مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

الاستشهاد تاج عظيم ترنو إليه عيون المجاهدين :

   إنها منزلة عظيمة تلك التي يضعها المجاهدون نصب أعينهم ؛ ألا وهي الشهادة في سبيل الله ، فإن كل واحد منهم يتطلع إلى الفوز  بهذا الفضل ؛  لكن الله غالب على أمره ، فلا يهب هذا الثواب العظيم  إلا لمن يشاء من عباده ، ، فمن المجاهدين من يفوز بها ، ومنهم من يرجع إلى أهله غانما منتصرا . ولعل هذا هو السر الكامن وراء تلك الانتصارت والفتوحات العظيمة التي حققها أولئك البدو المسلمون الذين خرجوا من جزيرة العرب يريدون إعلاء كلمة الله .

     وتأمل مع هذه الحديث الشريف ؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )ما من أحد يدخل الجنة  يحب أن يرجع إلى الدنيا  وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد ؛ فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات ؛ لما يرى من الكرامة .)(1)

   وفي رواية أخرى : ( ما من عبد يموت ، له عند الله خير ، يسره أن يرجع إلى الدنيا ، وأن له الدنيا وما فيها ، إلا الشهيد ، لما يرى من فضل الشهادة ، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا ، فيقتل مرة أخرى .)(2)

 

     غير أن فضائل الجهاد - ومنها الشهادة - لا يفوز بها إلا من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا دفاعا عن الدين وعن الوطن وعن حقوق المسلمين ؛ عن أبي موسى الأشعري قال : قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل ليذكر ، ويقاتل ليرى مكانه ، من في سبيل الله ؟ فقال : ( من قاتل ، لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله . )(3)

ــــــــــــــــــــــــ

(1) - صحيح مسلم ؛ الرقم: 1877

(2) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 2795

(3)

 

 

   وجاء في حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم : (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) (1)

 وعن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (للشهيد ست خصال أن يغفر له من أول دفقة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه)(2)

  ومكرمة أخرى قال صلى الله عليه وسلم :( والذي نفسي بيده لا يُكْلَم -من الكلم وهو الجرح- أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم، والريح ريح المسك ) (3) .

   ومن الأمثلة الرائعة على تعطش صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشهادة ما يأتي :  عن أنس رضي الله عنه أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة ، عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان . فجاء وما في البيت

أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال : لا أدري ما استثنى بعض نسائه ) قال : فحدثه الحديث . قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم . فقال ( إن لنا طلبة . فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا ) فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة . فقال ( لا . إلا من كان ظهره حاضرا ) فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . حتى سبقوا المشركين إلى بدر.

ــــــــــــــــــــ

(1) الألباني : صحيح الجامع ؛ الرقم: 6445

(2) الألباني : صحيح ابن ماجه ؛ الرقم: 2274

(3) - أخرجه الترمذي وابن ماجه في سننهما بإسناد صحيح.

(4) - الألباني : أحكام الجنائز ؛ الرقم: 50

 

  وجاء المشركون . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) فدنا المشركون . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ) قال : يقول عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله ... جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال ( نعم ) قال : بخ بخ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما يحملك على قولك بخ بخ ) قال : لا . والله ... يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها . قال ( فإنك من أهلها ) (1) فأخرج تمرات من قرنه . فجعل يأكل منهن . ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة . قال فرمى بما كان معه من التمر . ثم قاتل حتى قتل .

    خاتمة :

    ونظرا لأهمية الجهاد فقد وصفه رسول الله صلى الله عليه بأنه ( ذروة الإسلام ) ؛ عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار . قال : ( لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ، قال : ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون } ثم قال : ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . .....)(2)

ــــــــــــــــــــ

(1) - صحيح مسلم ؛ الرقم: 1901

(2) - سنن الترمذي : الرقم 2616

   هذا عن جهاد الرجال ، أما جهاد النساء فيكون  بالحج والعمرة ؛ عن عاشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، فقال : ( جهادكن الحج ) (1)   وقد يكون بمرافقة الجنود لإسعاف الجرحى ، أو من خلال التبرع بالمال .

    اللهم اجعلنا من المجاهدين المدافعين عن دينك بأموالنا وأنفسنا ، وارزقنا الشهادة في سبيلك ... إنك سميع مجيب .

ــــــــــــــــــ

     (1) - صحيح البخاري ؛ الرقم: 2875


Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz