مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

كيف يساعد المعلم الطلبة على التذكر .

محمود طافش الشقيرات

  يشكو العديد من الطلبة بأنهم في كثير من الأحيان ينسون ما يتعلمونه في المدرسة ، ويتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء هذا النسيان؟ وما هي الإجراءات التي يمكن أن تساعدهم على التذكر ؟

   يرى علماء النفس أن عملية التعلم ترتبط بالعديد من العمليات العقلية مثل : التذكر والنسيان ، الإدراك والانتباه ، تداعي المعاني ، التصور والتخيل ، الاستدلال ، الاستنباط ، والاستقراء .

     ويعرف التذكر على أنه :  قدرة المتعلم على استرجاع معلومة قرأها أو سمعها ، أو التعرف على رسم أو شيء رآه من قبل ، وهكذا فإن للتذكر أداتين هما الاسترجاع والتعرف ، وبينهما فرق ؛ إذ أن الاسترجاع هو تذكر شيء غير مرئي ،كتذكر حكمة أو طرفة، في حين أن التعرف  يكون لشيء ملموس ؛ عند رؤيته مرة ثانية ؛ كالتعرف على شيء كان مفقودا فوُجد أو كان غائبا فحضر .

   ويعتمد التذكر على عدة أمور منها :

-  مقدار التعلم أو المادة الدراسية المطلوب تذكرها ؛ فكلما كانت المادة قليلة كلما سهل على المتعلم حفظها وتذكرها .

-       كيفية التعلم ،فإن التطبيق العملي والممارسة والمشاركة تجعل التعلم يبقى مدة أطول .

-       الوقت ، فكلما كان الوقت بين التعلم والاختبار أقصر كلما كانت إمكانية التذكر أفضل .

-       الانتباه يزيد من قدرة الطالب على التذكر ،ومشاركة أكثر من حاسة في التعلم يساعد على تقوية الذاكرة .

-       الذكاء ؛ حيث إن الأطفال الأكثر ذكاء هم الأقدر على الاحتفاظ بالمعلومات وبالخبرات لوقت أطول .

-  درجة فهم المتعلم لموضوع الدرس ، فكلما كان الفهم أكثر كلما كان التذكر أسرع .كما أن تنظيم الأفكار يساعد على تذكرها .

-  عرض الأفكار أو الخبرات بأساليب مشوقة يثير قابلية الطالب للتعلم ، ويجعل المعلومات أكثر رسوخا ، وأطول بقاء .وتتبوأ الحوافز المعنوية والمادية دورا مهما في هذا الصدد ، وعلى العكس من ذلك فإن التسلط التربوي والخوف والقلق أمور تجعل المعلومات والخبرات أقل ثباتا .

-       الخبرات السارة يكون تذكرها أفضل من الخبرات المحزنة .

-       استخدام المعلومات القديمة في مواقف جديدة يجعلها سهلة التذكر .

-       رغبة المتعلم في التعلم تجعله أكثر قدرة على التذكر .

-       كثرة مذاكرة الدروس تجعل التعلم أكثر ثباتا .

-  المشاهدة ؛ تساعد على التذكر ، فإن الطالب الذي يشاهد تجربة عملية يكون تذكرها أكثر من تذكر طالب قرأ عنها ، ولو قام بها بنفسه فإن تذكرها سيكون أفضل ؛ فإن الخبرة التي يمر بها تزيد من قدرته على التذكر .

-       تنظيم الجزاء وجعلها وحدة واحدة يساعد على تذكرها ؛

-       تشخيص المعنويات يساعد على تذكرها .

   وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد الطالب على التذكر :

-       الترويح عن خلايا التذكر بالراحة والنوم الكافي .

-       تنظيم الأولويات والاهتمامات والابتعاد عن المشكلات التي تشتت الانتباه ، وتسبب القلق والتوتر .

-       تحاشي المأكولات الغنية بالمواد الدهنية .

-       اجتناب المواد الكيماوية مثل الأدوية المنبهة أو المنومة .

-       تناول الفواكه الغنية بالفيتامينات .

-       المذاكرة المستمرة .

    أما النسيان فهو ضد التذكر ،وهناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير أسبابه .من أشهرها :

1 – نظرية الضمور ؛ وهذه ترجع سبب النسيان إلى ضعف الذاكرة مع مرور الزمن .

2 – نظرية التداخل ؛ حيث إن كثرة الأعباء الحركية والأعباء الذهنية ، وانشغال الفكر بأشياء أخرى تسبب النسيان .

3 – نظرية الكبت ؛ حيث أثبتت الدراسات أن الإنسان يميل لنسيان الخبرات غير السارة التي تسبب له ألما .

 لكن التربيون وعلماء النفس يردون ظاهرة النسيان إلى الأسباب الآتية :

- عدم التركيز وقلة الانتباه ، وكثرة اللهو أثناء الموقف الصفي .

- انشغال الفكر بأشياء عديدة .

- الإرهاق الذهني وقلة النوم .

- الخوف والقلق والتشاؤم .

- فقر الدم ونقص الحديد .

  والحقيقة أن للمعلم دورا كبيرا في وجود مشكلة نسيان التعلم  لدى طلبته ، فكيف يمكنه أن يساعدهم على التخلص منها ؟ وما هي الأساليب التي تجعل الطلبة يتذكر ما يسأل عنه ؟

   إن سلوك المعلم في غرفة الصف وإستراتيجيات التدريس التي يوظفها في عمله هي التي تلعب الدور الأكبر في هذا الصدد ؛فقد تمخض التفجر المعرفي الهائل الذي نشهده في هذه الأيام عن علوم من شأنها أن تساعد المعلم على القيام بدوره بصورة ممتازة ، ومن هذه العلوم علم أصول التربية ، علم النفس التربوي ، المناهج الحديثة ، التقنيات المتطورة ، إستراتيجيات التدريس الحديثة ، إستراتيجيات التقويم الواقعي ، الإدارة المدرسية التعاونية ، الإشراف التربوي الديمقراطي التعاوني . وبناء عليه فإنه لم يعد كافيا للمعلم أن يكون متمكنا من مادته الدراسية ، رغم أهمية هذا التمكن ، وإنما يتطلب تميزه في عمله أن يكون عالما بتلك العلوم ، ومتدربا على المهارات المنبثقة عنها ، وذلك لكي يكون قادرا على تنفيذ وقيادة تفاعل صفي ناجح ، وهذا يتطلب منه :

1-  وضع خطة درسية متكاملة وشاملة يحدد فيها الأهداف السلوكية أو النتاجات الخاصة لمحتوى المادة الدراسية ، وإستراتيجيات التدريس التي سيوظفها ، والتقنيات الحديثة التي سيستعين بها ، وكذلك إستراتيجيات التقويم وأدواته التي تمكنه من تنفيذ موقف صفي ناجح .

      وهذا يتطلب :

أ – التفكير بتهيئة حافزة مناسبة .

ب – تحديد مشكلة الدراسة ، وإبراز الأفكار الرئيسة في المحتوي .

ج – توظيف وسائل التعزيز المختلفة .

هـ - العدل والهدوء واجتناب الغضب والتهديد والتوبيخ .

و – فرض شخصيته على المتعلمين . وبناء صدقات معهم قائمة على المحبة والاحترام المتبادل .

ز – تنويع إستراتيجيات التدريس المباشر والعملي وتعليم التفكير والقيم .

تحقيق الربط بين أفرع مادة التخصص من جهة ومادة التخصص والمواد الأخرى من جهة ثانية .

ح – الإلمام بخصائص نمو الطلبة في مرحلتي الطفولة والمراهقة .

ط- الإلمام بالأسس التي يتم بموجبها اكتساب العادات المحمودة ، والمهارات المفيدة الحسية منها والعقلية والاجتماعية وتكرارها لترسيخها .

ي – إدراك أهمية التدريب والتطبيق والممارسة العملية في الموقف الصفي . وهذه الممارسة العملية تفيد في :

- ثبوت أثر التعلم وبقائه .

- تنمية أساليب المتعلم في التفكير .

- تدريب المتعلم على المهارات العملية .

- اكتساب القيم السامية والعادات المحمودة .

   فإذا استطاع المعلم أن ينهض بكل هذه المهام ، وخصوصا تلك التي يكون محورها المتعلم ، فإنه بالتأكيد سيتمكم من تزويد طلبته بمعرف ومهارات وقيم تدوم طويلا ، وبالتالي فإنه سيتم إحداث تغيير محمود في سلوكهم ، وفي طرائق تفكيرهم .


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz