مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

أهمية إشباع فضول الطفل

د. محمود طافش الشقيرات


   يظن كثير من الناس أن حاجات أطفالهم إليهم تقتصر على توفير ما يلزمهم من طعام وشراب ولباس ، ويزيد بعضهم حاجات أخرى مثل الحنان والأمان ، غير أن الحاجة التي تهفو إليها نفس الطفل دائما وبإلحاح هي حاجته إلى استكشاف الأشياء من حوله واللعب بها ،؛ حيث يتميز الطفل في سنوات عمره الأولى بسمات فطرية يمكن أن تجعل منه إنسانا متفوقا إذا أحسنت أسرته استغلالها ، ومن أبرز هذه السمات : الفضول وكثرة الأسئلة ، والرغبة الجامحة في التعلم ، والميل إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات . فما أهمية ترك الطفل يشبع فضوله ؟ وكيف تتيح له المربية فرصا للاستفادة من هذه السمات ؟

      تشير الدراسات التي أجراها جان بيجيه ( J.Piaget) وبيري ( (Pere  إلى أن لهذه السمة إيجابيات عديدة من أبرزها أن الطفل :

    - ينمو تفكيره .

-       يصبح أكثر قدرة على تركيز الانتباه .

-       يصبح أكثر استعدادا لتعلم الكلام والتعبير الشفوي .

-  تنمو قدرته على التقاط الأشياء وجمعها ، وبذلك يتطور سلوكه ،  ويحصل على خبرات مفيدة ، وعلى فرصة ثمينة من التعلم الذاتي الذي سيكون له أثر تربوي بالغ في مستقبل حياته

   وتشير العديد من الدراسات الأخرى التي أجريت حول هذه المسألة إلى أن بداخل كل طفل سويّ رغبة جامحة في التعلم ، فتراه يمد يده ليلمس كل شيء يقع بصره عليه ، يقلبه ويحاول فتحه أو تفكيكه  ، فإذا حال الأهل بينه وبين هذه النزعة ، فإنهم يكونون بذلك قد أهدروا فرصة عظيمة كانت ستعمل على تنمية دماغه وتطوير خبراته .

    يقول الدكتور مصطفى حجازي في كتابه " ثقافة الطفل العربي بين التغريب والأصالة ": " ثمة أمور في فطرة الطفل لا تحتاج إلا لتمهيد السبل لها لتتفتح وتنمو وتتطور ، مثل فضوله وحبه للمعرفة .... وكذلك لا يحتاج الطفل إلى من يوقظ في نفسه الإحساس بالجمال والاستمتاع به ، بل كل ما يحتاجه هو تغذية هذا الإحساس بالمثيرات الملائمة لحنا وشكلا ولونا ، فالطفل متذوق للفن بالفطرة ."

   وهكذا فإن الطفل مفطور على عشق المعرفة ، فهو يبحث عنها في كل مكان ، ويجد متعة بالغة عند الحصول عليها . وحجب مصادر المعرفة عنه من شأنه أن يلحق به أذى بالغا ، ودور الأسرة في هذا المجال يتمثل في توفير مصادر المعرفة ووضعها بين يديه مع التركيز على الألعاب التربوية،  وتنويعها و تبديلها باستمرار لأن الطفل سريع الملل .

   ولعب الطفل بالأشياء التي تقع بين يديه من شأنه أن يعمل على تنشيط ذاكرته ، وتوسيع مداركه ،وإكسابه قدرة على التخيّل تنمو تبعا للمؤثرات المتاحة له ، وكلما كان الأهل على وعي بأهمية هذه الأشياء التي يضعونها في غرفة الطفل كلما كانت فائدتها أعظم ؛ لأنها بالتأكيد مصدر من مصادر تعلمه ، وعامل من عوامل نموه العقلي ، وهذا مما يؤهله للتفوق على أقرانه عندما يصل إل السن العمرية التي تؤهله لدخول المدرسة 

    ومن الأهمية بمكان أن تضع المربية الطفل في وسط غني بالمؤثرات ، وتتيح له فرصا متجددة لفحصها والتعرف على مكنوناتها ، وأن تتركه يمارس ألعابه ، وبحثه عن الحقائق بنفسه ؛ وإن كانت تخاف عليه من أن يلحق بنفسه أذى ، فإن بإمكانها أن تضعه هو وألعابه في مكان آمن خال من الأدوات التي قد تؤذيه .

   وهناك ملاحظة أخرى  ينبغي الإشارة إليها والاهتمام بها ، وهي أن تشارك المربية الطفل بألعابه . يقول روبرت مايرز في كتابه "نحو بداية عادلة للأطفال ص28 : " إن مشاركة الطفل في عملية تعلمه إستراتيجية تربوية رفيعة المستوى وعظيمة النتائج تجعله يدرك المعارف على تصورها الحقيقي ، إضافة إلى أنها تنقش هذه المعارف في ذاكرته لتقاوم النسيان والزمن ، وتنمي ثقافته مما يمهد لنمو عقلي سليم ."

  غير أن هناك حزمة من العوائق التي تحول دون استفادة الطفل من فضوله وهي :

-       عدم ثقة الأهل بطاقات الطفل .

-       شدة خوفهم عليه .

-       الوصاية المبالغ فيها عليه .

-       كثرة التدليل .

  وهذه الممارسات مدمرة لشخصية الطفل ، لذلك فإن المربيات المؤهلات يراقبن سلوك الطفل دون أن يشعرنه بوصايتهن ،أو خوفهن عليه  .

    وهناك ملاحظة أخرى ينبغي أخذها بعين الاعتبار ، وهي أن كل ما يتعلمه الطفل في سنواته الأولى سواء أكان صوابا أو خطأ ، فإنه سيصعب عليه أن يتخلص منه عندما يكبر ؛ لأن ذلك العلم  يكون قد نُقش في ذاكرته نقشا ، لذلك فإن كل مربية واعية تحرص على أن تشبع فضول الطفل إلى المعرفة من خلال تزويده بمعلومات وخبرات سليمة ، وبقدر اهتمامها بهذا العامل يتسع أفقه باضطراد ، ويصبح مؤهلا لإحراز التفوق عندما يكبر .


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz