مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

نماذج من التائبين :

    ومن أشهر التائبين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم :

-       ماعز بن مالك ؛ ( جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ... طهرني . فقال ( ويحك ... ارجع فاستغفر الله وتب إليه ) قال : فرجع غير بعيد . ثم جاء فقال : يا رسول الله .... طهرني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ويحك ! ارجع فاستغفر الله وتب إليه ) قال : فرجع غير بعيد . ثم جاء فقال : يا رسول الله ! طهرني . فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك . حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله ـــــــــــــــــــــ

     (1) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 6308

     (2) - سورة النور؛31 

     (3) – سورة الشورى الآية 25

-      عليه وسلم ( فيم أطهرك ؟ ) فقال :

-      من الزنى . فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبه جنون ؟ ) فأخبرأنه ليس بمجنون . فقال ( أشرب خمرا ؟ ) فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أزنيت ؟ ) فقال : نعم . فأمر به فرجم . فكان الناس فيه فرقتين : قائل يقول : لقد هلك . لقد أحاطت به خطيئته . وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز : أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده . ثم قال اقتلني بالحجارة . قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة . ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس . فقال ( استغفروا لماعز بن مالك ) . قال : فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم )

- المرأة الغامدية ؛  قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد . فقالت : يا رسول الله ... طهرني . فقال ( ويحك ! ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه ) . فقالت : أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك . قال : ( وما ذاك ؟ ) قالت : إنها حبلى من الزنى . فقال ( آنت ؟ ) قالت : نعم . فقال لها ( حتى تضعي ما في بطنك ) . قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت . قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية . فقال ( إذا لا نرجمها وندع لها ولدها صغيرا ليس له من يرضعه ) . فقام رجل من الأنصار فقال : إلى رضاعه . يا نبي الله ! قال : فرجمها .(1)

ـــــــــــــــــــــــ

(1)- صحيح مسلم ؛ الرقم: 1695

- كعب بن مالك رضي الله عنه ؛: تخلف كعب عن غزوة تبوك دون عذر ، فلما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم ، نزل في المسجد ، وصلى ركعتين كعادته .

قال كعب : (  ثم جلس للناس ، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون ، فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له ، وكانوا بضعة وثمانين رجلا ، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم ، وبايعهم واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله ، فجئته ، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ، ثم قال : ( تعال ) . فجئت أمشي حتى جلست يديه ، فقال لي : ( ما خلفك ، ألم تكن قد ابتعت ظهرك ) . فقلت : بلى ، إني والله - يا رسول الله - لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ، ولقد أعطيت جدلا ، ولكني والله ، لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ، ليوشكن الله أن يسخطك عليّ ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله ، لا والله ، ما كان لي من عذر ، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك ) . فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المتخلفون ، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك . فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي هذا معي أحد ؟ قالوا : نعم ، رجلان قالا مثل ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلت : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين ، قد شهدا بدرا ، فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي ، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه ، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا ، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم ، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد ، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريبا منه ، فأسارقه النظر ، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إليّ ، وإذا التفت نحوه أعرض عني ، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس ، مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي وأحب الناس إليّ ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام ، فقلت : يا أبا قتادة ، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله ؟ فسكت ، فعدت له فنشدته فسكت ، فعدت له فنشدته ، فقال : الله ورسوله أعلم ، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار . قال : فبينا أنا أمشي بسوق المدينة ، إذا نبطي من أنباط أهل الشأم ، ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة ، يقول : من يدل على كعب بن مالك ، فطفق الناس يشيرون له ، حتى إذا جاءني دفع إليّ كتابا من ملك غسان ، فإذا فيه : أما بعد ، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك . فقلت لما قرأتها : وهذا أيضا من البلاء ، فتيممت بها التنور فسجرته بها ، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ، فقلت : أطلقها أم ماذا أفعل ؟ قال : لا ، بل اعتزلها ولا تقربها.  وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ، فقلت لامرأتي : الحقي بأهلك ، فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر . قال كعب : فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم ، فهل تكره أن أخدمه ؟ قال : ( لا ، ولكن لا يقربك ) . قالت : إنه والله ما به حركة إلى شيء ، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا . فقال لي بعض أهلي : لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك ، كما أذن لامرأة هلال بن أميه أن تخدمه ؟ فقلت : والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها ، وأنا رجل شاب ؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال ، حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة ، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله ، قد ضاقت عليّ نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحبت ، سمعت صوت صارخ ، أوفى على جبل سلع ، بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر ، قال : فخررت ساجدا ، وعرفت أن قد جاء فرج ، وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض إليّ رجل فرسا ، وسعى ساع من أسلم ، فأوفى على الجبل ، وكان الصوت أسرع من الفرس ، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي ، فكسوته إياهما ببشراه ، والله ما أملك غيرهما يومئذ ، واستعرت ثوبين فلبستهما ، وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلقاني الناس فوجا فوجا ، يهنئونني بالتوبة يقولون : لتهنك توبة الله عليك ، قال كعب : حتى دخلت المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس ، فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ، ولا أنساها لطلحة ، قال كعب : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يبرق وجهه من السرور : ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ) . قال : قلت : أمن عندك يا رسول الله ، أم من عند الله ؟ قال : ( لا ، بل من عند الله ) . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه ، فلما جلست بين يديه قلت : يا رسول الله ، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) . قلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر ، فقلت : يا رسول الله ، إن الله إنما نجاني بالصدق ، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا مالقيت . فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني ، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا ، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت . وأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين } . فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط ، بعد أن هداني للإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا ، فإن الله قال للذين كذبوا - حين أنزل الوحي - شر ما قال لأحد ، فقال تبارك وتعالى : { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم - إلى قوله - فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } . قال كعب : وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له ، فبايعهم واستغفر لهم ، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه ، فبذلك قال الله : { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو ، إنما هو تخليفه إيانا ، وإرجاؤه أمرنا ، عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه . (1)

خاتمة .

   ومن الناس من يتمادى في المعصيات ، ويقول : أتوب بعدها . لهؤلاء يقول الله سبحانه وتعالى محذرا إياهم من التمادي في غيهم : } إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فألئك أتوب عليهم وكان الله عليما حكيما . وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما . { (2)

ومنهم من يؤجل التوبة ليستمتع بما يستهويه  من الشهوات المحرمات ، وتخدعه نفسه الأمارة بالسوء قائلة : استمر وتب قبل أن تموت .. وكم من نفس ماتت وهي في ريعان الشباب فجأة ودون سابق إنذار . والإنسان العاقل يظل يذكر الموت في كل الوقات والأحوال ، فيعمل ليلقى الله وهو نظيف . وتأمل معي قول الغفور الرحيم  : } قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم  { (3)  فطوبى لمن إذا أخطأ تاب واستغفر ربه وأناب .

ــــــــــــــــــــ

(1) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 4418

(2) – سورة النساء الآيتان 17-18

(3) - سورة  الزمر  الآية 53

 

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz