إستراتيجية مقترحة  لتدريس النصوص الأدبية بالقبعات الست

د. محمود طافش الشقيرات

  تتكامل إستراتيجيات التدريس في الموقف الصفي الواحد لتدريب الطلبة على التفكير ،عبر مختلف المواد الدراسية  ومن الإستراتيجيات المحببة لدى الأطفال إستراتيجية القبعات الست التي وضعها إدوارد ديبونو ، وتتكون هذه الإستراتيجية من ست قبعات ذات ألوان مختلفة ، ولكل قبعة لون ينم عن مستوى التعلم ونمط التفكير الذي يعبر عنه كل متعلم . وفيما يلي شرح موجز لهذه الأنماط من خلال تدريس نص أدبي هو قصيدة " نكبة دمشق " للشاعر أحمد شوقي :

  يقوم المعلم بتقسيم الطلبة إلى ست مجموعات يرتدي أعضاء كل مجموع قبعة ذات لون مختلف كما يلي :

1 - القبعة البيضاء ، حيث يقوم طلاب المجموعة الأولى  الذين يضعون هذه القبعة على رؤوسهم بعملية بحث عن المعلومات والحقائق والإحصائيات التي يشتمل عليها النص ، مع تحييد العواطف والمشاعر الخاصة ؛ كأن يقوم أفراد المجموعة بتفسير الألفاظ الجديدة الواردة في النص ، وتحديد الأفكار الرئيسة المتضمنة فيه ، وجمع الآثار الأدبية للشاعر ، وصورة له ، وشريط عن حياته أو سيرته الذاتية ، ومعلومات عن البيئة .

2 – القبعة الحمراء ، وأصحاب هذه القبعة يسمح لهم بإبداء عواطفهم  تجاه النص أو صاحبه أو القضية المطروحة فيه كأن يقول الطالب : أنا معجب بهذا الشاعر ، وأشعر بأنه سيكون له مستقبل باهر ، أو أنا متأثر بنزعة الشاعر القومية ، إلخ.

3 – القبعة السوداء ، وأصحاب هذه القبعة ذوو أعين فاحصة ، يبحثون عن السلبيات ومواضع الضعف في النص بناء على مبررات منطقية ، وهم سلبيو الاتجاه ينظرون إلى عناصر النص نظرة تشاؤمية ، لكن يمكن الاستفادة من الآراء والأفكار التي يطرحونها في عملية النقد بهدف التحسين ، ولكن دون الانقياد لهم ؛ كأن يروا أن في النص الشعري ضعفا في البناء من خلال الالتزام بالوزن والقافية ، أو ركاكة في التعبير ، وما شابه.

4 – القبعة الصفراء ، ومرتدوها بعكس زملائهم السابقين ؛ يغلب عليهم التفاؤل ، وينظرون إلى النصف الملآن من الكأس ، فيبرزون الإيجابيات ومواضع الجودة والإبداع ، لذلك فإن الأفكار التي يطرحونها مفيدة ، ويمكن البناء عليها وتطويرها ، لكن مع مراعاة عدم الاستسلام للأحلام ، لأن الواقع مهما كانا جميلا فإنه لا يخلو من مواضع تحتاج إلى إعادة نظر للتطوير ؛ كان يبرز الطالب مواضع التجديد في النص دون مبالغة ؛ ليظل الباب مفتوحا أمام المزيد من التطوير والتحسين .

5 – القبعة الخضراء ، وأصحاب هذا النمط من التفكير هم ما تصبو إليهم المدرسة لأن تفكيرهم تجديدي إبداعي ، يستفيدون من جميع الآراء والأفكار المطروحة خلال المراحل السابقة ، ويدرسون البدائل المتاحة ليبدعوا عملا أدبيا جديدا مبتكرا .

6 – القبعة الزرقاء ، وأصحاب هذه القبعة يستفيدون من الأفكار التي طرحها الآخرون ، ويبنون عليها خطة يتم تنفيذها لتقويم النص ، بهدف إصدار حكم عليه ، والوصول إلى قرار صائب بشأن القضية المطروحة فيه .

    وبهذا يتم تناول موضوع النص الأدبي من جميع جوانبه بتكامل وبمنهجية علمية .

     وتتسم إستراتيجية القبعات الست بما يلي :

-       تزيد القدرة على التركيز ، وتنمي التفكير الإيجابي لدى المتعلمين.

-  تأخذ المشاعر بعين الاعتبار كجزء لا يتجزأ من التفكير ، باعتبار أن العاطفة هي أقوى عناصر العمل الأدبي التي تؤثر في جميع عناصره الأخرى .

-       تمارس فيها جميع أنماط التفكير العاطفي والناقد والإبداعي .

-       محببة لدى المتعلمين لسهولة تطبيقها عمليا  .

-       يمكن استخدامها في جميع مستويات المتعلمين .

  ويراعى تبادل الأدوار في مراحل تالية ؛ بحيث تقوم كل مجموعة من الطلبة باستبدال قبعتها ، لتنهض بالدور الذي قامت به مجموع أخرى ، بحيث تتكامل الأدوار ، وتتلاقح العقول  وصولا إلى توليد أفكار إبداعية سامية ، وإلى تعلم مميز .