مرحبا بكم في موقع المشرف التربوي محمود طافش الشقيرات .
 
New Page 3
 Free counters!
 
ما رأيك بالمظهر الجديد للموقع ؟
1. ممتاز
2. مقبول
3. جيد
4. جيد جدا
مجموع الردود: 22
    

ملاحظات توضيحية ... للنقد لا للتجريح

محمود طافش الشقيرات

نشرت في جريدة الخليج يوم 23/11/1986م

     قرأت ما كتبه طه عبد الغني _ أثناء غيابي خارج البلاد في العدد ( 2677) من الخليج الغراء , الصادر بتاريخ 20 أغسطس 1986م وذلك ردا على مقالتي التي كتبتها حول ديوانه ( الدالية ) في العدد ( 2662 ) من نفس الجريدة والصادر يوم 3 أغسطس 1986م. وقد عجبت لما اشتمل عليه الرد من مغالطات ومهاترات وقلب للحقائق , وتساءلت عن السبب الذي يجعل الصديق يتهجم على صديقه , ويسخر منه , ويرميه " بالجهل والطيش " والإسفاف , وقصور  النظر , وسوء الفهم بل ويتعدى ذلك كله إلى ما يشبه الاتهام بالخيانة الوطنية ؟ وماذا يكون الرأي في ذلك الصديق اذا علم أن السبب لا يتعدى الخلاف على القيمة الفنية لآبيات من الشعر ؟

   بدأت معرفتي بطه عبد الغني مساء يوم 25 سبتمر 1984 م حين زارني في منزلي ليهدي إلي نسخة من ديوانه البراكين .. وحدث أن كتبت كلمة مجامل قصيرة حوله , وأرسلتها إلى الملحق الثقافي لجريدة الخليج فنشرت يوم 29 أكتوبر من نفس العام , وما أن قرأها أحد النقاد حتى كتب في إحدى الصحف المحلية يهاجمني ويتهمني " بتشجيع الأدب الرديء " ويقصد أدب طه عبد الغني .

   ولما اصدر طه عبد الغني مجموعته " الدالية " أهداني نسخة منها وقال بأنه يريد دراسة حولها , وما أن ألقيت نظرة عليها حتى تكشف لي عورتها .. فسألته ولا تغضب ؟ فأكد لي بأنه لن يغضب . وكان ذلك على مسمع أكثر من صديق .

  وظل الرجل يلح علي حتى كتبت المقالة ودفعت بها إلى " الخليج " فنشرت متضمنة بعض الملاحظات التي كان لابد من الإشارة إليها , كي لا أتهم من جديد بتشجيع الأدب الرديء .. وقد أثارت ملاحظاتي تلك صاحب الديوان فانبرى يرد علي بلا وعي .

  والذي يقرأ رد طه عبد الغني على مقالتي يلاحظ إنني أحدثه في الأدب وأنه يحدثني عن نفسه , وإنني تعرضت لديوانه . وأنه تعرض لشخصي كما يلاحظ القارئ بسهولة ويسر بأن يستند على ثلاث ركائز أساسية :

1- أنه يريد أن يسجل من جديد وأن يعيد إلى الأذهان , ما كنت كتبت حول ديوانه السابق من عبارات أطربته , بحجة أنه يريد أن يثبت بأنني قد وقعت في التناقض مع نفسي , لذلك فهو يحشد في ردة كل عبارة راقت له , ويصف وجهة النظر المتواضعة التي كتبتها حول ديوانه السابق بأنها دراسة .

2- أن الرجل يضع نفسه جنبا إلى جنب مع عدد من عمالقة الشعر من أمثاله أبي سلمى , ومحمود درويش , والجواهري , وأنه يقارن نفسه بعدد من الشعراء العرب أمثال أبي العلاء , والمتنبي وحافظ إبراهيم , وابن الرومي والبحتري , وبعدد من الأجانب أمثال يانيس ريتسوس , جارودي , فينسيا لانجر .

3- وأنه يفخر بنفسه وبشاعريته التي قال " بأن الله وهبه إياها منذ أربعة عقود " ويخبرنا بأنه يعيش قضيته لحظة بلحظة . وأنه نذر نفسه لها " وفي نفس الوقت يذمني ويتهمني بالألفاظ والعبارات التي أسلفت ذكرها في مقدمة هذه المقالة .

  والرد في مجمله عبارة عن جملة من المغالطات والادعاءات وقلب الحقائق وفيما يلي تفنيد لكل ما ورد فيه من مزاعم .

  استهل الكاتب رده بالسخرية من مقالتي بعد تزوير مقدمتها حيث وصفها بأنها " هامشية " والهامشية هي التي لا قيمة جوهرية لها . ولو كانت المقالة هامشية كما زعم لما نشرتها صحيفة من أوسع الصحف انتشارا في منطقة الخليج . ولما أجازها محرر ثقافي مشهود له بحسن الاطلاع , ولاستطاع الكاتب الرد على التساؤلات الفنية التي وردت بها .

  وقد زور الكاتب مقدمة مقالتي من أجل أن يحقق لنفسه انتصارا وهميا , وظنا منه بأنني لن اقرأ الرد لعلمه بأنني موجود خارج البلاد , ولمدة طويلة وهكذا سمح لنفسه بأن يكتب : (( جاء في مقدمة المقالة الهامشية ما يلي : وهذا الجهد الكبير لا يتسع له وقتي المخصص للنظر في كتب النقد فهو محدود جدا ... )) وعلق على هذه الجملة قائلا : نعم ان التصدي لديوان شعري خاصة اذا كان بحجم الدالية يحتاج الى هذين العاملين الجهد الكبير والوقت المتسع ..

 وكان الكاتب قد بتر الجملة الآنفة الذكر من عبارتها الأم في مقالتي ليزور المعنى لصالحه . وليوهم القارئ بأن المقصود بالجهد الكبير هو ديوانه مع أن العبارة تشير إلى غير ذلك .

 وقد وردت العبارة في مقالتي دون بتر أو  تشويه هكذا , قلت " إنني لا أحبذ النظر في هذا الديوان مستخدما المنهج الموضوعي في النقد , ذلك لأن هذا المنهج يقوم على نظرية عامة عن الفنون وكيفية خلقها وعن أهداف تلك الفنون . وعلى مبادئ فنية خاصة بكل فن , واتخاذ كل ذلك أساسا للنقد ومقاييس للحكم ,وهذا الجهد الكبير لا يتسع له وقتي المخصص للنظر في كتب النقد , فهو محدود جدا , كما أن طبيعة " الديوان موضوع الدرس لا تحتمل ذلك " انتهت العبارة .

  وكما لا يخفي على كل ذي بصيرة فإن المقصود بالجهد الكبير الذي لا يتسع له وقتي هو "استخدام المنهج الموضوعي في النقد " . وليس ديوان صاحبنا كما أراد أن يوهم الناس . والجملة الأخيرة من العبارة تؤكد ذلك , وإيجاز الحذف واضح فيها . إذ لم أشأ أن أذكر _ رأفة بسن الرجل المتقدمة _ أن طبيعية الديوان لا تحتمل ذلك لأنها هشة .

 هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى فإن طلاب المدارس يعرفون بأن النقد الأدبي في هذا العصر نوعان , النوع الأول ويتناول الأعمال الأدبية التي تصدر عن المطابع ودور النشر _ بغض النظر عن قيمتها الفنية _ معتمدا على ملاحظات سريعة من شأنها أن تعرف القارئ بالكتاب المطروح فيرى فيه رأيه , وهذا النوع من التناول النقدي يقدم الى الصحف اليومية وإلى المجلات الصغيرة كما فعلت في كتابتي حول " الدالية " و " البراكين " قبلها .

  وأما النوع النقدي الثاني, فإنه يعتمد على دراسة عميقة . وعلى بحث مستفيض , ويتطلب ثقافة عريضة , وتفكيرا هادئا .  وبه يتناول النقاد الأعمال الراقية..أما طبيعة ديوان " كالدالية " فلا تحتمل ذلك .. ويظهر هذا النوع من النقد في كتب متخصصة أو في مجلات محترمة , وهو الذي اعتذرت عن استخدامه , ووصفته بالجهد الكبير لأن وقتي فعلا لا يتسع له , ولأنه يتعرض للأعمال الكبيرة فقط .

   ويزعم الكاتب أني وقعت في التناقض , ومن أجل أن يثبت ذلك ينقل فقرات أعجبته من مقاله مجاملة قصيرة كنت كتبتها عن ديوانه السابق عام 1984م ثم ينقل الفقرة التالية والتي كتبتها مؤخرا عن ديوانه الدالية : " إن المضامين التي تحدث حولها الشاعر حتى الآن يمكن قبولها ولكن الأسلوب الذي تناول به موضوعاته ليس من الجزالة في شيء حتى يبدو شعره _ في مجمله _ أقرب إلى النظم منه إلى الشعر وتغلب عليه الصنعة أكثر مما يغلب عليه الطبع " .

  وحيث أن كلامي السابق _ الذي أطرب الكاتب _ كان عن عمل , وكلامي اللاحق الذي أثار حفيظته كان عن عمل أخر اذن فلا تناقض .

   ويضيف الكاتب قائلا : " ولعل صاحبنا _ طافش _ كان راضيا في الأولى , فقام يمدح مقالته الأولى , ولعله كان غير راض فقام يشتم ويسب في الثانية " وهذا كلام يفتقر للأدلة والشواهد وهو عار عن الصحة إذ أنني لا أحسن أسلوب السب والشتم ولم يسبق لي أن مارسته ,

  وفي معرض حديثي عن أثر التجربة في عمل الأديب . لاحظت غياب عنصر المعاناة الحقيقة لقسوة الحرب وويلاتها خلال وصفه للقتال في بعض القصائد , غير ان هذه الملاحظة لم تعجب الكاتب واعتبرها " مغالطة " وإسفافا وزعم أنه ابن النكبة الذي عاشها من ألفها ليائها وأضاف قائلا أنني أحيا القضية لحظة بلحظة , نذرت نفسي لها , ورضت ملكة شعرية وهبنيها الله لخدمتها ودربتها عليها عبر أربعة عقود مضت ".

  وفيما يتعلق بحديثي عن قصيدته الدالية . والتي حمل الديوان أسمها فقد اتهمني الكاتب " بقصور في النظر " و " بعدم فهم الرمز " ولو أردت ان أحدث الكاتب عن الرمز واستخداماته لطال بي المقام , ولكنني أعده بأن اكتب له مقالة خاصة حول هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن .. وليست قصيدة الدالية أكثر من مقطوعات ركيكة غير مترابطة .. ولا بأس من أن اعيد هنا بعض أبياتها التي أوردتها لأنها تمثل نموذجا حيا لشعر طه عبد الغني . ولنناقش مزاعم الكاتب حولها ..

  يقول الشاعر طه عبد الغني مصطفى :

في باب بيتي من سنين زرعت يا ابني دالية

شامية جيناتها

يمنية وجناتها

وجذروها التاريخ يضرب في العصور الخالية

حلبية في حمرة الخدين تبدو حالية

نجدية بأديجها

قدسية ببروجها

لجمالها هفت السهول جبالنا والرابية

عنقودها كان الجمال

وكان حلوى للعيال

تعطي لهذا باليمين وذاك تعطيه الشمال

من تحتها الديوان يحلو

الصبح ثم العصر يحلو

في ظلها كان الوصال لنا بربات الحجال

   يزعم الكاتب أن في هذه الأبيات رمزا ويتهمني بعدم فهم هذا الرمز .. وأنا أرى أنه لابد للرموز من مقاتيح ودلالات تقود اليها والا تحولت الى نوع من العبث وكما هو واضح فإن دلالات لفظ الدالية متداخله لهذا فقد تساءلت : _ عن أي شيء يتحدث الشاعر ؟

  هل هو يتحدث عن دالية حقيقية بدلالة عنقودها أم يتحدث عن عروس بدلالة الوجنات والخدود ؟

أم تراه يريد الحديث عن فلسطين بدلالة البروج القدسية ؟

أمل لعله يشير الى القومية العربية بدلالة شامية يمنية , حلبية ,نجدية , قدسية .. الخ ؟

  لكن الرجل لابد م أن يجيبني على تساؤلاتي انبرى يتهمني بقصور في النظر, وعدم فهم الرمز , أين هو هذا الرمز ؟

  يقول أدونيس ( زمن الشعر ص 160) الرمز هو ما يتيح لنا أن نتأمل شيئا اخر وراء النص فالرمز هو قبل كل شيء معنى خفي وإيحاء انه اللغة التي تبدأ حين تنتهي لغة القصيدة , انه عالما لا حدود له لذلك هو اضاءة للوجود المعتم , واندفاع صوب الجوهر .

فأين ذلك الرمز الذي يزعم طه عبد الغني وجوده في قصيدته من هذا المفهوم ؟

  ويقول الدكتور عبد الحميد جيده في كتابه " الاتجاهات الجديدة في الشعر العربي المعاصر ص 121 "

" إن الشعر الرمزي يقوم على تغيير وظيفة اللغة الوضعية بإيجاد علاقات لغوية جديدة تشير الى مواضيع لم تعدها من قبل , وهذا يؤدي إلى تغيير " مقام الكلمات " ومجرى الصياغات المألوفة بالنسبة للملكات الإنسانية , أن الشاعر الرمزي يطمح أيضا إلى تغيير وظيفة الحواس عن طريق اللغة الشعرية التي تسعى إلى احتواء جميع الفنون والرموز التاريخية لتحطم الحواجز القائمة بين السمع والنظر والشم والفكر والإحساس والعاطفة ولذا لا يستطيع القارئ أو السامع أن يجد المعنى الواضح المعهود في الشعر الرمزي , لأن هذا الفن ينبع من عالم غريب داخل الإنسان , من مشاعر وأحاسيس غامضة ومن علاقات متناقضة دفينة في الذاكرة , ولذلك يكثر في الشعر الرمزي الإيحاء والإيماء والدلالات . والإشارات , والرموز والإيقاع والصور الغامضة .  

فهل نجد في دالية طه عبد الغني ذات العنقود الذي " كان حلوى للعيال " شيئا من هذا الذي ذكره الدكتور عبد الحميد ؟

وشاهد أخر .. يقول الدكتور محمد مندور في كتابه " الأدب ومذاهبه ص 112 " : " ان الرمزية تسعى إلى خلق حالة نفسية خاصة والإيحاء بتلك الحالة في غموض وإبهام بحيث لا نستطيع أن نحلل عقليا تفاصيل المعاني .. والرمزية لا تستخدم الشعر للتعبير عن معان واضحة أو مشاعر محددة , بل تكتفي بالإيحاء النفسي والتصوير العام عن طريق الرمز " .

  فهل هذا الرمز الذي يشير إليه الدكتور مندور كرمز طه عبد الغني الذي زعم بأني لم أفهمه في داليته التي " في ظلها كان الوصال .. " .

ويقول الدكتور محمد غنيمي هلال في كتابه " الأدب المقارن ص 399 " " ان الرمزيين يريدون ان يغوصوا بشعرهم في أعماق النفس , فلا يجرون وراء الصور الطبيعية للخروج من نطاق الذات " ..

فهل هذا ما فعله طه عبد الغني عندما صور لنا داليته التي " لجمالها هفت السهول جبالنا والرابية " ؟ أما كان الأجدر بالشاعر الرمزي والأجدى له أن يفهم الرمز وأن يحسن استخدامه قبل أن يتهم الآخرين بسوء الفهم ؟

وعندما تحدثت عن عاطفته الفاترة في القصيدة , نفى الكاتب الشاعر وجود علاقة بين العاطفة والوصف وتساءل قائلا : " ما دخل العاطفة في الوصف ؟  ويعلم طلاب المدارس الثانوية ان العاطفة هي أهم عناصر العمل الأدبي وأقواها في طبع الأدب بطابعه الفني ويمكن التعرف على مدى إحساس القارئ بالنص .

 يقول أحمد الشايب أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة سابقا في كتابه أصول النقد الأدبي ص 93 : " ولعل قوة العاطفة وروعتها من أهم المقاييس النقدية إن لم تكن أهمها جميعا فإذا استوثقنا من صدق العاطفة سألنا القارئ هل أثار النص الأدبي شعورك ؟ وهل بعث فيك شعورا حيا قويا ؟ وهل أيقظ نفسك وأنعشها ؟ وهل أوسع نظرك وأحيا قلبك ؟ أو كما يقال _ هل أعطاك عينا جديدة ترى بها ؟ وقلبا جديدا تحس به ؟ إذا كان ذلك متوفرا كان النص أدبا قويا " .

   والآن أيها القارئ الكريم هل يحصل لك شيء من هذا الذي ذكره الشايب حين تقرأ شعر طه عبد الغني :

يا دالية !

من كثر وجدي أنني

سميت بنتي دالية

أرضعتها سكرا تخمر في العصور الخالية

من جرة في دير حنا

وزجاجة في دير ياسين تشعشع قانية

من حبنا لك قد جعلتك

حلة لسهولنا

زينة لجبالنا

ومنارة للرابية ..

   وأين من "منارة الرابية "  قول أبي الطيب الذي يؤجج عواطفنا ويثير في نفوسنا شعورا قويا بالعزة , وذلك من خلال بيتين اثنين :

ومراد النفوس أصغر من أن  نتعادى فيه وأن نتفانى

غير أن الفتى يلاقي المنايا .. كالحات ولا يلاقي الهوانا

  وأين منه قول البحتري :

إذا ما نسبت الحادثات وجدتها .. بنات زمان أرصدت لبنيه

متى أرت الدنيا نباهة خامل .. فلا ترتقب إلا خمول نبيه

  وأين منه قول شوقي :

لو استطعنا لخضنا الجو صاعقة .. والبر نار وغى والبحر غسلينا

سعيا إلى مصر نقضي حق ذكرانا فيها إذا نسي الوافي وباكينا

أو قوله :

يا ابنة اليم ما أبوك بخيل .. ما له مولع بمنع وحبس

أحرام على بلابله الدوح .. حلال للطير من كل جنس

وانظر إلى العاطفة المتدفقة في قول ابن خفاجة الاندلسي . وهو يصف جبلا

وقور على ظهر الغلاة كأنه .. طوال الليالي ناظر في العواقب

أضحت إليه وهو أخرس صامت فحدثني ليل السرى بالعجائب

وقال : إلى ك كنت ملجأ قاتل .. وموطن أواه تبتل تائب

وكم مر بي من مربح ومؤوب وقال بظلي من مطي وراكب

فما كان إلا أن طوتهم يد الردى وطارت بهم ريح النوى والنوائب .

  وصف جبل تتدفق م خلاله عاطفة قوية تسيطر على نفوسنا وتبعث فيها تفكيرا عميقا إعجابا شديدا .. هذا ابن خفاجة .. أما ابن عبد الغني فيتساءل : ما دخل العاطفة بالوصف ؟ ثم يتجرأ ويشبه نفسه بعمالقة الشعر العربي القديم والحديث .

ولما اعترضت على ركاكة التعبير في قوله :

" لجمالها  هفت السهول .. جبالنا والرابية "

  رد على مشبها قوله بقول الله عز وجل : " جعلوا أصابعهم في آذانهم " غير أن في قوله تعالى مجازا مرسلا حيث أطلق الكل وأراد به الجزء .. فماذا أراد الكاتب بقوله ؟ إن دعواه مرفوضة فلا وجه للمقرنة على الإطلاق .

   ولما دعوت الكاتب لمراجعة شعره وتجويده والاهتمام بالكيف أكثر من الاهتمام بالكم , رد على قائلا : " دعوى الحد من العطاء تحت داعي الحرص على الجودة واقتداء بالحوليات دعوى خطيرة ومرفوضة في نفس الوقت , ولا تقل في خطورتها عن الدعوى التي تبناها السادات المقتول بأن المساجد للعبادة ولا دخل للدين بالسياسية "

   هذا غيض م فيض مما يمكن أن يقال حول مزاعم طه عبد الغني في ردة على هوامشي النقدية .. وقد حرصت على أن أكون في ردي موضوعيا , لا أتجاوز موضوع النقد , ولعلنا نعود لمراجعة أعمال طه عبد الغني لتقييمها .. والعود أحمد

Untitled 4

دخول المدراء تم إنشاء التصميم في نظام uCoz