مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

كيف نقي أبناءنا من شرور المخدرات

محمود طافش الشقيرات

        يتبوأ الأبناء مكانة مهمة في المجتمع ؛ فهم عماد مستقبل الأمة ، وحماة الوطن وبناة حضارته ؛ لذلك فإن الحكومات الرشيدة تعمل كل ما في وسعها لتأهيلهم ولتسليحهم بالقيم من أجل إعدادهم لحياة كريمة ، وبالمقابل فإن أعداء الأمة يتربصون بهؤلاء الأبناء الدوائر ، ويعملون دائبين على إفسادهم مستعينين بعملائهم المجندين لتحقيق أغراضهم الخبيثة ، ويضعون المخططات لتجهيلهم وتدميرهم بكافة الوسائل , ومن أكثر هذه الوسائل خطورة المخدرات ؛ وهي سموم يتناولها المراهق المغرر به بحثا عن سعادة موهومة ، فتدمر عقله وتنهك جسده ، وتذره إنسانا عاطلا لا يقوى على العمل ، ولا مستقبل له . وهي من المشكلات الاجتماعية التي باتت تؤرق المسئولين الحريصين على سلامة عقول النشء من الدمار ، فشرعوا العقوبات الصارمة ضد تجار المخدرات ، والتي تصل في كثير من الأحيان إلى حد الإعدام شنقا ، أو بحد السيف .

    وتعد مشكلة تعاطي المخدرات من أهم المشكلات التي تسبب خطراً بالغاً يهدد المجتمع ؛ فالمخدرات وأخواتها  من العقاقير المخدرة تسبب مخاطر ومشكلات عديدة في جميع أنحاء العالم ، وتكلف البشرية خسائر تربو على ما تفقده في فترات الحروب المدمرة ؛ حيث إن مضارها وآثارها المخربة تهدد جميع فئات الشعب ، غير أن شرها المستطير يحيق بالأبناء ، فينعكس تعاطيهم للمخدرات سلبا على الخطط التنموية والاجتماعية والاقتصادية .

      وتفيد الدراسات التي أجريت في السعودية ( المرواني 1998) حول هذه القضية أن 42% من ضحايا المخدرات قد بدؤوا في تعاطيها عندما كانت أعمارهم تتراوح ما بين  (16_20) عاماً . فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة ؟ وكيف يمكن اجتناب الوقوع فيها ؟

أسباب تعاطي المخدرات :

     يكون المراهق صيداً سهلاً للمخدرات إذا تعرض لواحد أو أكثر من العوامل والمؤثرات الآتية:

ـ التدليل وكثرة المال , حيث إن بعض الآباء يغرقون أبناءهم بالمال مدفوعين بحبهم لأبنائهم أو رغبة منهم في التفاخر على أقرانهم ,وعندما يجد الشاب مالاً زائداً بين يديه يكثر حوله الأصدقاء ، ومنهم المنحرفون الذين يدلون هذا الشاب على منابع الشهوات الضارة ومنها المخدرات .

ـ إهمال الإشراف على الأبناء بسبب الانشغال في العمل أو كثرة السفر ، مما يؤدي إلى انحرافهم فينجرفون مع رفاق السوء الذين قد يكون منهم الخادم في البيت .

ـ رفاق السوء, فقد دلت دراسة قام بها نايف المرواني أن 35% من المدمنين على المخدرات سقطوا في شباكها بسبب مجاملاتهم لأصدقائهم في حين أشار 23% من أفراد العينة إلى أن غواية أصدقاء السوء هي سبب تورطهم ، في حين أشار15% إلى أن الرغبة في تقليد الآخرين هي سبب هذا الشر المسيطر الذي ألمَ بهم.

ـ السفر إلى خارج البلاد حيث تكثر الممارسات الجنسية الضارة , وينتشر الإدمان فيجد المراهق الشهوات مباحة حيثما حل ؛ في الفندق وفي المطعم وفي الجامعة ، فيسهل عليه الحصول عليها لتجريبها وبالتالي الوقوع بين براثنها.

ـ كثرة أوقات الفراغ حيث لا يجد العاطلون عن العمل ما يشغلون به أوقات فراغهم  ويواجهون به سأمهم إلا بالبحث عن المتع ، والتي تكون في كثير من الحالات ضارة . ويرى الباحثون وعلماء النفس من أمثال جون إدي أن أوقات الفراغ تسبب للشاب قلقاً واضطراباً في السلوك ؛ بسبب عدم القدرة على تصريف الطاقة الزائدة بطرق سليمة .

ـ ضعف الوازع الديني والخلقي حيث يتجرد الشاب من الروابط القيمة التي تملي عليه تصرفات محسوبة ، ويتمرد على الأوامر والنواهي التي يرى أنها تحد من حريته .

الآثار الصحية للمخدرات :

     تصيب المخدرات عقل الشاب المدمن  وجسمه بكثير من العلل والأمراض ، كما أن طرق تعاطيها تؤدي هي الأخرى إلى أمراض وخيمة ،  وأضرارها الصحية لا تحصى غير أن أشدها فتكا في جسم الفتى :

أولاً : الأمراض العصبية مثل : عدم القدرة على التحكم في الجهاز العصبي ، نوبات الصرع والهياج والهلوسة ، والرعشة التي تصيب ساقيه ويديه ، فلا يقوى على التوازن ، ولا على محاورة الآخرين .

ثانياً : الأمراض النفسية ؛ مثل:  ضعف الذاكرة ، والقلق ، والاكتئاب النفسي .

ثالثاً : العلل الجسمية مثل : التهاب الكبد الوبائي ، ارتفاع ضغط الدم ، التسمم الحاد ،ضيق التنفس ، الشلل ، الغرغرينا ، جلطات الرئة ، السكتة القلبية ، السرطان ، وفي بعض الأحيان يتسبب الإدمان بالوفاة ، والتي قد تصل نسبة حصولها إلى 20%م من عدد المدمنين .

رابعاً : الآثار الاجتماعية ؛ ومن أبرزها : تفكك الأسرة ، وتفشي الجريمة ؛ حيث إن تعاطي المخدرات يعتبر الخطوة الأولى نحو الجريمة ، والتي قد تبدأ بسرقة المال للحصول على ثمن العقار، وتنتهي بالقتل .

 

السمات المميزة لمتعاطي المخدرات :

     هناك العديد من الإشارات السلبية التي تميز الشاب الذي يتعاطى المخدرات عن غيره من الأقران ,وقد أشارت دراسة قام بها جون إدى ( 1991 ) إلى أن أبرز هذه الصفات:

1ـ تدني تحصيل الطالب الناجم عن تغير وتأخر قدراته العقلية والجسدية ينجم عن ذلك إهماله لواجباته ، وانخفاض درجاته في الاختبارات .

2ـ التأخر المتكرر عن مواعيد المحاضرات والحصص وعدم الانتظام في الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة أو التغيب عنها .

3 ـ إهمال المظهر وعدم الاهتمام بالهندام من حيث النظافة والتنسيق .

4 ـ الانجذاب نحو رفقاء السوء من المدمنين والمدمنات .

5 ـ ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة لإخفاء آثار الحقن .

6 ـ التهرب من دروس التربية الرياضية والتدريبات التي تطلب طاقة لا تتوافر لديه.

7 ـ لبس النظارات السوداء لإخفاء الإجهاد الناجم عن قلة النوم.

8 ـ سرقة أشياء لبيعها من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المخدرات .

 

دور الأسرة والمدرسة في التصدي لخطر المخدرات :

     تعتبر فترة المراهقة من أكثر الفترات ملاءمة لوقوع المراهق في شرك المخدرات ، حيث يأخذ بالابتعاد عن جو الأسرة ليلتحق بشلة الرفاق ، نزوعا نحو الاستقلالية . ويمكن للأسرة وللمدرسة أن تنهضا بدور كبير من أجل حماية هذا المراهق من شر المخدرات ، كما يمكنهما أن تقوما  بالإجراءات الوقائية الآتية :

1 ـ تربية الأبناء على الفضيلة من خلال القدوة ، وحضور مجالس العلم ، والمشاركة في المخيمات الكشفية التي تقام تحت إشراف تربوي ..

2 ـ ملء أوقات الفراغ بالمطالعة وبالتمارين الرياضية ، وبالأعمال النافعة ؛ لصرف الطاقة في الأعمال النافعة .

3 ـ الاعتدال في المصروف الشخصي الذي يحصل عليه الشاب ، والتأكد من أنه أنفقه في ما يعود عليه بالنفع .

4 ـ الحذر أثناء  السفر إلى الخارج إلا للضرورة القصوى، والحذر من رفاق السوء، ومن التردد على أماكن الشبهات ، والعناية بانتقاء الأصدقاء ..

5 ـ تحديد هدف سامٍ يسعى إليه ويعمل على تحقيقه ، فإذا نجح في ذلك ، فإنه يكون قد نأى بنفسه عن التردي في هذا المستنقع الذي يعرض مستقبله للخطر .

   

ويمكن للمدرسة ، أو الجامعة ، أن تضيف إلى ما سبق الإجراءات الوقائية الآتية :

1 ـ الإرشاد الوقائي لتحذير الشباب وتنفيرهم من أوهام المخدرات ، ويكون ذلك من خلال المحاضرات الطبية ، أو الأشرطة المرئية.

2 ـ تبصير الشباب بالعقوبات القاسية التي تطبق على متعاطي المخدرات .

3 ـ إقامة رحلات وزيارات ميدانية للمصحات النفسية التي يعالج فيها المدمنون ؛ ليطلع الشباب على أحوالهم المزرية ، أو إلى إدارة مكافحة المخدرات لتحذيرهم من شر التورط في تعاطيها .

4 ـ تضمين المقررات الدراسية مواضيع عن شرور وأضرار المخدرات .

5 ـ متابعة تسرب وهروب الطلاب من المدرسة ؛ لكي لا يسقطوا بين براثن رفاق السوء المتعاطين للمخدرات .

6 ـ إيجاد فريق عمل من الطلبة الملتزمين لمراقبة تجمعات الطلبة والإبلاغ عن أي سقوط محتمل في مستنقع المخدرات .

    فإذا تمت هذه الإجراءات بوعي ، فإن شرور المخدرات لن تجد سبيلها إلى فلذات الأكباد ، وسيظل المجتمع سليما ومعافى من أضرارها ومصائبها ، وسيقوم الشباب بدورهم المنتظر في الخطط التنموية الرامية لتحقيق الأمن والازدهار في بلادهم .

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz