شروط إيقاع العقاب :

   إن المجتمع المدرسي شأنه شأن أي مجتمع آخر لا يخلو من منغصات ومخالفات , غير أن هذه المخالفات التي تحدث في المجتمع المدرسي غالباً ما تكون غير ذات خطر , وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يجوز إهمالها , لأن تجاهلها والتقليل من شأنها قد يؤدي إلى تناسيها واستفحالها , لذلك , لا بد من وضع الأسس الكفيلة بمعالجتها , وأول شيء يجب أن يقوم به الاختصاصي الاجتماعي هو دراسة أسباب وقوع الخطأ ومخالفة التعليمات , ثم دراسة الوسائل الكفيلة بإعادة النظام إلى نصابه , بجهد تعاوني تشترك فيه الهيئات الإدارية والتدريسية بالإضافة إلى هيئة ممثلة للطلاب .

  ومن أبرز الوسائل التي تفيد في التقليل من ممارسات الخروج على النظام , تنمية الاتجاهات السليمة التي تساعد على حفظ النظام , والتدرب على ذلك , فإن الطلاب يكتسبون الضبط الاجتماعي عن طريق الفرص التي تهيأ لهم في المدرسة [13] . لكن هناك حالات خاصة لا بد من معالجتها بنوع خاص من القصاص الذي يتناسب معها . وعلى المسؤولين قبل الشروع في هذا الإجراء أن يأخذوا بعين الإعتبار الملاحظات الهامة الآتية :

1- أن الهدف من العقاب هو منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه .

2- أن يتناسب العقاب من حيث الشدة والوسيلة مع نوع الخطأ .

3- أن يعرف الطالب المعاقب لماذا يعاقب .

4- أن يقتنع الطالب بأنه قد ارتكب فعلا يستوجب العقاب .

5-  أن معاقبة التلميذ بالواجبات المدرسية يؤدي به إلى كراهية المدرس , وقد ينتهي الأمر إلى زيادة الفوضى لا إلى القضاء عليها .

6-  اجتناب أساليب التهكم والإذلال الشخصي لأنها تورث الأحقاد .

7- عدم اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال , لأن ذلك قد يعقد الأمور ولا يسويها .

وفي حال اللجوء إلى العقاب البدني – رغم كراهيته- يجب مراعاة الضوابط الآتية :

1- التأكد من وقوع الخطأ ومن شخص الفاعل .

2- عدم الضرب وقت الغضب .

3- الحرص على عدم إلحاق أذى بالطفل .

4-  اجتناب المناطق الحساسة في الجسم كالوجه .

5- عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس لما في ذلك من جرح الشعور .

6- الحرص على عدم تكرار العقاب البدني لمحاذيره الكثيرة

      ويجدر بالمربي أن يأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار قبل إيقاع العقاب :

1- أن العقاب البدني ضرره أكثر من نفعه .

2- أن النفع إذا حصل فإنه يكون آنياً قد يزول بغياب الشخص الذي يوقع العقاب .

3- أن العقاب قد يكون حافزاً للوقوع في الخطأ , كأن يقوم طفلٌ بسلوك غير مرغوب فيه يلفت أنظار الآخرين إليه

4- أن الخوف من العقاب قد يدفع التلميذ للتفكير في أساليب تنجيه كالكذب والغش وغيرها .

5- عدم التركيز على الجوانب السلبية للتلميذ دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية .

   ويمكن ترتيب وسائل الإجراء العلاجي ترتيباً تصاعدياً على النحو الآتي :

1- غض الطرف عن الهفوات البسيطة المتكررة .

2- الترشيد والتوجيه .

3- إظهار عدم القبول واستنكار الفعل المخالف .

4- العتاب .

5- اللوم .

6- التأنيب على انفراد .

7- الإنذار .

8- التهديد بالعقاب .

9- الحرمان من الامتيازات .

10-إخبار ولي الأمر .

11-الطرد المحدد .

12-العقاب البدني على الكفين .

13-الفصل النهائي من المدرسة .

14 - ع ملاحظة عدم اللجوء إلى الإجراء النهائي إلا بعد التأكد من أن وجود الطالب في الصف قد أصبح يهدد تعلم زملائه .

ومع التأكيد على أن أساليب العقاب الآتية مرفوضة تربوياً :

1- الحجز في مكان مغلق .

2- الضرب على الوجه .

3- خصم درجات المادة .

4- الإذلال باستعمال الألفاظ القاسية .

   مقترحات وقائية :

1- التخطيط لتدريب الطلاب في المرحلة التأسيسية على السلوك سلوكاً اجتماعياً قائماً على أساس من الهدي الرباني المبارك .

2- مراعاة خصائص نموالطلاب في مرحلة المراهقة أثناء تخطيط المناهج وذلك بالتركيز على القضايا التي من شأنها أن تشد الطلاب نحو القيم .

3- إعادة النظر المستمر في المواد التي يتضمنها المنهاج . بحيث تبقى مناسبة لأعمار الطلاب العقلية ولاحتياجاتهم الحياتية .

4- تحديد عدد الطلاب بما يزيد عن خمسة وعشرين طالباً في الصف الواحد .

5- الاهتمام بإعداد المعلمين إعداداً تربوياً كافياً .

6- عقد ندوات  إشرافية لتحسين تعامل المعلمين مع الطلاب .

7- تدريب المعلمين أثناء الخدمة لرفع كفاءتهم وتحسين أدائهم .

8- توثيق العلاقة بين المدرسة والبيت عن طريق تنشيط مجالس الآباء والمعلمين للتشاور المستمر بالمسائل المتعلقة بشؤون الطلاب .

9- وصل حبال المودة بين المعلمين والطلاب عن طريق الرحلات والحفلات والندوات المسائية .

10- ضرورة اعتماد بطاقات لمتابعة سلوك الطلاب من قبل المعلمين

الخاتمة

   ومهما كانت حقيقة الخلاف بين التربويين , فإن هؤلاء الأطفال هم أغلى ما نملك , لأنهم مجتمعنا الجديد , وهم مستقبلنا الباسم إن أحسّنا تربيتهم , وغدنا المظلم إذا أسأنا تنشئتهم .

   إنهم الوارثون للوطن والمجددون لبنيانه , والصائعون لمجده , والزارعون لاحتياجاته , والمدافعون عن حياضه , فما أروع أن نتعدهم بالرعاية , وأن نحنو عليهم  و نرعاهم بالتوجيه , ونضحّي من أجلهم بكل ثمين , نبني لهم المناهج الهادفة ونهيئ لهم المعلمين الملتزمين , نعلمهم بالأسوة الحسنة , وبسير الصالحين الحب الصادق , والعفو عن الناس , ونجنبهم القسوة , وظلم الآخرين , فتتعود نفوسهم الاستقامة , وتعشق الإحسان والعفة , وتسمو فوق الصغائر , وبهذا وحده لن نكون بحاجة إلى العقاب وسيشب  الصغير منا على الطوق , وقد ألف الحياة الكريمة النظيفة ونفر من الرذائل والفواحش .

المراجع

1- أبو حامد محمد بن الغزالي : إحياء علوم الدين , الجزء الأول , دار المعرفة للطباعة والنشر , بيروت , لبنان .

2- أنجيلا ميديسي ( ترجمة علي شاهين ) : التربية الحديثة , منشورات عويدات , بيروت , باريس الطبعة الثالثة 1983م .

3- جورج شهلا , وآخرون : الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية , مكتبة رأس بيروت , طبعة 1982 م .

4- حامد عبد القادر : النهج الحديث في أصول التربية وطرق التدريس , الجزء الأول , مكتبة نهضة مصر , الفجالة , مصر .

5- حسن العشماوي : هكذا نربي أولادنا , دار الفتح , الطبعة الأولى 1984م .

6- حسن مصطفى وآخرون : اتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية , مكتبة الانجلو المصرية , القاهرة .

7- عبد الرحمن النحلاوي : التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع , دار الفكر , الطبعة الأولى , دمشق 1979م .

8- عزت جردات : تربية الطفل في الإسلام , الطبعة الأولى , المركز الثقافي الإسلامي عمان , الأردن 1983.

9- علي الشوبكي : المدرسة والتربية وإدارة الصفوف , صورة بحث في مكتبة الجامعة الأردنية تحمل رقم 371,2

10- عمر بشير الطويبي : التدريس والصحة النفسية للتلميذ , الدار الجماهرية للنشر والتوسيع والإعلان , الطبعة الأولى مراته , ليبيا , 1992م.

11- لجنة التربية وعلم النفس : اسس التربية في الوطن العربي , المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية , القاهرة 1965م .

12- د. محمد إبراهيم كاظم : العقوبات المدرسية , بحث ميداني , مكتبة الانجلو المصرية .

13- محمود ماهر زيدان : الثواب والعقاب في التربية , مؤسسة الندوة التجارية الطبعة الأولى , دبي 1990.

14- معروف زريق : كيف نربي أبناءنا ونعالج مشاكلهم , الطبعة الثانية , دار الفكر 1983م .

15- د. وهيب سمعان , د. محمد منير مرسي : الإدارة المدرسية الحديثة , دار عالم الكتب للطباعة والنشر , الطبعة الثانية 1979م .