مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

قراءة في المجموعة القصصية :

الجندي واللعبة   

تأليف : محمود شقير ( فلسطين )

محمود طافش الشقيرات

  يقف القاص محمود شقير في طليعة الأدباء الفلسطينين الذين نشطوا للدفاع عن قضيتهم الوطنية  ولمقاومة الاحتلال ، وقد عرف على الساحة العربية بكتابة المسلسلات المرئية ومن أبرزها مسلسل " حدث في المعمورة " الذي صادف استحسانا جماهيريا هائلاً إبّان عرضه ، كما نشر عدة مجموعات قصصية من أبرزها مجموعة الولد الفلسطيني التي صدرت عن دار صلاح الدين في القدس عام 1975م .

     والكاتب يناضل من خلال القيادة الفكرية الاشتراكية ، وهو واقعي في جميع كتبه ، غير أني لاحظت أنه بدأ أخيراً يولي الرمز شيئاً من عنايته ، ظهر ذلك جليا في قصصه التي نشرها خلال الأسابيع القليلة الماضية في الصحف المحلية الأردنية .

    أما مجموعته القصصية موضوع الحديث فهي موجهة للأطفال ، وقد صدرت عن دار الحقائق للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت . تقع المجموعة في 72 صفحة من الحجم الصغير وتضم أربع عشرة قصة قصيرة من أروعها قصص: منع التجول ، العيد ، الجندي واللعبة ، وخير ما يمثلها في نظري قصة جمال الزين ، والتي سأتحدث عن المجموعة من خلالها .

     يقول الكاتب :

" عاد جمال الزين من المدرسة إلى البيت وسأل نفسه :

- أمي ما هو الوطن ؟

لم تجبه أمه فوراً ، فقال :

- المعلم قال لنا : الولد النبيل يحب وطنه .

     نظرت إليه أمه وهي تبتسم ، ثم قادته إلى شرفة البيت وقالت :

- انظر إلى هذه الساحات والبيوت ، هل تراها ؟

- قال : نعم ..

- قالت : وانظر إلى تلك السهول والجبال والاشجار ، هل تراها ؟

- قال : نعم ..

- قالت : هذا هو الوطن ..." .

     بمثل هذا الاسلوب يعرض الكاتب أفكاره على أطفال فلسطين ... أسلوب يقوم على عرض الحقائق الناصعة من خلال الأسئلة والاجوبة وهو خير أسلوب يستعمل في مخاطبة الأطفال .

     من ناحية أخرى فإن قصص المجموعة تغرس في نفوس الأطفال حب الوطن وتحثهم على الدفاع عنه ، وتنفرهم من أعمال الخيانة والتعاون مع العدو .

     ولنتابع القصة لنرى كيف فعل الكاتب ذلك .

يقول :

" فرح جمال الزين وسأل : أمي .. كل هذا لنا ؟

قالت : نعم ، ولكن الأعداء يطمعون فيه وعلينا أن نحبه وندافع عنه .

سأل جمال الزين أمه :

- أمي هل في الدنيا أحد لا يحب وطنه ؟

قالت : نعم ، الجاسوس لا يحب وطنه .

     تخيل جمال الزين رجلا كريهاً له عينان مثل عيني الفأر ، فشعر بالضيق والنفور وقال :

- أنا لا أحب الجاسوس .

قالت أمه :

- الولد الشجاع يحب وطنه ويكره الأعداء والجواسيس " .

     ومن خلال مجموعته يبرز الكاتب رفض أطفال فلسطين للاحتلال الصهيوني ومقاومتهم له بالحجارة وبكل الوسائل المتاحة ، ويذكرهم بأن الأطفال أيضاً عليهم واجب الدفاع عن الوطن المقدس ومقاومة أعدائه .

يقول الكاتب في السطور الأخيرة من مجموعته :

" وصاح جمال الزين :

- أنا أحب الوطن .

ثم حمل الناس الحجارة ورشقوا بها رؤوس الأعداء .

        نظر جمال الزين إلى الاطفال والبيوت والجبال العالية والأشجار الخضراء وقال :

- هذا وطني ولا بد أن أدافع عنه .

ثم قذف الأعداء بالحجارة .

     أطلق الاعداء النار على جمال الزين وقتلوه ، فاكتست الأرض بالعشب الأخضر ... وصار الوطن الذي أحبه جمال الزين أكثر بهاءً . "

    بالإضافة إلى ما تقدم تبرز في المجموعة نزعة الكاتب إلى النصح والارشاد ، أو إلى توجيه الأطفال الوجهة السليمة ، كالحث على استعمال العقل قبل اتخاذ القرار ، أو كالتحذير من المضار التي يمكن أن تترتب على عرض بعض المسلسلات المرئية الرديئة مثل " الرجل الآلي " . وكأني بالكاتب يستغل تجارب عاشها في طفولته ليخاطب أطفال فلسطين وأطفال العالم من خلالها ... ظهر ذلك واضحاً من خلال قصتيه : الغيمة الكبيرة والعيد .

     ومن أجل تحديد هوية مجموعته وإبرازها يستعين الكاتب بالتراث الشعبي الفلسطيني ، يقول في قصته الغيمة الكبيرة : " فانطلق عصام يلعب تحت المطر وهو يغني :

أمطري وزيدي

بيتنا حديدي

     وقد ذكرتني هذه الانشودة بأيام الطفولة ، حيث كنا نلعب تحت المطر ونرددها فرحين ونضيف إليها قائلين :

عمنا عبد الله

ورزقنا على الله .

    ومهما يكن من أمر ، فإنه يمكن اعتبار هذه المجموعة نموذجاً ساطعاً لأدب الأطفال الذي بدأت بذوره تنمو في فلسطين على أيدي نفر من أدبائنا الشباب الذين نذروا أنفسهم وحصاد أقلامهم لخدمة القضية المقدسة .

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz