مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

الثقة بالنفس ...وأساليب تنميتها

د. محمود طافش الشقيرات

 

   تعد الثقة بالنفس من أهم العوامل التي تمكن الإنسان من تحقيق النجاح في حياته ؛ لأنها تهبه القوة والقدرة على التركيز للوصول إلى النتائج المطلوبة بثبات ، وتتكاتف جهود الأسرة والمدرسة لتشكيل شخصية الطفل ؛ بحيث ينشأ واثقا بنفسه ، ومعتمدا على قدراته في إنجاز مهامه  ، وهذا يتطلب وجود الطفل في بيئات أسرية ومدرسية واعية ، والأسرة المستنيرة تهيء الأجواءالملائمة لأطفالها  لكي يتربوا متحررين من أحاسيس الخوف والقلق والتردد ، وذلك بتوفير جو من الاستقرار النفسي المتولد عن عواطف الأمومة والأبوة المشحونة بالحب والحنان ، والمغلفة بالهدوء والطمأنينة والخالية من مختلف أساليب التسلط التربوي .

   غير أن بعض الأطفال ينشأون في بيئات غير متوازنة ومضطربة بالمشاحنات والخصومات بين الوالدين مما يورثهم قلقا يتمخض عنه ضعف في شخصياتهم ، وعدم ثقتهم بأنفسهم . فما المقصود بالثقة بالنفس ؟ وكيف السبيل لتنميتها وتطويرها ؟

   يرى العديد من علماء النفس أن القوة النفسية وقوة الشخصية لا تمثل تعريفا علميا لموضوع بعينه ؛ فإن هذه الاصطلاحات تستخدم للتعبير عن قدرة الفرد على الثبات الانفعالي والضبط الذاتي وتوكيد الذات ، كما أنها تعكس أخلاق وعادات الفرد أثناء التعامل مع الضغوط والآزمات ، وكذلك قدرته على الحلم وكظم الغيظ ، وعدم الاهتمام بصغائر الأمور .

   غير ان آخرين يرون أن الثقة بالنفس هي " إحساس المرء بقيمة نفسه مما يؤهله لإنجاز أعماله دون خوف أو قلق او توتر ، وهي تنبع من ذات الإنسان دون التأثر بملاحظات وتعليقات ومواقف الآخرين . أو أنها تتمثل في " حسن إعتداد المرء بنفسه واعتباره لذاته وقدراته دون إفراط أو تفريط ."

   والثقة بالنفس سمة مكتسبة من البيئة المحيطة ، ويمكن تنميتها وتطويرها – كما يرى الدكتور رامز طه - من خلال :

-       أخذ الأمور ببساطة دون تهويل أو مبالغة .

-       التحرر من كافة مظاهر الخوف والتردد ؛ لأن النجاح يحصل بالعمل الجاد والمثابرة عليه .

-       التحرر من الأفكار الانهزامية التي تسبب القلق والتوتر والخوف .

وكذلك فإن :

-   الحوار مع الذات والتفكير الصامت والاسترخاء من العوامل التي من شأنها أن تحقق للفرد الهدوء والتركيز ، وأن تولد في نفسه قوة تمكنه من تجاوز الفشل والاستمرار في المحاولة .

-   تدريب النفس على الهدوء في المواقف الحرجة ، وعدم الاستسلام للضعف واليأس مهما كانت الصعوبات ؛ والاقتداء بأصحاب العاهات الذين انتصروا عليها مثل " هيلين كيلر " التي تغلبت على عاهاتها وأبدعت في حياتها وشعارها في ذلك " لو خلا العالم من البهجة والسعادة ما كنا لنتعلم الشجاعة والصبر "

-   تحديد الهدف من الحياة بدقة ووضوح من شأنه أن يجعل لها معنى ، والتسليم بأن كل هدف واقعي يمكن تحقيقه بالجد والمثابرة وعدم استعجال النتائج .

-   عدم وضع اللوم على الآخرين أو نقدهم أو إلقاء التبعات عليهم ؛ لأن ذلك من مظاهر الضعف ، وبدل من ذلك فإن على الإنسان أن يتحمل المسئولية بثبات وعزم دون فقد التوازن .

-   عدم طلب الأمور المستحيلة ، أو طلب الكمال في كل شيء فإن هذا الطلب من شأنه أن يسبب للإنسان الاضطراب ، وإنما يبغي التعامل مع الأهداف الواقعية التي يمكن تحقيقها .

-   عدم الالتفات إلى هموم الماضي أو الالتفاف بعباءته ، وإنما ينبغي النظر إلى المستقبل الباسم الذي ينتظر المجتهدين .

-       توظيف التفكير الإيجابي ، وطرد التفكير السلبي أو الخرافي .

-   الاستفادة من الأخطاء والفشل المتكرر للوصول إلى نتيجة مرضية ، وعدم اليأس ؛ لأن في ذلك التسليم بالهزيمة ، وكما قال روزفلت فإن: " الفشل أمر سيء ولكن الأسوأ منه ألا تحاول النجاح أبدا ."

-   عدم تهويل الأمور وتضخيم النقائص ، أو التأثر بإحباطات الآخرين .والمراجعة المستمرة لمواضع القوة في النفس وللنجاحات التي تحققت والاستمتاع بها ؛ لأن في ذلك شحن للطاقات وشحذ للهمم .

-       احترام النفس وتقدير إمكاناتها والنظر إليها بإيجابية ، وعدم احتقارها  أواللجوء إلى جلد الذات.

-       عدم الاستسلام للعجز ، ولعدم القدرة على عمل شيء ذي بال.

-   التسلح بالقيم لأن من شأنها أن تعمل على زيادة الثقة بالنفس ، وقد كان الفيلسوف الإنجليزي " هوبس " يفسر قوة الشخصية بأنها " كل خلق حميد ، فالصبر قوة وكذلك الحلم والشجاعة والعدل والعفة .

 

     ويرى يحي السحيمي أنه من المفيد :

 -الاهتمام بالصحة وباللياقة البدنية .

- التزود بالعلم وبالمعرفة وبكل ما يحتاج إليه المرء لتحقيق أهدافه .

- تكوين علاقات جديدة مع ذوي النفوس العالية .

- تقبل الثناء وعلامات القبول من الآخرين .

     كما أن علماء النفس ينصحون كل فرد يرغب في تقوية نفسه أن يخاطبها باستمرار قائلا لها :

-   إن إرادتي لن تضعف ، وعزيمتي لن تفتر ، ولو تكرر الفشل ، لا يوجد مشكلة ليس لها حل ، وسوف أحل كل مشاكلي بالصبر والمثابرة والاتزان والتعقل ؛ فإن الجد والمثابرة والصبر هي التي تصنع الأعمال العظيمة ، وقد كان ألبرت أينشتاين يقول : " أنا أفكر لشهور وسنين ، وبعد تسع وتسعين محاولة أصل إلى نتيجة خطأ ، غير أني في المرة المئة أصل إلى النتيجة الصحيحة ."

  وأخيرا فإن الإبتسامة الدائمة في الظروف الصعبة هي مظهر من مظاهر قوة الشخصية ، وكذلك فإن المبادرة بالأعمال ، والمسارعة للوقوف في الصفوف الأولى من سمات الأفراد القياديين ذوي الشخصيات القوية الواثقين بأنفسهم .

sawahry@hotmail.com

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz