الإشراف التربوي في فرنسا... مهام متكاملة وتميز في الأداء

د. محمود طافش الشقيرات

     يهدف الإشراف التربوي بوجه عام إلى تحسين أداء المعلمين لتحسين تعلم الطلبة ، وتتشابه مهام المشرف التربوي الديمقراطي التعاوني في جميع أنحاء العالم ، مع فروق تتعلق بخطط التحسين والتطوير وبرامج تبادل الخبرات المتبعة في كل بلد  .

  وقد واكب الإشراف التربوي الديمقراطي التعاوني في فرنسا النهضة التربوية الفرنسية التي شملت مختلف المراحل والمجالات التعليمية ، ولعل في عرض التجارب التربوية العالمية أمام زملائنا المشرفين التربويين المستجدين ما يساعدهم على تطوير أدائهم في هذا المجال المهم .

   وفيما يلي أبرز ملامح الإشراف التربوي الفرنسي ، والتي تبرز ما يتميز به الإشراف التربوي في هذا البلد المتطور .

     يُشترط فيمن يرشح نفسه من المعلمين لوظيفة مشرف تربوي ما يأتي :

- أن يمارس التعليم المدرسي في جميع مراحله ، وأن يحصل على تدريب عملي كاف ؛ بحيث لا يقل عمره عند الترقية لوظيفة مشرف تربوي عن خمسة وأربعين عاما .

- أن يكون معلما متميزا بحيث لا يقل تقديره الفني عن ممتاز خلال الخمسة سنوات الأخيرة من عمله في التعليم .

    ويتطلب إعداد المشرف التربوي الفرنسي ما يأتي :

- الاهتمام بتكوين ذات إيجابية لديه ليكون قادرا على التواصل مع جميع أطراف العملية التعليمية التربوية ، ومشاركتهم في عواطفهم من منطلق أن الإشراف التربوي يتضمن نشاطات تعاونية عديدة ، ةيتطلب تواصل مع جميع أطراف العملية التعليمية والتربوية .

- التركيز على توثيق مهارات الاتصال الشفوية والكتابية ومهارت التحدث والإصغاء .

- الاعتماد على المنحنيات الإنسانية والتقنية والتسييرية لإنجاز المهام الإشرافية .

- تدريب المرشح للإشراف على ممارسة مختلف إستراتيجيات الإشراف التربوي تدريبا عمليا مكثفا .

- تنمية قدرته على إثارة دافعية المعلمين للتميز وتعزيز المبدعين منهم .

   وبعد أن يتم تعيينه مشرفا تربويا يحصل على تعزيز مادي يتمثل في ترقية وظيفية ، وراتب أعلى من الراتب الذي كان يتقاضاه قبل ترقيته . ومن ثم يبدأ بممارسة مهام عمله بوضع برنامج إشرافي ممتد يشمل :

أ – التعرف على حاجات المعلمين والطلبة من خلال الزيارات الصفية واللقاءات الإشرافية .

ب – تحسين أداء المعلمين من خلال توظيف مختلف إستراتيجيات الإشراف التربوي مثل الورش العملية ، والإشراف الإكلينيكي والتعليم المصغر وتبادل الزيارات وغيرها . ويعتمد المشرف التربوي الفرنسي إستراتيجية القدوة من خلال تنفيذ الدروس التوضيحية والتطبيقية لتدريب المعلمين  .

ج – التعاون مع المعلمين لتشخيص مواضع الضعف لدى الطلبة المتأخرين ووضع الخطط العلاجية الكفيلة بتخليصهم من ضعفهم . وكذلك لرصد الطلبة الموهوبين والمتفوقين ووضع البرامج الكفيلة بتنمية وصقل مواهبهم وتعزيز تفوقهم .

د – المشاركة في لجان إعداد المناهج الدراسية وتطويرها .

هـ المشاركة في إعداد أدوات التقويم وتدقيق النتائج المتربة عليها ، ويرئس  المشرفون التربوين اللجان المكلفة بتدقيق أوراق اختبارات الثانوية العامة ورصد نتائجها .

و - يشارك المشرفون التربويون في التخطيط لبرامج تطويرية وقيادة ورش عمل بهدف تحسين أداء المعلمين .

    وهناك حزمة من الملحوظات تستحق أن نتوقف عندها من أبرزها  :

-  يقوم المشرف التربوي الذي يرغب في أن يقوم بزيارة صفية لواحد من المعلمين بإخبار المعلم الذي يرغب في زيارته بموعد زيارته قبل ثلاثة أيام على الأقل ، ويعطى المعلم حرية رفض الزيارة المفاجأة ، وقد يقوم المشرف التربوي بأكثر من زيارة للمعلم المستجد في اليوم الواحد ، لكنه لا يزور المعلم القدير الذي أثبت جدارته أكثر من مرة واحدة كل خمس سنوات .

.

- يكتب تقريرا شاملا حول أداء المعلم في ثلاث نسخ ؛ يزوّد مدير المدرسة بنسخة ، وترسل نسخة ثانية لرئيس قسم اللإشراف التربوي في المنطقة التعليمية ، وأما النسخة الثالثة فترسل لوزارة التربية والتعليم .

- يقوم المشرفون التربويون الذين يشرفون على الدورات التدريبية بتزويد المعهد الجامعي لتأهيل المعلمين في المنطقة التعليمية بتقرير مفصل حول المعلم المتدرب ، ومدى إمكانية الاستفادة منه في التعليم .

- يعمل المشرفون التربويون على تشخيص ومعالجة مشكلات المعلمين العلمية والأدائية والنفسية ، ويقوم مدير المدرسة بمساعدة المشرف التربوي في هذا المجال .

     ويلاحظ التشابه الشديد بين مهام المشرف التربوي الفرنسي وزميله الأردني ، والأمل معقود على زملائنا المستجدبن ملاحظة الفروق والاستفادة منها .

sawahry@hotmail.com