديد من الأطفال ، ويتمثل ذلك في رفض الطفل للأوامر التي توجه إليه ، وفي إصراره على الموقف الذي يتخذه،  وهو ظاهرة نفسية يوظفها الطفل لتحقيق حاجة في نفسه . وقد يأتي العناد على هيئة اضطرابات سلوكية تتمثل في مشاكسة الآخرين ومعارضتهم ومخالفة أوامرهم  .فما الأسباب الكامنة وراء مظاهرهذا السلوك ؟ وكيف يمكن تخفيف حدتها ؟

    يظهر العناد بصورة جلية بين أفراد الأسر التي تفرض قوانينها على أطفالها يصرامة  دون السماح لهم بإبداء الرأي ، أو بين الأسر التي تولي أطفالها عناية زائدة وتبالغ في تدليلهم ، فيلجأ الطفل إلى العناد ليلفت الأنظار لنفسه ، أو رغبة منه في التحرر من القيود المفروضة عليه من الكبار في أسرته .

    وفي كثير من الحالات يتخلى الطفل عن عناده عندما يقتنع بعدم جدواه ، وأن الجنوح إلى الحوار هو الأجدى له لتحقيق تطلعاته ورغباته ، وعلى وجه الخصوص إذا كان الوالدان يتسمان بالوعي ، ويعاملان طفلهما بحنان وعلى بصيرة .

   وقد تكون ظاهرة العناد عابرة تزول بنمو الطفل وزيادة وعيه ،  لكن إذا تكررت وطال أمدها ، وأصبحت عادة ثابتة لديه فإنه من المفيد اللجوء إلى إستشارة الإختصاصي الاجتماعي ، أما إن كان العناد ناشئا عن خلل في وظائف الدماغ فإن إستشارة الطبيب آنذاك تكون أمرا واجبا .

        وغالبا يظهر العناد لدى الطفل بعد سن الثانية ، وينشأ عن عدة مسببات من أبرزها  :

-       شعور الطفل بالرغبة في الاستقلالية وإظهار الشخصية .

-       جلب انتباه الآخرين لقدراته بهدف الحصول منهم على الثناء أو العطف .

-       نمو خياليه ورغبته في تحقيق تصوراته .

-       شعور الطفل بإهمال الأهل له .

-       محاولة قمع الكبار لما يقوم به الطفل ، والمبالغة في تقييد حركاته .

-   توجيه الأوامر الصارمة الصعبة التحقيق دون محاولة إقناعه بجدواها ،كأن تحاول الأم إجباره على تناول طعام لا يحبه ، أو إجباره على ارتداء لباس لا يعجبه .

-       الاقتداء بواحد من والديه أو أخواته إذا كان سلوكه يتسم بالعناد .

-       محاولة الطفل تاكيد ذاته في مرحلة من مراحل عمره .

-       محاولة الطفل التخلص من معاناته أو من شعوره بالتقصير أو بالذنب  فيلجأ إلى العناد لتصحيح واقعه .

-       إظهار عدم الرضا عن تدخل الكبار في شؤونه .

-       الغيرة من أخيه الأكبر ليشعر والديه بأن حقه منتقص .

-       ضعف التواصل العاطفي بين الوالدين .

-       وجود خصومات واصطرابات في علاقات الأب والأم مما يجعل الطفل يشعر بعدم الاطمئنان .

-       التباين في معاملة الأب والأم له ، وعدم اتفاقهما على معيار واحد للحكم على ممارساته ، فهذا يراها صائبة وتلك تراها خطأ ، فيحتار الطفل بين هذا وتلك ، ولا يدري أيهما يطيع ، فيلجأ إلى العصيان .

   أما عن وسائل العلاج فإن أصحاب الاختصاص ينصحون الأمهات باللجوء إلى الأساليب الأتية لتحرير الطفل من عناده المذموم :

-       عدم قمع رغبات الطفل أو إرغامه على عمل شيء لا يريده .

-       عدم إعطاء أوامر عديدة في نفس الوقت .

-       توجيه الأمر بلطف ومعاملة الطفل بحب وحنان .

-       استدراج الطفل ليتخلى عن عناده من خلال التلويح له بشيء يحبه ومكافأته على كل استجابة إيجابية  تصدر عنه .

-       الإصغاء إليه واللجوء إلى الحوار المقنع معه دون تأجيل ؛ لأن التأجيل قد يشعر الطفل بأنه قد حقق انتصارا فيتمادى في عناده .

-       عدم التضييق على الطفل وتقييد حركاته ، بل إعطاؤه حرية التصرف مع المراقبة والتوجيه ، وعدم إلقاء الأوامر إليه بطريقه تعجيزية ، ولتكن طلبات الأهل منه واقعية يستطيع تنفيذها .

-       عدم اللجوء إلى التوبيخ أو الضرب أو نعت الطفل بالعناد لأن ذلك قد يزيده عنادا .

-       إفهام الطفل أن ما يطلب منه هو واجب عليه القيام به ، وإن قصّر فإنه سيحرم من الحصول على شيء يحبه .

-       تدريبه على طاعة الوالدين لأن في ذلك رضى الله سبحانه وتعالى  ، وأن في تنفيذه للأوامر مصلحت للأسرة التي هو عضو فيها .

-       عدم تلبية مطالب الطفل التي يلح عليها قبل أن ينفذ ما يطلب منه .

-       تدريبه على طلب الأشياء بهدوء ودون اللجاء إلى البكاء أو العناد .

-       التحلي بالصبر وبالحكمة وتجريب مختلف الأساليب بالتي هي أحسن .

    وبوجه عام فليس كل عناد يصدر عن الطفل يكون مذموما يتطلب متابعة إلا إذا كان سيترتب عليه إلحاق الأذي بنفسه أو بالأشياء من حوله ، أما العناد المتمثل في إصرار الطفل على تخطي الفشل وتحقيق النجاح فيما يقوم به من عمل فإنه يستحق التعزيز ؛ لأنه يساعده على تنمية ثقتة بنفسه وعلى بناء شخصيته على أسس سليمة .

.

sawary@  hotmail .com

www.tafesh.ucoz.com