مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

العنف ضد الأطفال .... تلك الظاهرة البشعة

إعداد : المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات

   لقد أصبحت قضية العنف ضد الأطفال ظاهرة خطيرة تنتشر في معظم أنحاء العالم ، وقد أضحت من الخطورة بمكان لدرجة أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أدرجتها على جدول أعمالها وسيقوم الخبراء بمناقشة  أسبابها ومحاذيرها  في دورتها الحالية خلال شهر تشرين أول القادم ، وقد جاء هذا القرار بناء على دراسة قامت بها المنظمة الدولية ، واستمرت سبع سنوات ، شارك فيها الآلاف من الأشخاص من مختلف بقاع  العالم في محاولة لرسم خارطة طريق تهدف إلى الحد من انتشارها ، ولوضع مقترحات لمنع استفحالها والتصدي لها . فما المقصود بالعنف ضد الأطفال ؟ وما هي أسبابها وأشكالها ؟ وما هي الإجراءات الكفيلة بمحاصرتها و التصدي لها ؟

 

مفهوم العنف :

    يستشف من العلوم الاجتماعية إلى أن العنف هو :" مجموعة من الأنماط السلوكية التي تصدر عن الفرد  وتؤدي إلى تصرفات غير اجتماعية وغير تربوية . ويميل  الباحثون الاجتماعيون والتربيون لتعريف العنف على أنه " استخدام القوة أو التهديد باستخدام السلطة  ضد الذات أو ضد شخص أخر , مما يسبب أذية جسدية أو نفسية . وقد يكون هذا العنف ضد الذات ، أو ضد شخص أخر ، أو قد يكون ذا طابع جمعي."

 

أسباب اللجوء إلى العنف :

        وهناك العديد من الأسباب الكامنة وراء نزوع الفرد للعنف منها :

-       جهل الوالدين والمعلمين بالآثار المدمرة التي تترتب على ممارسة العنف ضد الأطفال

-   وقد تكون انعكاسا لشخصية الإنسان الذي تعرض في طفولته لأنماط من التسلط والعنف  ؛ يقول جان جاك روسو أن "  الإنسان خيّر بطبعه ، والثقافة والتربية التي يتلقاها الفرد هي السبب في تكوين نزعة العنف والتسلط لديه ."

-    ضحالة التأهيل التربوي للمعلم يمكن أن يجعله تسلطيا غير قادر على توظيف الحوار في تقويم السلوك غير المرغوب فيه الصادر عن الطفل .

-       اعتقاد البعض أن العنف وسيلة ناجعة لتقويم السلوك المنحرف من منطلق أن العصا لمن عصا .

-       التوتر الناجم عن ضغوط العمل ومشكلات الحياة من شأنها أن تجعل الفرد عصبيا يتصرف دون روية .

 

محاذير العنف ضد الأطفال :

         تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من الممارسات الخطيرة  التي تحول دون تقدم المجتمع وتهدد تماسكه؛ وذلك بالنظر إلى آثارها السلبية على تكوين شخصية الطفل و تنشئته تنشئة اجتماعية غير سوية .

     ومن النتائج المدمرة لممارسة العنف ضد الأطفال :

-       شعور الطفل بالخوف والقلق والانطواء على النفس .

-       فقدان ثقته بنفسه .

-       عدم نمو طاقات التفكير والإبداع لديه بشكل طبيعي .

-       الإحساس بالذنب وبالشقاء .

-       الإتكالية والاعتماد على الآخرين .

-       التبعية العمياء للوالدين والمعلمين .

-       فشل معظم علاقاته العاطفية نظرا للعيوب الكثيرة التي منيت بها شخصيته  .

-   ويتبين من بعض الدراسات التي أجريت حول هذه القضية أن التعرّض للعنف في الطفولة يقترن اقتراناً شديداً بالسلوكيات المضرة بالصحة في المراحل اللاحقة من الحياة، كالتدخين وإدمان الكحول والمخدرات والخمول البدني والسمنة المفرطة. ويمكن أن تكون  هذه السلوكيات من الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة، أو إصابته  بالاكتئاب أواضطرابات القلب والأوعية الدموية أو إقدامه على الانتحار.

أشكال العنف ضد الأطفال ؛

      اتجهت أنظار المربين وعلماء النفس والاجتماع إلى إيجاد نظام خاص لحماية الأطفال من العنف بكافة أشكاله والتي تتبلور -  كما يرى الدكتور بسام  المحمد - في :


أولا :  العنف الجسدي.
 

  وهو ( نمط سلوكي يتمثل في إحداث المسيء لإصابات غير عرضية بالطفل، والتي قد تكون بقصد فرط التأديب، أو لمجرد تصريف ثورة غضب .

   ولعل العنف الجسدي هو الظاهرة الأكثر وضوحاً في مجتمعاتنا الشرقية ، حيث يأخذ الشكل التأديبي في معظم الأحيان ، الأمر الذي جعله عرفاً اجتماعياً ، لدرجة أن أصبح من الطبيعي رؤية أباء يضربون أبناءهم في الأماكن العامة على مرأى ومسمع من الآخرين دون أن يلقى ذلك السلوك استهجانا .

   وعواقب العنف الجسدي قد تكون قاتلة ، وربما تترك آثارا غائرة في جسم الصغير ، أو تكون سببا في تشويه نفسه  ، وقد تؤدي الإساءة الجسدية إلى حدوث عواقب عصبية مثل الإعاقات الدائمة نتيجة إصابات الرأس ، وهي تزيد احتمال معانات الأطفال من محاولات الانتحار والإصابات المفتعلة ؛ كحدوث كسر أو خلع أو تشوهات .

 

ثانيا :  العنف الجنسي.

 ويعني تعرض الطفل المجني عليه لنوع من أنواع الاعتداء أو الأذى الجنسي مثل:
أ-الاتصال الجنسي؛ وهو قيام فرد راشد باتصال جنسي مع طفل قاصر .
ب- سفاح الأقارب: وهو قيام أحد الأبوين أو أحد الأقارب بعمل علاقة جنسية مع أحد أطفالهم.
ج-الاغتصاب:وهو تعرض الطفل للاعتداء الجنسي بالقوة من قبل فرد راشد.
د-الشذوذ الجنسي: وهو الاعتداء الجنسي الشاذ
على طفل من قبل فرد راشد مماثل له في الجنس.
هـ -التحرش الجنسي: وهو التعرض للطفل بالكلام أو بالفعل بدون اعتداء جنسي.
و-الاستغلال الجنسي: هو استدراج الطفل في محاولة لاستغلاله جنسيا.
ز-إجبار الطفل على مشاهدة صور أو أفلام إباحية.
ثالثا :  الإهمال. وينقسم إلى خمسة أنواع:
أ- الإهمال العاطفي: ونعني به  عدم إشباع حاجات الطفل العاطفية الضرورية لبناء شخصيته ؛ مثل الحب والتقدير ، أو تعريض الطفل للمواقف العاطفية السلبية مثل السماح له بمشاهدة المشاجرات بين الوالدين.
ب- الإهمال الطبي: وهو عدم توفير العلاج أو الرعاية الطبية اللازمة للطفل.
ج- الإهمال الجسدي: وهو الإخفاق في حماية الطفل من الأمور الخطرة, أو عدم توفير الحاجات الأساسية مثل المأكل والمشرب والمسكن, أو تركه وحيدا بدون إشراف ومتابعة .
د- الإهمال التعليمي التربوي: وهو عدم توفير التعليم الأساسي أو رفض تسجيل الطفل في المدرسة أو عدم متابعته دراسيا.
هـ- الإهمال الفكري: وهو التقصير في تشجيع الطفل على المبادرات المفيدة, مثل المسؤوليات الفردية أو الجماعية أو سلب حقوقه أو ممتلكاته الفكرية.


رابعا :  العنف النفسي.

    وهو التعامل مع الطفل بشكل سلبي (عاطفيا أو نفسيا) مثل:
أ- الرفض: وهو عدم توفير ولي الأمر لحاجات الطفل الأساسية.
ب- العزل: وهو عزل الطفل عن اكتساب التجارب الاجتماعية.
ج- الترهيب: وهو التهجم على الطفل لخلق جو من الرعب والخوف والهلع في نفسه.
د- التجاهل: وهو تجاهل النمو العاطفي والتطور الثقافي للطفل.
هـ- الإفساد: وهو تشجيع الطفل أو إجباره على القيام بسلوك تدميري مثل السرقة أو التسول أو استغلاله في ترويج المخدرات.
و- الإساءة اللفظية والحركية: وهو التلفظ بعبارات أو بإشارات أو حركات تسبب  الألم النفسي للطفل.

   وحول العنف النفسي .. والإهمال .. والنقص العاطفي تقول المحامية الزاهر :  ( إن معظم الأطفال الذين تعرضوا لأعمال العنف , سبب لهم ذلك الأمر عقداً نفسية ، مما خلق لديهم ردود  فعل عكسية ، مولدة في أنفسهم حب الجريمة وارتكابها عندما يكبروا ، والبعض منهم يقدم على ارتكاب الجرائم برغم صغر سنه ، ونجد أن بعض المجرمين ممن تجاوزوا عمر الطفولة قد أقدموا على ارتكاب جرائم مختلفة بدوافع غالباً ما تكون دفينة نتيجة لما تعرضوا له من أعمال عنف وشدة في طفولتهم , وغالباً ما يكون الهدف أو الغاية من جرائمهم إنما هو التخلص والانتقام لذواتهم )

   ويظهر العنف النفسي ضد الأطفال جلياً في اختلال نمو شخصية الطفل  وسلوكه اليومي ؛ حيث تؤدي الإساءة العاطفية إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية .

  ويلحظ الدكتور بسام المحمد أن النتائج الناجمة عن النقص العاطفي عند الأطفال سريرياً " تتمثل  في ؛ التبول اللاإرادي عند الطفل ، ونوبات غضب شديدة ، إضافة لبعض السلوكيات الشاذة " . فيما تؤكد الباحثة منى عباس محمد بأن الحرمان العاطفي والعنف النفسي عند الطفل يولدان لديه " انخفاض احترام الذات , ويتسببان بمشاكل تعليمية  وحذر مفرط من الكبار .)
   وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت في المملكة العربية السعودية أن :
أ - العنف النفسي هو أكثر الأنواع انتشارا في المملكة(33.6%)
وكان أهم أنواعه:
1- الحرمان من المكافأة المادية أو المعنوية (36%)
2- التهديد بالضرب (32%)
3-السب بألفاظ قبيحة أو التهكم (21%)
4-ترك الطفل وحيدا في المنزل مع من يخاف منه خاصة الخادمات.
ب- العنف الجسدي: ويمثل نسبة 25.3% وكان في الغالب مصحوبا بإيذاء نفسي.
وكانت أكثر صور العنف الجسدي انتشارا هي:
1-الضرب المبرح للطفل (21%)
2-تعرض الطفل للصفع (20%)
3-القذف بالأشياء التي في متناول اليد (19%)
4-الضرب بالأشياء الخطيرة (18%)

    وتركز الدراسات التي تنظر إلى العنف من منظور حقوق الإنسان والصحة العامة وحماية الطفل، على بيئات يحدث فيها العنف وهي: البيت والمدرسة ، ومكان العمل، والمجتمع المحلي .
  وعلى الرغم من أن قدراً كبيراً من العنف يظل متواريا عن الأنظار،  أو لا يتم الإبلاغ عنه، فإن الأرقام نادراً ما تعكس مستواه الحقيقي، إلا أن الإحصاءات الواردة في التقارير العالمية تكشف بوضوح عن حقائق مذهلة. فعلى سبيل المثال تقدّر منظمة الصحة العالمية أن قرابة ثلاثة وخمسين ألف طفل  بين سن الولادة والسابعة عشرة ماتوا في عام 2002م  نتيجة للقتل.  
ووفقاً لآخر تقديرات مكتب العمل الدولي فقد  بلغ عدد الأطفال المنخرطين في أعمال السخرة أو الأرقاء   مليونا وسبعمائة ألف طفل ، وعدد العاملين في البغاء وإنتاج المواد الإباحية مليون وثمانمائة ألف ، وعدد ضحايا الاتجار مليون ومائتي ألف  طفل   .  وهذه النتائج المريعة كانت بناء على دراسات أجريت قبل عشر سنوات ، وبالتأكيد فإن الوضع الآن أكثر سوءا .
  و في  ست عشرة من البلدان النامية التي تستعرضها دراسة عالمية للصحة في المدارس، تراوحت نسبة الأطفال الذين تعرضوا للمضايقات الشفوية أو البدنية في المدرسة خلال الثلاثين يوما التي سبقت المسح ما بين عشرين في المائة في بعض البلدان وخمسة وستين في المائة في بلدان أخرى .

   ووفقاً لهذه الدراسة، فإنه في أحيان كثيرة يتعرض الأطفال للاحتجاز وللعنف من جانب الموظفين أو المعلمين كشكل من أشكال السيطرة أو العقاب، وكثيراً ما يحدث ذلك بسبب مخالفات بسيطة. كما أن العقوبات البدنية وغيرها من ألوان العقوبات  العنيفة مقبولة كتدابير تأديبية قانونية داخل المؤسسات التأديبية في ؛ سبعة وسبعين بلدا .
   وبالرغم من أن هذه النتائج قد تتفاوت حسب طبيعة العنف المرتكب وشدّته، فإن التداعيات بالنسبة للأطفال على الأمدين القصير والبعيد تكون جسيمة ومدمرة في الكثير من الأحيان. ويمكن للتشوهات البدنية والعاطفية والنفسية التي يخلِّفها العنف أن تترك انعكاسات قاسية على نمو الطفل وعلى صحته وقدرته على التعلم.

 

أساليب مقترحة للعلاج ؛

      من الأساليب التي يقترحها علماء الاجتماع والتربية للحد من ظاهرة العنف ما يأتي :

-       إشعار الطفل بالاحترام ومعاملته برفق .

-       اللجوء إلى الحوار لإقناع الطفل بتعديل سلوكه غير المرغوب فيه ، وتعزيز استجاباته معنويا .

      - تنمية الوعي التربوي والأخلاقي لدى المعلمين وأولياء الأمور .

  - تبصير المربين بحقوق الطفل.
 
- سن الأنظمة والقوانين التي تضبط طرائق التعامل مع الأطفال في المدارس.
- التصدي لظاهرة عمالة الأطفال من قبل السلطات المختصة .
- تعزيز  دور وسائل الإعلام في محاربة هذه الظاهرة

- تقنين العمل التطوعي ومتابعته.
-  وضع الحلول الناجعة لتسرب الأطفال من المدارس. 


     وبناء على ما سبق ، فإننا ندعو إلى أن تتكاتف جهود التربويين والإعلاميين وغيرهم من المسئولين من أجل الدعوة إلى نبذ جميع أنواع العنف والتسلط ضد الأطفال ؛ لما في ذلك من نتائج سلبية ووخيمة على بناء شخصياتهم البناء المتوازن المنشود الذي ترنو إليه المؤسسات التربوية الناهضة .

sawahry@hotmail.com

www.tafesh.ucoz.com

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz